المرأة العراقية والدعوة الى تحررها وسفورها



علي الحسيني
2006 / 10 / 9

المرأة العراقية والدعوة الى تحررها وسفورها
كتابات قدمتها رمزا انسانيا للنهوض والتجدد
ووجدها آخرون مروقا عن الدين واهانة لعفتها

تحرير المرأة والدعوة الى مساواتها مع الرجل والدفاع عن حقها في السفور والاصرار على تغيير واقعها المتخلف وإستئصال النظرة الاحتقارية لها ، هذه النظرة التي تهيمن على سلوك شعوبنا العربية والاسلامية على حد سواء . موضوعات اثارت الكثير من الجدل والصخب واللغط في تاريخ هذه المنطقة الغارقة في الجمود والتخلف إلا ان بداية القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحاظر شهد زخما نقاشيا وفكريا وثقافيا ودينيا حادا تحول في اوقات الى نوع من الصراع والاحتراب غير الحضاري .
البدايات الاولى لانطلاق الدعوة لحرية المرأة وإحقاق حقوقها المستلبة كانت قد انطلقت بقوة من تركيا ومصر من قبل ثلة من النساء والرجال نظير: (قاسم امين) وكتابه تحرير المراة و(محمد عبده) ومقالاته وكتاباته الفقهية التي اكد فيها ان الحجاب بمعناه الشائع يتغاير كليا مع مفهوم الشريعة للحجاب وانها =( الشريعة) لا ترفض السفور بحده المقبول اجتماعيا .
من النسوة اللواتي ناضلن لتحرير المرأة من الركام التقليدي ، عائشة التيمورية (ت1902) وزينب بنت فواز العاملية اللبنانية الاصل (ت1914) ووردة اليازجي (ت1924) وهدى الشعراوي (ت1944) ويجدر الاشارة هنا ان مفهوم تحرير المرأة من الحجاب حين طالبن به تلك النسوة لايعني ازالة الخمار عن الرأس ، بل انه كان يقتصر على معنى ضيقا يتجسد بدعوة المراة الى رفع النقاب عن الوجه والخروج من البيت لان الخروج آنذاك كان مستهجنا وممنوعا على المراة الخروج وإزالة النقاب (البرقع) عن الوجه . فاذا ازالت المرأة النقاب وخرجت من البيت فقد تحررت وفقا لتلك الرؤية السائدة إبان القرن التاسع عشر وبدايات العشرين وهذا ما قصده ايضا عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في اغلب مؤلفاته كما أشرنا الى ذلك في مقال سابق . وفي الاتجاه الاخر كان الاديب المصري المعروف (محمود عباس العقاد) يتعصب لبقاء المرأة على حالها ويقف الى جانب الدهماء المصرية التي تنظر الى المرأة بأحتقار وهذا ما نقرأه في الكثير من اشعاره . فهي برأيه (قصيرة النظر ، مراوغة ، خداعة بطبيعتها ، ماسوشية تحب من يهينها ويأذيها ويضحك عليها وو.. فمثلا يقول :

خل الملام فليس يثنيها .... حب الخداع طبيعة فيها
هو سترها وطلاء زينتها... ورياضة للنفس تحييها
وكذا قوله:
خنها ولا تخلص لها أبدا .... تخلص الى اغلى عواليها

