أين المرأة في كتاباتنا ؟



حمزة الشمخي
2006 / 9 / 18

بعد إنهيار دكتاتورية صدام في التاسع من نيسان عام 2003 ، كثرت الكتابات من قبل كاتباتنا وكتابنا حول الكثير من القضايا السياسية والحزبية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والأمنية والقانونية وغيرها .
حيث تم تناول عملية الإحتلال ودخول بغداد وإنهزام النظام الإستبدادي ، وقضية حل الجيش وإنهيار مؤسسات الدولة بالكامل ومارافقها من نهب وسلب بمافيها المتحف الوطني ، وخلال تلك المرحلة تم تشكيل مجلس الحكم من قبل بعض الأحزاب والقوى السياسية وبإشراف أمريكي بريطاني .
وكتب الكثيرعن التحضير للإنتخابات وكتابة الدستور والإستفتاء وتشكيل مجلس النواب العراقي والمحاصصات السياسية والصراع على الكراسي والمناصب ، وقضية الفيدرالية وأشكالها وتطبيقاتها ، وتأسيس الكثير من منظمات المجتمع المدني ، وظهور الطائفية والمناطقية والأقاليم والمليشيات المسلحة ، وتصاعد عمليات الإرهاب والقتل اليومي والمفخخات المجرمة ، والتدخل الأجنبي في القضية العراقية ودور تنظيم القاعدة وعصابة الزرقاوي وتزايد الجريمة المنظمة ، وإنتشار ظاهرة الفساد الإداري والمالي وسرقة النفط وتهريبه عبر الحدود العراقية .
وتوقف كتابنا حول مسألة الأمن والأمان للمواطنين وحماية الكفاءات والطاقات العلمية والأدبية والرياضية وأساتذة الجامعات والأطباء والمحامين.. وكيفية تقديم أفضل الخدمات الحياتية الضرورية كالوقود بكل أنواعه والكهرباء والماء الصالح للشرب والبدء بعملية البناء والعمران ومعالجة البطالة وتوفيرفرص عمل للجميع وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية ... إلخ .
وكذلك كتبت عشرات الكتابات في الآونة الأخيرة عن محاكمة صدام وأعوانه ، وحول العلم والنشيد الوطني وكيفية إستبدالهما في الوقت الحاضرلأنهما كانا يمثلان مرحلة الدكتاتورية المنهارة ، وغيرها من الآراء المؤيدة والمعترضة على إستبدالهما .
من كل هذا وغيره ، أين المرأة العراقية في مقالات كاتباتنا وكتابنا ؟ ، صحيح أن هناك بعض المقالات ، ولكنها أما أن تكون موسمية مثل الموقف من قانون 137 أو مناسباتية مثل 8 آذار عيد المرأة العالمي ، وإلا أن الكتابات عن هموم ومعاناة وطموحات وآمال المرأة العراقية قليلة جدا .
علما أن المرأة العراقية قد أصابها من الضيم والحيف والغبن الكثير والكثير في زمن الدكتاتورية ، ولازالت تعاني من الظلم والعوز والترمل والتمايز بينها وبين الرجل وحرمانها من أبسط حقوقها المشروعة والطبيعية ، ومحاربتها الدائمة في حريتها الشخصية بما فيها إختيارها للعمل ، وحتى فرض القيود عليها ومحاصرتها من قبل بعض العادات والتقاليد الإجتماعية المتخلفة ، أو من قبل القوى والمنظمات والمليشيات المسلحة المعادية للحياة وتطورها .
فلتكن قضايا المرأة العراقية في مقدمة إهتماماتنا وكتاباتنا ، لأن حريتنا من حريتها وتحررنا من تحررها ، لأنها شريان الحياة ، ومن دونها لا حياة للجميع .