ميثاق الزوجية



انطلاق الرحبي
2006 / 9 / 24

تلاوة ٱلقرءان وتدبر ءاياته يهدىٓ إلىٰ قرء مايحمله من ٱلحق " ءايات ٱلوجود" ٱلميِّت وٱلحى. وهو ماتبين لى فى مسألة ٱلميثاق بين ٱلزوجين ٱلذكر وٱلأنثى. فإنِّىٓ أرىٰٓ إنَّها تقوم علىٰٓ أساس ٱلميثاق ٱلغليظ بين ٱلزوجين . فقد جآء فى ٱلبلاغ " وكيف تأخذونه وقد أفضىٰ بعضكم إلى بعضٍ وأخذن منكم مِّيثـٰقًا غليظًا " 21 ٱلنِّسآء. فما هو دليل ٱلميثاق ٱلغليظ فى ٱلبلاغ ٱلمبين . " وإذ أخذنا من ٱلنَّبيـن ميثـٰقهم ومنك ومن نوح وإبرٰهيم وموسى وعيسى ٱبن مريم وأخذنا منهم ميثـٰقًا غليظًا " 7 ٱلأحزاب. وٱلمأرب من أخذ ٱلميثاق ٱلغليظ هو " لِّيسئل ٱلصّـٰدقين عن صدقهم وأعدّ للكـٰفرين عذابًا أليمًا" 8 ٱلأحزاب. فٱلميثاق ٱلغليظ هو مايوثق ٱلإنسان به نفسه بإرادته عن إدراك وخيار لآ إكراه فيه من أحد عليه . أى مايلزم نفسه به ويصدقه بالقول والفعل من بعد وعى وإدراك . وكفره بٱلميثاق يجعله من ٱلكافرين ٱلَّذين أعدَّ لهم عذابًا أليمًا .فأصدق مثل للصّادقين هم ٱلنَّبيين ورسل ٱللَّه ربّ ٱلعالمين . نعود لميثاق ٱلزوجية ٱلموصوف بٱلميثاق ٱلغليظ فى ٱلقرءان لأنَّ ٱلزوجية تمثل أساس كلَّ شىء فى ٱلوجود " ومن كلِّ شىءٍ خلقنا زوجين لعلَّكمـ تَذَكَّرُون" 49 ٱلذاريات. وٱلإنسان شىء حى تحكمه سُنّة ٱلزوجية فى ٱلأشيآء. وله وحده ٱلخيار فى تصديق ٱلميثاق أو ٱلكفر به . وعليه يسئل. أنآ أرىٰٰٓ أنَّ ٱلبلاغ يوجه ٱلقول إلىٰ ٱلذكر ٱلزوج يذكِّره بٱلميثاق ٱلغليظ وينذره من ٱلكفر به وإلاّ فٱلعذاب ٱلأليم ينتظره .فٱلأنثى هىٓ أصل ٱلخلق ٱلحى " يـٰٓأيُّها ٱلنّاس ٱتَّقوا ربَّكم ٱلَّذى خلقكمـ مِّن نَّفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالّا كثيرًا ونسآءً.." 1 ٱلنِّسآء." هو ٱلَّذى خلقكم مِّن نَّفس واحدةٍ وجعل مِّنها زوجها ليسكن إليها.." 189 ٱلأعراف. " خلقكمـ مِّن نَّفس واحدةٍ ثمَّ جعل منها زوجها.." 6 ٱلزمر. فٱلنفس ٱلواحدة أنثىٰ وليس ذكر كما يزعم ٱلكاهن ٱلمجنون ويلغو فى كتاب ٱللَّه ويحرف دليل كلماته عن مواضعها لِّيضل ٱلنّاس ويكفر عنهم ٱلحق ٱلمبين .وهو ماصدَّقه علمآء ٱلبايولوجيا من بعد سيرهم فى ٱلأرض وٱلنظر كيف بدأ ٱلخلق طاعة للأمر ٱلعربى " قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظروا كيف بدأ ٱلخلق ثُمـَّ ٱللَّه ينشىء ٱلنَّشأة ٱلأخرة إنَّ ٱللَّه علىٰ كُلِّ شىءٍ قدير" 20 ٱلعنكبوت. فأشراط ٱلميثاق على مآ أرىٰ وٱلذى يوثق ٱلزوجان نفسيهما بها من بعد وعى وإدراك وخيار لآإكراه فيه هى :-

ٱلميثاق ٱلغليظ

" ومن ءايـٰته أن خلق لكمـ مِّن أنفسكم أزواجًا لِّتسكنوٓا إليها وجعل بينكم مَّودَّة ورحمةً إنَّ فى ذٰلك لأيـٰتٍ لقومـٍ يتفكَّرون " 21 ٱلروم.

أولًا : أن يتعهد ٱلزوجان قول الصدق وٱلإمتناع عن ٱلكذب أبيضه وأسوده.
ثانيًا : أن يتعهد ٱلزوجان بعدم ٱرتكاب ٱلفاحشة " ٱلخيانة ٱلزوجية".
ثالثًا : أن يتعهد ٱلزوجان بٱلمحافظة على حياة بعضهما ومالهما وٱلصبر فى ٱلسرآء وٱلضرآء وٱلصحة وٱلمرض.
رابعًا : أن يتعهد ٱلزوجان برعاية أولادهما رعاية أمِّ وأب ويفتحآ أمامهم سبيل ٱلتطور وٱلحصول علىٰ ٱلعلم ٱلحسى دون إكراه " توجيه بمحبة ولطف دون شِدَّة ".
خامسًا : أن يتعهد ٱلزوجان إحترام ءارآء وأفكار بعضهما ولا يلمزا بعضهما ولايكره أحدهما ٱلأخر فيما يؤمن به من دين .
سادسًا : أن يتعهد ٱلزوجان إحترام ٱلحياة ٱلشخصية لبعضهما وٱلحفاظ علىٰٓ أسرارهما وعدم ٱلثرثرة بهآ أمام ٱلأخرين .
سابعًا : أن يتعهد ٱلزوجان بٱلحوار وعدم رفع ٱلصوت على بعضهما لحل مشاكلهما ٱلحياتية.
وبعد تلاوة أشراط ٱلميثاق أمام ٱلحاضرين من ٱلأهل وٱلأصدقآء وقبول ٱلزوجان ٱلعلنى ببنود ٱلميثاق. يصبحا زوجين أمام ٱللَّه وٱلنّاس. وليبارك ٱللَّه فى زواجهما ويهديهمآ إلىٰ ٱلحياة ٱلكريمة ٱلسعيدة ويرزقهما ٱلذريّة ٱلصالحة ٱلمؤمنة.