(!!) الأميرة هيا بنت الحسين / قهروها قبل أن يكرموها



صلاح الدين محسن
2006 / 9 / 22

نحن شعوب لا تميز عندما تنقل شيئا عن الغرب ، فلا تفهم بدقة الكثير من تقاليد أو قيم وأخلاقيات دول الغرب ، فاما أن نقاطعها ونعاديها - وقد نحرمها ونحتقرها ! ، واما أن ننقلها حرفيا دون فهم الهدف أو الحكمة منها أو التوقيت أو التدرج في السلم الحضاري لنعي متي نأخذ بشيء ما يأخذ به أهل الغرب ، فنعمل به قبل وقته عندنا أو بترتيب خاطيء يسبق درجة لم نتدرجها .. كما يجب قبل الأخذ بشيء معين لم يأخذ به أهل الغرب ويعملوا به في يوم وليلة .. وانما بعد مراحل وتدرج الوعي والخطو الحضاري ..
في الغرب عندما تتزوج سيدة من عائلة اسمها غير معروف ، من رئيس دولة أو نجم عالمي مرموق ، فانه تكريما وتمييزا لها يغدقوا اسم عائلة زوجها الشهيرة أو التي اشتهرت عالميا ، بشهرة زوجها اليها ، وغالبا ما يتم ذلك بتلقائية وليس قهرا للزوجة وارغاما لها علي ترك اسم عائلتها ، ، وانما شهرة اسم عائلة زوجها تلحق بها تلقائيا ولاسيما من ترديد وسائل الاعلام واستسهالها نسب الزوجة لاسم عائلة زوجها المرموقة ، كأن يقال هيلاري كلينتون .. صحيح هيلاري محامية مرموقة بأمريكا ولكن اسم زوجها كلينتون رئيس كبري دول العالم - وقتذاك- يلتصق بها تلقائيا ويشرفها بالطبع ذلك .. .. أو كأن يقال " جاكلين كنيدي " ، وبعد وفاة كندي وزواجها من أبرز مليارديرات العالم " أوناسيس " ، واسم أوناسيس تعرفه الدنيا يلتحق بها الاسم العالمي تلقائيا ولا أحد ينزع منها عنوة اسمها ، فتشعرها بالقهر والغصب والمذلة ، وانما تشعر بالفخر من انتيسابها لاسم عائلة من أشهر الأسماء في العالم في دنيا المال والأعمال ..
ولكننا لم نسمع بعد عن امرأة كبيرة الاسم ينزع منها اسمها الكبير وتنسب لاسم عائلة زوجها الأصغر والأقل شأنا سواء

في الماضي أو الحاضر أو في المستقبل سيظل اسم عائلتها الأكبر من اسم عائلة زوجها ... وينزع منها اسمها قهرا وعنوة والا فالطلاق ..(!)
.. !! مثلما حدث مع الأميرة هيا بنت الملك حسين ..التي قرأنا في شهر واحد خبر عودتها الي الأردن وترك عش الزوجية بالخليج لأنها رفضت التخلي عن اسم أبيها الحسين ملك الأردن السابق لتسمي باسم عائلة الأمير الخليجي الذي تزوجته ..
لقد احترمتها كثيرا وقتما قرأت الخبر فموقفها صحيح وعادل ومقبول جدا .. ولو فهم زوجها الخليجي أنه من الأشرف له أن يقال عنها الأميرة هيا ابنة الملك الحسين قرينة الأمير فلان في ذلك اضافة له ، و حفظا لها علي مكانتها .. ، أفضل من أن يقال : الاميرة هيا بنت راشد آل خليفة .. ففي ذلك كما لا يخفي علي كل ذي بصر انقاص من قدرها وخسارة لآل خليفة من ابراز شرف المصاهرة لحاكم وعائلة أكبر وأعرق في الحكم لعائلة آل خليفة - بغض النظر عن تقييم الدور السياسي الذي لعبه الملك حسين -.. ..
ان الأردن من حيث الوزن السكاني والجغرافي هي دولة .. أما دويلات الخليج كلها فهي أقرب الي النجوع والكفور والضيعات أو الآبار النفطية ، وكل تلك النجوع الخليجية لا مستقبل لها ولا لحكامها سياسيا ، فان لم يلتهما صدام ، فسوف تلتهمها يوما ايران ، وربما اليمن .... ويصبح هؤلاء الحكام وملكهم المزعوم وكياناتهم الأراجوزية النفطية ، في خبر كان
لقد توقعت عندما قرأت من قبل ومنذ أقل من شهر خبر عودة الأميرة هيا بنت الحسين الي الأردن لخلافها مع زوجها، لرفضها نزع اسم والدها منها ونسبها لعائلة زوجها .. احترمتها جدا وكدت أكتب في هذا الموضوع وأحييها وأتضامن معها ، وتوقعت أن تتضامن معها المنظمات النسائية ، وتستنكر محاولة قهرها و اغتصاب اسمها منها ، وتوقعت أن أقرأ هذا التضامن مع الأميرة هيا هنا بموقع الحوار المتمدن ، ولكنني فوجئت بعدها بأيام ليست بالكثيرة ، بمكافئة الأميرة هيا علي الاضطرار للخضوع للقهر كامرأة عربية مسلمة سيف الطلاق فوق رقبتها ..- فكوفئت بعد قهرها - ، برئاسة دورة من الدورات التي يتم تداولها بين الدول للجمعية العامة للأمم المتحدة ..وقرأت الخبر منشورا اليوم 21/9/2006 بموقع الحوار المتمدن ، ان التكريم المبني علي قهر وانتزاع المرأة من ذاتها ليس بتكريم ، فماذا يمكن أن ننتظر من المقهور أن يفعل ، وبماذا يمكن أن يفيد اذا ما وضعته في أعلي المناصب بعد أن فرغته من داخله بالقهر والاضطرار للانحناء؟
انني أطالب المنظمات النسائية بادانة اجبار الأميرة هيا بنت الحسين علي ترك اسمها ( الكبير ) واستبداله بآخر أدني ، والمطالبة باحترام حق المرأة العربية في الاحتفاظ باسمها ، وبضرورة اعادة لقب " الأميرة هيا بنت الحسين " اليها ..