رسالة استذكار ومحبة ..الى امي المجاهدة



قيس العبيدي
2006 / 9 / 9

كنا نعيش في دور حكومية لعمال الدولة ويتألف الدار من غرفة واحدة ومجموعة صحية وكان عدد افراد الاسرة سبعة افراد تسلسلي بينهم السابع وكان والدي متزوج من امرأتين والدتي هي الزوجة الاولى وله من زوجاته الاخريات اولاد وبنات وكانت الحالة المادية للعائلة تصل الى درجة الفقر فتكفلت والدتنا بألاشراف على رعايتنا وتربيتنا في تلك السنوات العجاف واتذكرها رحمها الله وهي ترتدي(الفوطة والجرغد والصاية)وهي من عائلة فلاحية كانت تزرع وتربي الاغنام في الفسح المتروكة من منطقة سكننا ليكون مصدر للعيش وهذه الامرأة الامية كانت مناضلة ومجاهدة بآن واحد اذ ان اخوتي الكبار كانوا من اتجاهات سياسية متنوعة وكان رجال الامن والشرطة يداهمون البيت بين الحين والاخر لعلهم يعثرون على اخي الاكبر وكانت هي التي تتفاوض معهم بشجاعة وتتنكر لوجوده وفي الغالب تكذب عليهم كجزء من حنان الامومة واستمرت الحالة لفترة طويلة وقررت ان ترحل بنا تحت جنح الظلام من محافظة الى اخرى لعل ذلك يوفر جزء من الامان ورغم كل الظروف المعيشية الصعبة استطاعت ان تتابع دراستنا بنين وبنات وان ننهي دراساتنا الجامعية بنجاح وتفوق وقد ساقني لكتابة هذا الموضوع ماشاهدته على شاشات التلفاز لبرلمانيات العراق وبألاخص المنقبات بألحجاب وهن يحضرن الاجتماعات ويتقاضين الرواتب (المجزية) والائي لايمتلكن اي تضحية ونضال بل تسللن الى مجلس النواب بطرق ملتوية واردت ان اربط بهذا الموضوع بين مجاهدات الامس وما تحملن من مصاعب الحياة الكثير وقد فارقن الحياة الى ذمة الخلود نتيجة الظروف السياسية والمعاشية القاسية والمتنوعة ولم يستذكرهم سوى عوائلهم عندما يتجاذبون اطراف الحديث مع ابنائهم كجزء من الوفاء وهذا الحنين لامهات المناضلين ينبغي ان يراود كل السياسيين الذين داخل الوطن او في الشتات لان الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق فألف تحية لامهات المناضلين والرحمة والغفران للمتوفين منهن وعسى ان تعي امهات اليوم ما عانت به امهات الامس ليحذوا حذوهم واقترح ان تقوم وزارة الثقافة بتخليد تلك الامهات سواء كان ذلك بمسلسلات تلفزيونية اونصب تمثال شامخ بوسط العاصمة بغداد للام المجاهدة.