وفي العراق كانت الدعوة للسفور وتحرير المرأة من الحجاب والدعوة لمساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات كانت قد شهدت مساجلات حادة على صفحات المطبوعات وفي النوادي والمنتديات الادبية والثقافية والفكرية . وترجع بدايات الدعوة لتحرير المرأة في العراق الى السنوات الاخيرة للحكم العثماني في العراق فقد اعتادت الحكومة العثمانية من حين الى حين ان تقوم بتعداد سكاني للرعايها العراقيين وهو ما كان مؤلوفا لدى العراقيين ، إلا ان هذه المرة اختلفت عن سابقاتها فقد أرادت الحكومة تسجيل الذكور والاناث خلافا لكل مرة تقوم بها بتسجيل الذكور فقط . وهنا ثارت ثائرت المتعصبين والرأي العام وحدثت زوبعة كبيرة وأُعتبر ان مثل هذا العمل انتهاكا للحرمات والمحرمات وانتقاصا للشرف واهانة للعرض كما أنه بدعة ما انزل الله بها من سلطان . وتحولت هذا الظاهرة الى صدام بين الاهالي وبين ما يعرف حينها بـ(الجندرمة) و سار الناس بمسيرات وتظاهرات كبيرة إحتوت على آهازيج وصدرت عنها نداءات تطالب الوالي بمنع ذلك وهذا ما حصل فقد قرر الوالي تاجيل النظر في التسجيل .
ومن معارك السفور والحجاب في العراق ايضا تلك المعركة التي حصلت عند مجيئ الامير غازي لأول مرة الى العراق وقد كان في استقباله حشدا كبيرا ومتنوعا كما شاركت في استقباله مجموعة من المدارس كانت من ضمنها مدرسة للاناث وهي مدرسة (البارودية) وكان يتقدم هذه المدرسة مديرة المدرسة (معزز برتو) ومعها مجموعة من الفتيات اللائي لم يتجاوزن الرابعة عشر من العمر . وهنا على إثر هذا تحركت الاوساط المحافظة وبقيادة المتعصبين وشنت هجوما كبيرا على مديرة المدرسة معتبرة ان خطوتها مثلت خرقا للاداب وخروجا عن العفة والفضيلة والاداب ، ثم انتقلت المعركة الى الصحف فمنها من وقف الى جانب مديرة المدرسة واخرى وقفت بالضد منها حتى شهدت الصحف مساجلات ونقاشات حامية تحول جزءا كبيرا منها الى سباب وشتائم متبادلة حول موضوعة الحجاب والسفور .
ينقل العالم الاجتماع العراقي الدكتور الوردي وهو واحد من دعاة السفور وتحرير المرأة ينقل حادثة حصلت عام (1924) حول قضية السفور والحجاب . يقول ( ففي عام 1924 قامت ضجة كبرى في العراق حول هذه القضية اشترك فيها صفوة المفكرين وقادة الرأي ، كما اشترك فيها العامة . وكان العامة مستعدين للأعتداء على كل من يدعو الى السفور اذ هم يعتبرونه كافرا يريد افساد اخلاق الناس ودينهم . وكان الكثير من المتعلمين يؤيدون العامة في ذلك . واما دعاة السفور فكانوا قليلين جدا، وكان معظمهم من (( الافندية)) الشبان) .
هناك عوامل وأجواء كثيرة ساعدت على انتشار مساحة دعوة تحرير المرأة والحصول على مؤيدين لها . منها ان العراق شهد منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى العقد السادس من القرن المنصرم تأسيس عدة مؤسسات ونواد ومدارس ومطبوعات تعنى بثقافة تحرير المراة وانتشالها من مستنقع التقاليد البالية والعادات القبلية الجامدة والأفكار المتعصبة المحافظة . فقد تأسست في العراق اول مدرسة للبنات عام(1899) في عهد الوالي العثماني نامق باشا واول ناد نسوي عراقي كان في سنة (1923) برئاسة اسماء الزهاوي وساعدها في ادارة النادي (نعيمة السعيد وماري عبد المسيح وفخرية العسكري) . أما اول مجلة نسوية عراقية فقد صدرت في العراق عام(1923) وهو ذات العام الذي شهد تاسيس اول ناد نسوي في العراق ، وقد حملت المجلة اسم (ليلى) لصاحبتها بولينا حسون ، إلا ان المجلة لم تكن تجرؤ على الدعوة الى السفور علانية وبشكل واضح وصريح بسبب الضغوطات الكبيرة التي كانت سائدة بالمجتمع العراقي آنذاك والمتمثلة بالعادات والتقاليد المحافظة ، بيد انها مع ذلك وصفت جريدة العالم العربي مسؤولة مجلة ليلى (بولينا حسون) بزعيمة النهضة النسائية في العراق.
