الصناعيات السوريات: نتحدى الواقع من خلف الالة



مزن مرشد
2006 / 10 / 1

نحن لجنة الصناعيات في غرفة صناعة دمشق ولسنا سيدات الأعمال نعمل خلف الآلة ولسنا سيدات فنجان القهوة
في ظل الضرائب نحن أجراء عند الدولة ونعمل بلقمتنا
استقبلت لجنة سيدات الأعمال الصناعيات في غرفة صناعة دمشق مبادرة الاقتصاد والنقل لإقامة ندوة شهرية في الغرفة مع سيدات الأعمال بترحاب بالغ ونفذت الندوة الأولى من هذه المبادرة بحضور السيدة مروة الايتوني رئيسة لجنة سيدات الأعمال والسيدة وفاء أبو لبدة أمينة سر اللجنة والصناعيات: السيدة سحر المكاري، د. ميادة مريود، د.هدى جلنبو، والسيدة نسيبة موسى والسيدة ميساء دهمان.
ناقشت الندوة الاولى للاقتصاد والنقل مع لجنة سيدات الأعمال في غرفة صناعة دمشق مشكلة اسم اللجنة الذي يؤدي إلى الخلط بينهن وبين لجنة سيدات الأعمال العاملات في التجارة وهذا سبب حالة من الفوضى في الفترة الماضية في آلية التعاطي مع اللجنة من قبل الهيئات الحكومية وغير الحكومية لذلك اقترحت الاقتصاد والنقل على السيدات تغير اسم اللجنة إلى لجنة الصناعيات في غرفة صناعة دمشق وقد لاقى هذا الاسم الترحيب فأعلنت السيدة مروة الايتوني رئيسة اللجنة أن هذا الاسم هو اسم اللجنة منذ الآن وأكدت السيدات جميعهن بأنهن كادحات يعملن خلف آلاتهن لساعات قد تتجاوز الاثنتي عشرة ساعة في اليوم ولسن سيدات المظاهر وجلسات القهوة في الفنادق الفخمة.
خصصت الندوة لمحورين أساسيين الأول حول اقتصاد الصناعيات كرديف للاقتصاد الوطني والثاني هو الصعوبات التي تواجه الصناعة السورية بشكل عام والصناعيات بشكل خاص .
بدأت الحوار الدكتورة ميادة مريود ( صناعة مواد تجميلية )فقالت:
بالطبع اقتصادنا هو رديف للاقتصاد السوري فنحن نساهم في تشغيل اليد العاملة ونساهم أيضا في بناء بنية تحتية صناعية إضافة إلى أننا سنكون بمثابة دليل عمل للصناعات التي ستبدأ بعدنا في نفس المجال والأهم من هذا أننا استطعنا أن نغني السوق السورية ببدائل المستورد من المواد التجميلية وبأسعار تناسب الطبقة المتوسطة التي لا تقدر على سعر الأجنبي.
وهنا أردفت السيدة وفاء أبو لبدة والتي تعمل في نفس مجال التصنيع بأن المواد التجميلية المصنعة محليا مضمونة من حيث الجودة أكثر من المواد الأجنبية وتقول على الأقل أنا اعرف بان الخطأ أو الغش سيسيء إلى صناعتي المتوسطة وقد يلغيها لأنني قريبة من المستهلك وعندما يضر سوف يستطيع الوصول إلي والادعاء علي وتشويه سمعة منتجي أما المصنع الأجنبي فلن يهمه لأن ربحه قد وصل إليه قبل وصول المنتج إلى المستهلك العربي أو السوري وبالتالي لن تهمه الجودة وأنا طبعا لا أريد أن أسيئ إلى الماركات العالمية المعروفة ولكنني أؤكد بأن منتجاتنا أفضل بكثير من المنتجات العالمية المقلدة والتي تصلنا والله وحده يعلم أين عبئت ومتى تنتهي صلاحيتها حتى ولو كانت عبوتها تدل على غير ذلك.
السيدة مروة ايتوني تدخلت هنا لتقول: نحن من خلال صناعاتنا نساهم في الاقتصاد الوطني بدورة اقتصادية متكاملة فنحن نستوعب جزء من البطالة ونشغل معمل الكرتون ونشغل المطابع ونشغل كل الصناعات الصغيرة المرتبطة بصناعاتنا.
الصناعية سحر مكاري ( طباعة واعلان ) المرأة نصف المجتمع والصناعيين الرجال المؤهلين والناجحين كانت وراءهم أمهات اهلنهم ليكونوا رجال مغامرين وناجحين لذلك لا يمكن أن نهمش دور المرأة وان كانت المرأة السورية دخلت محال الصناعة حديثا فهذا لا يعني أنها لن تكون قادرة على إنتاج اقتصاديات تضاهي الاقتصاديات الذكورية وبالتالي تستطيع دعم اقتصاد بلدها مهما بدا هذا الدعم متواضعا.

