كيف يمكن للعلماء الكشف عن السموم الصامتة في أبدان الأطفال؟



مصعب قاسم عزاوي
2021 / 7 / 1

تعريب فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع لملخص محاضرة قدمها الطبيب مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية في مركز التثقيف الصحي المستمر في لندن.

عندما تدخل مادة كيميائية سامة إلى الجسم، فإنها غالباً ما تترك بصمة كيميائية حيوية يسميها العلماء المؤشر الحيوي للسموم. على سبيل المثال، من المعروف منذ عقود أنه عندما يدخل الرصاص الجسم، يترسب بعضه في الأسنان والعظام. اليوم، تتوفر اختبارات متطورة للغاية لهذه المؤشرات الحيوية التي يمكنها تشخيص التعرض تحت السريري، والذي لا يؤدي إلى أعراض سريرية ملحوظة، وهي اختبارات متوفرة في معظم المختبرات الكيميائية الحيوية المتقدمة للسمية الصامتة للرصاص والمواد الكيميائية السامة الأخرى.
في الوقت الحاضر، تتوسع تقنية التحليل الحيوي الحديثة بناءً على حقيقة أنه يمكن فحص الأسنان اللبنية عند الأطفال بعد سقوطها لتوفير معلومات هائلة حول التعرض للمواد الكيميائية السامة خلال فترة ما قبل الولادة وما بعدها. في الواقع، للأسنان حلقات نمو تشبه حلقات النمو في الأشجار، وخلال فترة الحمل وفي الطفولة المبكرة تتشكل حلقة جديدة كل يوم. في الأشجار، يمكن أن تقدم كل حلقة نمو معلومات محددة حول الظروف البيئية خلال موسم نموها، مثل ما إذا كان المناخ رطباً أم جافاً، ومدى وفرة الإمدادات الغذائية، وما إلى ذلك. في نهج مماثل، وجد الباحثون المبدعون والموهوبون أنه يمكن تحليل «حلقات التعدين» في الأسنان اللبنية للأطفال لتوفير المعلومات اللازمة حول التعرض للمواد الكيميائية السامة خلال فترة ما قبل الولادة والرضاعة والطفولة المبكرة. تقدم التقنيات الدقيقة والمهمة للغاية لاستخراج البيانات من مناطق مختلفة من الأسنان اللبنية المتساقطة من أفواه الأطفال معلومات جوهرية حول التعرض قبل الولادة للمواد الكيميائية السامة مثل المنغنيز والرصاص. تنتج المؤشرات الحيوية الإضافية للتعرض للسموم قدراً هائلاً من المعلومات حول الروابط بين التعرضات للعناصر السمية في سنوات ما قبل الولادة وسنوات الطفولة وأمراض الطفولة وكذلك الأمراض في وقت لاحق من الحياة.
علاوة على ذلك، طور الباحثون تقنيات جديدة تعتمد على القدرة على فك شفرة الجينوم البشري لإظهار أن مادة كيميائية سامة قد أثرت بالفعل على الجينات المسؤولة عن مرض ما.
في دراسة نُشرت مؤخراً، استخدم الباحثون تقنية معملية متطورة للغاية لإظهار أن مبيدات الآفات الحشرية والعديد من المواد الكيميائية الأخرى المسببة لاضطرابات الغدد الصماء يمكن أن تستهدف الجينات التي تم ربطها بالتوحد. هذه الدراسة هي مجرد واحدة من العديد من التحقيقات البحثية الحديثة التي تقيم روابط مهمة بين المواد الكيميائية السامة والاضطرابات المرضية المضنية والأليمة بين الأطفال مثل التوحد، ومشاكل النمو العصبي، وتشوهات الجهاز التناسلي والغدد الصماء، وغيرها الكثير.


*****
هوامش:

للاستماع إلى نص محاضرة الطبيب مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية يمكن مراجعة الرابط التالي:

https://academy.house/en/videos