التواصل وعقدة المأساة



رحاب حسين الصائغ
2006 / 9 / 13

لم ينجح أي نظام يتجاهل المرأة ودورها الفاعل ومؤثر في تشكيل دورة الحياة الاجتماعية وأطرها الأكيد في إثبات تواصلها لان أي إغفال في قضية المرأة وكينونتها سيؤدي إلى تصدع البناء الهيكلي للأَسرة وينعكس على المجتمع. (وما أنا بصدده لا يعني بأني أدعو إلى شخصيَة مسّفهَ بالظاهر المخالفة لعرف المجتمع – كذلك لا أقبل بتهميش دور المرأة تحت أُطر المزايدات؛ وحتى لا تأخذنا سيَر الحيرة بعيداً ، علينا أن ندعها تزاحم تأثيرات الاختناق في رؤية تجثم فوق المفهوم السائد ، إن عملية العوم بجزيئيات وجودها الفاعل يجزها في عالم ينافق بتقديمه لها معنى الاستقرار ويصادر قرارها، إن التواصل المستمر لحل عقدة المأساة يدفع إلى الانفلات من نظام السقوط في بحيرة الأزمة ، ولكي نبعد عنها الشعور بالغربة علينا تعليمها التمسك بصبر الحكماء وندعوها للمشاركة في عملية البناء ، ولا ندعها تجالس الخوف والكسل ولا التفنن في صنع أحلام متشابكة بالخمول مملوءة بدخان الضجر مدججة بذات محترقة لا تعير التحول الحاصل من حولها أيَ اهتمام لأنها مرغمة على العيش في صمت يميت كيانها وحيويتها0 وعلينا أن نؤمن بأن عقل المرأة واسع الأفق وإنسانيتها مشبعة بالعاطفة السامية ، والتاريخ شاهد على ذلك الكثيرات ممن صمدنَ وحققن وجوداً إنجازاً غير عادي في مجمل الأنشطة
الإنسانية بجرأة وجدارة في مواجهة مجتمع ذكوري مغلق، وإن لم تحتضر مسافة العبودية والتعصب لن نصل زمن الأرتواء المطلوب قياساً بالتقدم الحاصل والزاحف إلينا كموجة هائلة، ومن أجل أن نبعد شبح هذا التظليل من قبل المستسلمين بما يحملون من أعباء الجهل ومتقدميهم المرتبطين بالأنظمة المشبعة
بالعبودية وعدم اللاشعور بحرية الآخر، وإن أي تفاوت حضاري فيما بين الشعوب المتعمدة في تخلفها قياساً بالمجتمعات المتحضرة سيكون هناك صعوبات في العيش الذي لا يتلاءم مع ما يأتي في طريقها من تفاوت ومسؤوليات جمة 0 عندها ستكون الضحية الاولى المرأة ، لأنه ليس لديها الإدراك على التصدي لهذه الموجة القادمة وأدواتها التي تجهل استخدامها 0
لذا أدعو إلى ثقافة المرأة والتسلح بما يعدَها لواقع تكون قادرة على مواجهته ولكي لا تجد نفسها واقفة على شاطئ لا حدود له، والمرأة إن وجدت نفسها محاطة بكل ينابيع الجهل والخوف ستصعب عليها المواجهه بجدارة.