• ولكن هناك من يقول أن الصناعيات يبدأن برأس مال ذكوري وغالبا ما يكون رأس المال من زوجها.
تابعت السيدة سحر منزعجة،إطلاقا، هذا تشويه لجهد المرأة فأنا بدأت برأسمالي الشخصي بالشراكة مع أختي أي رأس مال أنثوي مئة بالمئة.
أعقبت السيدة نسيبة موسى ( صناعة لانجري) من الذي يقول هذا الكلام ؟ أنا على اضطلاع على تجربة العديد من الصناعيات 90% من الصناعيات بدأن من الصفر ليس فقط برأس مالهن الخاص بل بدون رأس مال أصلا...أنا مثلا بدأت مشغلي بقرض المصرف الصناعي. نحن نعمل برؤوس مال مستقلة لا دخل لأحد بها ولكن يبقى العنصر الذكوري عنصر مؤيد ومساند ولا نستطيع أن ننفي دور الذكر حتى بالدعم المعنوي.

• وحروب أصحاب المهنة؟ ألا تتعرضون لمضايقات ومنافسة من صنا عيي نفس الاختصاص؟
السيدة سحر مكاري : أنا شخصيا لم أتعرض لحرب من أصحاب الصناعة المشابهة بشكل واضح ولكنني أيضا لم أتلق الترحيب ولم أتلق المعونة أو النصح بل ؟أشعر دائما بأنهم يقولون لي " فلتقتلعي أشواكك بأيديك"
السيدة وفاء أبو لبدة قالت المسألة ليست مسألة حرب بل هي منافسة مشروعة في سوق العمل الصناعي.
أما السيدة مروة الايتوني فقالت من الطبيعي أن تكون هناك حروب بين أصحاب الاختصاص الواحد، والحرب في السوق لأنك أنثى يصبح لها عندها طعم أخر على مبدأ " هي بدها تشتغل متلنا، أو هي بدها تعلمنا الشغل" وناهيكي عن أصحاب العمل المشابه عمالك يتعاملون معك على أساس " امرأة بدها تصير مديرتنا " أو معلمتنا حرمة فالإرث الاجتماعي يلعب دور كبير بهذا الموضوع وهناك أضرار عمل... وانت قيسي عند عقول لا تعرف إلا أن المرأة " حرمة " وتصبح المنافسة عداوة شخصية وأذية شخصية ليبعث لي التموين كل يوم باخبارية مختلفة عن سابقتها فقط لأن امرأة تبيع وتربح ونحن رجال وقاعدين .
أما حرب من الصناعيين فلا اعتقد ان هناك أي حرب معهم بل نتلق منهم في الغرفة المساعدة بكل احترام وتقدير وبخصوص ما حصل في الانتخابات فهذا يعود للارث الاجتماعي فلم نتعود بعد أن تكون سيدة في حملة انتخابية لكبار الصناعيين في دمشق.
وتصدت أيضا للإجابة الصناعية السيدة ميساء دهمان (صناعة ألبسة سن محير ) لتؤكد أن الحرب ليست من أصحاب الصناعات المشابهة وإنما أيضا من التجار الذين يتم التعامل معهم فمجرد التعامل معك كامرأة فيجب أن تتوقعي أنهم ينون استضعافك وهذا ليس مجرد كلام أو شكوى وإنما تجارب شخصية وكل الجالسات هنا يؤكدون لك ذلك فالتاجر يأخذ منك بضاعتك ويبدؤون بالتلاعب بك بألاعيب السوق ويعتبرون أن هذه ألاعيب شطارة فأنت امرأة وحنونة وضعيفة ولن تستطيعي فعل شيء طبعا هذه نظرتهم والمشكلة انك مضطرة لتديني التاجر وإذا لم تتعاملي بالدين لا يمكنك أن تعملي وبالتالي ستتحملن هذه التعاملات لتثبتي بالنهاية انك الأجدر وفعلا المرأة بدأت تثبت وجودها في السوق العربي والسوق المحلي.

