أعداء المرأة ينفثون سمومهم



أشرف عبد القادر
2006 / 10 / 7

أعداء الديمقراطية والمرأة وحوار الأديان والتآخي بين الشعوب وأحباء العنف والإرهاب والدم تسللوا بمكر الثعالب حتى إلى الصحافة الديمقراطية المناضلة ضد الطغيان والإرهاب . ما يكتبه ثعلب المتأسلمين التونسيين على صفحات بريد القدس العربي والشرق الأوسط والحياة عن دس للسم في الدسم لتشويه صورة الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يزعم أنها "مرجعيتها مسيحية ووثنية" غريبة عن وعي الأمة الإسلامية التي لا تفهم إلا "قال الله وقال الرسول"... هذه السموم وجدت الطريقة حتى على صفحات "الأحداث المغربية" الديمقراطية قلباً وقالباً. كتب "صباح المهندس" مقالاً مسموماً بعنوان:"الديمقراطية هل هي طقوس أم تطبيق" العدد 2790 ص 19 ، بدأ مقاله بمقدمة ملتوية ليتسلل بعدها إلى الفكرة الأساسية وهي ضرورة حل الأحزاب السياسية كما فعل الخميني في إيران، وحسن الترابي في السودان، وطالبان في أفغانستان وحرمانها من ترشيح ممثليها للانتخاب . يقول "المهندس":"من حق الشعب أن يسأل بأعلى صوته لماذا لم تنجح الديمقراطية عندنا؟؟؟" ويجيب لأن" هناك خللا في التطبيق" كيف؟ :"ليس المهم ذهابي للانتخابات وإنما من أنتخب هو الأهم". ثم يقدم الوصفة التي تفقأ عين الديمقراطية:"أن يكون ممثل الشعب مرشحاً لشخصه وليس لكتلة أو حزب" وهذا هو بيت القصيد. لا ضرورة للأحزاب إنما الأمة أي "أهل الحل والعقد" وهم الفقهاء ورؤساء القبائل هم يرشحون وينتخبون من يرونه صالحاً لتطبيق الشريعة ... وما هو تبرير حرمان الأحزاب من ترشيح ممثليها في انتخابات شفافة؟ يقول "المهندس" :"أن الممثل إذا كان من أي جهة فإنه سيتبع توجيهاتها بدلاً من سعيه لتنفيذ مطالب الشعب" . وهل الأحزاب غزت الشعب من كوكب المريخ؟ أليست هي تعبير من نخبة الشعب الأكثر وعياً بلامه وآماله؟ ويزعم "المهندس":"أن من ترشحه الأحزاب السياسية لن يخدم الشعب لماذا؟ :"لأن ترشيحه شخصياً تم من كتلة أو حزب وليس من قبل الشعب مباشرة" .
ويختم "المهندس" مقاتله:"نستنتج من كل هذا أن الديمقراطية هي تطبيق وليست ... انتخابات واستفتاءات". وإنما هي ديكتاتورية الولى الفقيه سواء أكان اسمه الخميني أو خامنئي أو الترابي أو الملا عمر أو راشد الغنوشي. ما قاله "المهندس" بعد لف ودوران ولبس طاقية الإخفاء قاله قرينه راشد الغنوشي حيث قال:"لا مجال في المجتمع الإسلامي للحملات الانتخابية يخوضها الزعماء ... إنما الأمة هي التي تزكي وترشح من تراه كفؤاً"(راشد الغنوشي ، "مقالات" ص 141) والغنوشي لا يكتفي بحل الأحزاب وحرمانها من تقديم مرشحيها كما فعل الخميني والترابي والملا عمر بل إنه يشن أيضاً حملة شعواء على تقسيم السلطات، الذي هو مع الانتخابات جوهر الديمقراطية فيقول:"ويمارس الإمام وحده السلطة التشريعية" (راشد الغنوشي: الحريات العامة في الدولة الإسلامية ص 243) و"أن يستقل رئيس الدولة [ الإسلامية] بإدارة السلطة التنفيذية وأن يترأس مجلس الشورى أو ينيب عنه من يتولى ذلك" (نفس المصدر ص 238).وهكذا يجمع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية كما في الأنظمة الطاغوتية!
هل عرفتم الآن لماذا لم تنجح الديمقراطية عندنا؟ لأنها لم تحل الأحزاب والكتل حتى يختار المهربون الدينيون باسم الشعب المفترى عليه نواب الشعب لفرض ديكتاتوريتهم السوداء على الشعب باسم الشعب وضد الشعب. وعش رجباً تري عجبا.