قصة هي التي تتبعها قصة هو دائما!!



امتياز المغربي
2006 / 8 / 29

لم ترى الحياة الا من خلال عينيه ،غنت لأجلهما ،حلمت بهما ،طارت الى ابعد الاماكن لكي تلتقي به دون ان يعلم احد ،اخلصت له لم تنظر الى احد غيره ،ولم يكن في مخيلتها سواه هو وهي فقط كل ما كانت ترجو من الدنيا.
احبته بجنون الحب المراهق الطفولي ،كادت ان تخرق عادات وتقاليد المجتمع لاجله وحده هو من اصبح الحلم الاوحد لها ،كانت تتفقده عندما تلتقيه تحاول ان تجد شيئا ما في عينيه وكأنها تزرع في كيانه شيئا للغد ،لم تعد تقوى على البعد عنه ،فمع اشراقت الشمس تبدأ بالتخطيط لكيفية مقابلته ومواساته على حزنه الذي كان يرتديه امامها.
كانت كالبدر في وسط النهار ،الكل يرغب في الزواج منها ،وهي في سنها الطفولي المجنون الذي رفض كل الاشخاص واحتضن شخص واحدا ،مع مرور الايام علمت بان اسواء قرار اتخذته في حياتها هو قرار ارتباطها بهذا الشخص.
حضر العريس وكان بمفرده والسبب هو ان اهله كاهلها كانوا يرفضون هذا الزواج ولكن مع اختلاف اسباب الرفض امام اهالها فقد شاهدوا الخطيب الشاب على حقيقته الكاملة واما اهله فقد نظروا الى ان مستواهم الاجتماعي لا يتناسب مع هذه العائلة.
حاولت الانتحار وعندما اقتنع الاهلها بانه لامفر من زواج ابنتهم به منحوها الموافقة على الزواج به ولكن بعد القاء عواقب الامور عليها و حدها لانها هي من اختارت وليس هم.تزوجته وهي لا تصدق بان الامر قد تم وبانها اصبحت في بيته ملكا له وهو ملكا لها حاولت ان تتمالك نفسها من فرط فرحتها وراحت تحلم بالحياة الابدية السعيدة معه وتخطط لانجاب الاطفال وتجهيز البيت بشكل اجمل و تفكر في نوعية الطعام الذي يفضله الزوج وفي التوقيت الذي يحب فيه زوجها ارتشاف فنجان قهوة الصباح.
لم تنظر هي في يوم من الايام الى زوايا شخصية زوجها ذو القناع المحب وبقية تنظر الى ما تحب ان تراه في شخصيته وذلك لان من يحب ،يحب بجنون ولا يرى غالبا ما يراه الاخرون ،وبقية هي دون ان تراه على حقيقته.
ومع مرور الايام اصبح الزوج يتقلب في النكد والتأفف بشكل مستمر ،صار يفتعل المشاكل في كل اسبوع و من ثم في كل يوم ،وعندما كانوا يلتقون في البيت لم تعد هناك الحياة الزوجية التي كانت تحلم بها وصارت وحدها كائن منفصل عنه تحت سقف واحد.
شخص واحد من كان يشاهد مسرحية النكد اليومي ،هو طفلهما وحده من كان يوثق في طفولته تلك المشادات الكلامية والتي تتطور الى الضرب وفي بعض المرات الى النقل للمستشفى حيث توضع لزوجه العديد من الكمادات ويتم خياطة الجروح ان وجدت وتتواصل مرة اخر فصول المسرحية في اليوم التالي.
وصلت الامو بينها وبينه الى طريق مسدود ليس له مفتاح ،فقد فقدت الزوجة المخلصة المفتاح الذي يمكنها من الدخول الى قلب زوجها الذي صار يفكر في اخرى ويتهرب لانه وجد من يصدق وجهه ذو القناع الحزين مرة اخرى لتدخل الى حياته ضحية اخرى وعبده جديدا في عالمه الفرعوني.
"الم نقل لك بانك ستندمين ولكن يجب ان تعودي له لانه زوجك وسمعة العائلة اهم من كل المشاكل بينكما حاولي ان تعودي له مرة اخرى" هذا ما قالته امها وعندما رفضت الابنه قالت الام "اسمعي مش برضاكي بدك ترجعيلوا غصب عنك شو رائيك ما بكفي حكي الناس كما انا بنتي تعصاني وتصير على حل شعرها".
وصل الزوج المحترم الى بيت اهلها وكله ثقه بان الجميع يقف الى جانبه كونه الرجل الذي يحمي شرف العائلة من ان يداس وما ان دخل حتى بدأ يصفعها ويضربها على مرأى من اهلها الذين شاهدوا النزيف وهو ينهمر من انفها وهي لا تقوى على ان تدافع عن نفسها وعندما انتهى من الضرب قال لها "يلا حضري حالك علشان تروحي ".