• وماذا عن ثقة التاجر بالصناعية أو بالتعامل مع الصناعية؟
الدكتورة ميادة مريود قالت لا يوجد فرق بين صناعي وصناعية التاجر بالنهاية يهمه ربحه والسوق هو الذي يتحكم بالجميع.فمثلا التجار اللبنانيون كانوا يطلبون منتجاتنا بدون لصاقة عليها اسم المصدر منذ يومين تلقيت طلبية مطلوب أن أضع على مستحضراتي كلمة صنع في سورية بالعربية والإنكليزية وهذا حدده السوق لم يحدده التاجر ولم يفرق المستهلك إن كان هذا المنتج من صنع امرأة أو رجل.

• هل تعتبرون أن صناعات السيدات انحصرت بالانجري والملبوسات والماكياج يعني صناعة النواعم؟
السيدة نسيبة بالعكس هناك سيدات عملت بالكابلات وعلى اعتبار أن اكبر نسبة صناعة في سورية هي صناعة النسيج فمن الطبيعي أن تكون الصناعات الأكثر نسيج حتى الصناعيين معظمهم يعمل بالنسيج ثم إن صناعة النسيج ومعامل الخياطة من أصعب الصناعات أنا أعمل في النسيج هل هذا يعني أنني مدللة في العمل؟
أنا اعمل أكثر من خمسة عشر ساعة يوميا في معملي أنا اصمم الموديل وأنا أقصه وأنا اشرف على كل عملية من عمليات الخياطة لأنتج قطعة متميزة ورائجة محليا وعربيا وعالميا إنشاء الله وهذا كله على حساب صحتي أعصابي فهل هذه تعتبر صناعة نواعم.
ردت الدكتورة هدى جلنبو ( صناعة كيميائية ) إذا يجب أن نعتبر كل من يعمل بصناعة العطور - عالميا وما أكثرهم- نواعم، من يروج لهذه المقولات له غاية وحيدة وهي الإساءة لعمل المرأة واتهامها بكل شيء على أن تكون عائقا ومنافسا في طريقه.أما صعوبات العمل فهي في جانب آخر تماما وهنا تدخلت السيدة مروة الايتوني رئيسة الغرفة لتقول : فعلا صعوبات عملنا أصبحت مضاعفة في ظل قوانين الضرائب الجديدة التي ترهقنا وزاد بالطنبور نغما اتفاقية التبادل التجاري العربي التي اعتقد بأن سورية هي أصدق دولة بتطبيق بنود هذه الاتفاقية بحرفيتها ولكن هذا التطبيق عاد بالضرر على صناعاتنا المحلية،في الدول العربية الأخرى لا تطبق هذه البنود بحرفيتها لصالح صناعاتهم المحلية فنحن مثلا يصلنا الزيت النباتي الإماراتي للاستهلاك في السوق السورية بسعر أرخص من الزيت الخام الذي نستورده لمعاملنا فبعد التصنيع والتعبئة واجور العمال والضرائب التي لا تعد ولا تحصى على كل عملية من عملية التصنيع سيصل زيتنا الى سوقنا المحلية اغلى من الزيت الاماراتي المستورد فكيف سننافس وكيف سنستمر في عملنا،سيأتي يوم نغلق المعمل، نحن نشعر بأننا في معاملنا عمال عند الدولة ولسنا أصحاب عمل.
تكلفة الاستيراد اصبحت اقل من تكلفة المنتج المحلي ولا يفكر بنا أحد وبالاخير العشا خبيزة.
تضيف الدكتورة ميادة مريود يجب ان نجد حل للصناعي والا ستضيع الصناعة السورية، بالاخص أن الصناعة مثل شجرة الزيتون تحتاج لكثير من الرعاية حتى تبدأ بالانتاج.
تدخلت السيدة نسيبة موسى وقالت مشكلتنا في تطبيق القانون اذ يصدر قانون لحماية الصناعة فتأتي التعليمات التنفيذية بدل أن تكون خطة عمل لإنجاح القانون تكون التعليمات التنفيذية معرقلة لتطبيقه ثم الروتين الذي يعيق الصناعي والمصدر والمستورد والمستثمر وتعرقل كل العجلة الاقتصادية بشكل عام. وهنا قالت السيدة مروة الايتوني تعدد الجهات الوصائية هي التي تخرب بيوتنا فنحن ندفع ضريبة عمال للمالية وندفع تأمينات اجتماعية لكل عامل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ثم ندفع على كل مادة أولية ضريبة إنفاق استهلاكي وعلى كل عبوة نشتريها ضريبة انفاق استهلاكي ايضا وعلى التغليف وعلى ... وعلى .... وبالآخر العشا خبيزة.
السيدة ميساء دهمان القطعة السورية بدأت تأخذ دورها في السوق مضاهية القطعة الأوروبية تحديدا في مجال الألبسة حتى التاجر العربي الذي كان يذهب إلى الصين بدأ يعود إلى سورية فالصين مثلا بدأت ترفع أجور اليد العاملة، والسوق السورية قريبة من الأسواق الخليجية ومنافستنا تقوم على الجودة وليس على السعر لأننا في ظل كل هذه الدفعات المترتبة علينا لا نستطيع أن نكسر السعرأكثر من ذلك.

