البكيني يقاوم التطرف الديني



واصف شنون
2006 / 8 / 31

العنوان أعلاه ليس من إختراعي، لكنه إقتباس من الصفحة الأولى لصحيفة الديلي تلغراف الاسترالية في يوم 29 من الشهر الحالي، وإليكم أجزاء من النص المنشور في تلك الصحيفة حسب ترجمتي :-


"قالت ملكة جمال استراليا الأنسة صابرينا حسامي الطالبة الجامعية والبالغة من العمر عشرين عاما ً (وهي مسلمة من أب لبناني وأم هندية ) إنها ستتحدى التعاليم الإسلامية وسوف ترتدي (البكيني ) في منافسات ملكات جمال العالم القادمة في بولندة، وكانت الأنسة حسامي ترد في تصريحها ذلك على دعوات بعض زعماء المسلمين في استراليا الذين وصفوها بإنها( عار على الإسلام )،وقالت إن الديانة هو" شأن خاص "،وكانت ألأنسة حسامي قد قامت بحملة تبرعات واسعة جمعت فيها حوالي مليون ومئتي ألف دولار من أجل المستشفيات والطفولة ودور العجزة، مما أكسبها شعبية واسعة،وكذلك فإنها سوف تلتقي برئيس الولاية السيد موريس ييما لمناقشة امور تتعلق بالسياسة الاقتصادية لولاية نيو ساوث ويلز،ومن جهة أخرى فإن الشابة المسلمة التركية الأصل( أيتان أهمت )البالغة من العمر 16 عاما،قررت الأستمرار في مشاركتها في إنتخاب ملكة جمال ولاية فيكتوريا الأسترالية رغم إعتراضات واسعة من من القادة المسلمين في الولاية "
والموضوع ليس على أهمية فكرية بقدر أهميته الإجتماعية للأستراليين المسلمين أو الذي من أصل مسلم،فإثارة موضوع لا أهمية له على الإطلاق في حياة البسطاء الأستراليين عبر الميديا يحمل عدّة
إمور،منها إشاعة الكراهية ضد كل مسلم، أو إشارة بائدة.. من إن المسلم هو منحط ثقافيا ٌ وغير متمدن وإن المسلم المتمدن مخادع ومحتال... لكن العكس أبداه والد الفتاة التركية أيتان أهمت السيد صالح أهمت حينما قال "إنها إبنتي وقد علمتها جيدا ً وهي أفضل وأجمل من بناتهم، إبنتي تصنع مستقبلها حسب ما تشاء "...!!
*****
تعرض إحدى القنوات الخليجية برنامج " لمسات "، وهو برنامج ناجح بجميع المواصفات التقنية والتصويرية، فهو يعرض أخر الصرعات في ألأزياء الأوربية النسائية من نابولي وروما وباريس وطوكيو وبون ونيويورك حتى بيروت..،يعرض البرنامج أنواع الإكسسوارات والماكيجات الغربية، بل في إحدى حلقاته غامر البرنامج بمقدمته الفاتنة ليعرض لجمهور النساء المشاهدات....أحداث إستخراج الماس في دول أفريقيا الجنوبية...!!!.
يعرض برنامج "لمسات " أخر تقليعات فساتين السهر والحلي والمشي...وبعض الأحيان ملابس البحر..مايوهات نساء على البحر...،ولا أعرف هل هو دافع الحرية التي يتوسموها أصحاب البرنامج وقد نسوا تعاليم سلطاتهم الدينية والبيئية البدوية، أم هو نوع من جذب أكثر كمية من الفتيات والنساء اللواتي لا حرية لهن ّ سوى مشاهدة التلفزيون والتحسّر على ما يعرض عليهن ّ من (الفتن )،أم هو برنامج فضائي لاعلاقة له بصنف (الحريم )..
ولعلي لا أبالغ على القول من إن برامج الفضائيات العربية الموجهة للنساء والشباب والأطفال العرب والمسلمين، هي برامج موجهة يتم مراقبتها دينيا ً وسياسيا ً ولكن بتساهل يجعل الجيل القادم مرتبك في الهوية والمعايير،فالبحر متوفر في كل بلدان العرب والمسلمين،لكن ثقافة البلاج المتعلقة به أي(البحر )لا نجدها في مجتمعات العراق والسعودية وسوريا.. بل حتى مصر مثلا، ًومصر أنتجت أفلاما ً سينمائية وهمية ظهرت فيها المرحومة سعاد حسني وهي بلباس البحر (البكيني )،ثم تبعتها ممثلات أغلبهن أصابتهن لوثة (التوبة ) فأصبحن ّ محجبات تائبات(سهير رمزي.. كمثال ) عن فعل ثقافي هن ّ تراجعن عنه بدون إحساس بمسؤولية الأنثى تجاه مثيلاتها، بلا ألأدهى من ذلك مشاهدة الموجة الجديدة من المسسلات التي يظهرن فيها ممثلات عربيات وقد خضعنّ قبل الدور لعمليات لصق عدسات العيون ورفع الحاجبين وتقريم الأنف ورفع الصدرين..وما علم ألله بما يجري على جسد الممثلة منهن ّ.
*****
من طبيعة المرأة أن تعلن مفاتنها،وأرجو أن يسند قولي هذا الكثير من الناس، فلماذا يصر أدعياء الأسلام في دول الغرب وأمام الإعلام إنهم لايحبون الجمال، ولعلكم سمعتم من قبل ما قام به بعض النيجريين المسلمين في إفشال عرض جمال الكون في بلدهم المحتاج للمساعدات الإقتصادية الكونية، لماذا يدعي البعض بأن إسلام النبي محمد هو إسلامه، وهو الخليفة لمن لا خلف له..!!

*****
مَنْ من الناس الأباء وألأمهات من المسلمين والعرب لا يفتخروا بإنجاز صابرينا حسامي..؟
ومن منهم يتمنون أن لا تكون بناتهم وأبنائهم كصابرينا حسامي.. ملكة جمال الكون..؟
يا ألله..


إرحم من تحب...