• والحل؟
السيدة الايتوني رأت أن الحل يكمن في تحديد نوع الضريبة على الصناعة السورية فليس من المعقول أن يدفع الصناعي الضريبة مضاعفة في حين لا يدفعا التاجر ويتحملها المواطن كاملةز لماذا نتحمل أعباء الضريبة وخاصة الانفاق الاستهلاكي فيونحن لسنا مستهلكين. لا داعي لأن يتحمل المنتج كل تلك التكاليف الاضافية وبالتالي لن يكون قادرا على المنافسة ولن نكون عندها قادرين على الاستمرار.
السيدة وفاء أبو لبدة قالت : كلنا ننتمي الى الصناعة الصغيرة والمتوسطة واعتقد أن هذه الصناعة تشكل أكثرية الصناعة السورية وهي التي يجب دعمها وحمايتها.
السيدة نسيبة موسى رأت أن الصناعة السورية بالرغم من أنها أثبتت جودتها وجمالها وخاصة في مجال الثياب الا انها تفتقر الى الترويج الجيد ورأت ان الترويج هو اساس النجاح وخاصة بالنسبة للاسواق الخارجية وهذا لا تستطيع الصناعية السورية عليه وحدها بل تحتاج الى دعم الغرفة والوزارة من خلال المساهمة في المعارض العالمية ومحاولة فتح اسواق جديدة.
وفي نفس هذه النقطة قالت الدكتورة مريود نحن أيضا بحاجة الى الترويج الداخلي فصناعتنا تأخذ طريقها الى الاسواق الخارجية قبل أن يعرفها المستهلك المحلي وهذه ايضا ليست مسؤولية الصناعي وحده بل يجب أن تتحمل الغرفة الجزء الاكبر منه.
وانهت السيدة مروة بعيدا عن الصناعة ومشكلاتها ومشكلة الضريبة التي تلغى ليحل محلها ضريبة أكبر نحن كلجنة صناعيات نحتاج للمساعدة نحتاج الى المشاركة بالملتقيات الاقتصادية العالمية والعربية نحتاج لأن نقدم أنفسنا كما نريد وليس كما يروج لنا، هناك خلط الى الان بيننا وبين سسيدات الاعمال التجاريات دائما يكون العمل لنا والسمعة لهن ولا ادري لماذا، لذلك نحن نتمسك باسمنا الجديد لجنة الصناعيات في غرفة صناعة دمشق لأننا تعذبنا حتى شكلنا هذه اللجنة فمن بين 450 اسم لصناعية مسجلة في الغرفة وجدنا انها تعود لصناعات مكتوبة بأسماء الاخوات أو الزوجات تهربا من ضرائب او لأي سبب آخر وأسماء أخرى وصلت اليها الصناعة بالوراثة لنجد أن الصناعيات الفعليات لا يتجاوزن الاربعين صناعية ومن قبل منهن المشاركة في اللجنة لم يتجاوز عددهن العشرين صناعية لذلك نحن نطلب دعمنا كصناعيات سوريات نهتم بتحسين صناعتنا في سبيل تحسين صناعتنا المحلية بشكل ونتمنى أن تلق أصواتنا صدى مسموعا لدى اصحاب القرار ونشكر الاقتصاد والنقل على هذه الندروة التي ستكون شهرية باذن الله.