بعد صدور مجلة ليلى صدرت مجلات وجرائد كثيرها أخذت على عاتقها ومسؤوليتها الدفاع عن المراة والمطالبة بحقوقها من قبيل: (المرأة الحديثة) لصاحبتها حمدية الاعرجي سنة 1936 . و(فتاة العرب) لصاحبتها مريم نرمة سنة 1937. و(تحرير المرأة) الصادرة عن جمعية الرابطة النسائية سنة 1942 . و(صوت المرأة) لجمعية تحرير المراة سنة 1943 و(الرحاب) لصاحبتها قدس عبد الحميد سنة 1946. و(بنت الرشيد) لصاحبتها درة عبد الوهاب . و(الاتحاد النسائي) لصاحبتها آسيا توفيق وهبي سنة 1950 . و(14 تموز) لنعيمة الوكيل سنة 1958. و(المرأة) لنزيهة الدليمي سنة1959 ..
تفاوتت هذه المطبوعات بالدعوة الى مساواة المرأة بالرجل وتحريرها من القيود والضغوط الاجتماعية المتخلفة فمنها من دعا الى سفورها وتبرجها ومنها من اكتفى بتحررها من بعض الممارسات القاسية التي فرضها عليها السلوك العشائري والقبلي السائد والفهم المنغلق للدين في حينه . إلا ان الدعوة الحقيقة التي اشعلت صراعا وسجالا ساخنا حول ادانة الفكر المتعصب المحافظ والسلوك القبلي المتعصب ضد المرأة والمطالبة بكل جرأة وشجاعة ووضوح بتغيير واقعها تعود للشاعر العراقي الكبير المرحوم جميل صدقي الزهاوي تـ(1936) الذي سجل له التاريخ الفضل بنقل الدعوة من لغة الشتائم المتبادلة الى لغة الثقافة والادب والحوار . ويكاد يكون الاوحد في زمانه من الشعراء العراقيين الذي ناصر المرأة ووقف الى جانب المطالبة الملحة لحقوقها وحريتها وقد لاقى على اثر دعوته لتحرير المرأة الكثير من التهم القاذعة حتى عد من الزنادقة والملاحدة والكفار .
جاءت دعوة الزهاوي لتحرير المرأة والدعوة لسفورها بعد اعلان الدستور العثماني عام(1908) وقد كان وقتها أستاذاً في مدرسة الحقوق في بغداد ، فنشر مقالاً في جريدة ( المؤيد) المصرية سنة 1910 دعا فيه الى تحرير المرأة العراقية ، وتطرق الى معاناتها وما تلاقيه هذه المرأة من حيف وظلم في العراق داعيا الى سفورها وتبرجها وخروجها من أجواء الجمود والانغلاق . وعندما وصل هذا العدد من الجريدة الى بغداد ثارت ثائرة الدهماء والمتعصبين من رجال الدين ومن يحسب على المثقفين ، فكتب على اثرها الكثير من الردود والمقالات في صحف آنذاك تصف الزهاوي بالمارق والمنحرف والملحد والمرتد وقد طالب الكثير من العامة بدفع المتعصبين والقبليين بعزل الزهاوي من منصبه في مدرسة الحقوق ولم يجد الوالي العثماني في العراق (ناظم باشا) غير النزول عند رغبة العامة في عزل الزهاوي على الرغم من انه معروف عنه ثقافته الحديثة وحبه للاصلاح والتجديد .
الى جانب المقالة التي نشرها الزهاوي وطالب بسفور المراة وتحررها كتب الكثير من الشعر الجريء الذي دعا فيه بكل وضوح وصراحة الى السفور ، رافعا الستار عن حقيقة ما تتعرض اليه المراة العراقية من مهانة .
ففي دعوته المرأة الى السفور يقول:
اسفري فالحجاب يا إبنة فهر ....... هو داء في الاجتماع وخيم

ويقول مبيناً حقيقة المعاناة التي تعيشها المرأة:
ولو انهم أبقوا لهن كرامة ....... ......لكانوا بما ابقوا من الكرماء
الم ترهم اسموا عبيداً لانهم...... على الذل شبوا في حجور : إماء
وعن الهيمنة الذكورية السائدة في المجتمعات الشرقية التي تنظر باحتقار ودونية الى المراة وتصورها على انها خلقت من اجل الرجل وافراغ نزواته وان وضيفتها الاساسية هي انجاب والتفريخ! وهي كالحيوان بلا عقل ولا فهم ووو فيقول:

الناس في الشرق ضلوا...... سبيلهم واضلوا
وبالحياة استخفوا........... وبالحقوق اخلوا
ظن النساء رجال .......... صنعا اداة يحل
وانهن كحيوان ............ ليس يهديه عقل
وانهن متاع ............ لهم من النفس يخلو
وانهن ملذات ................ تشتهي وتحل
وانهن ظروف............... يراد منهن نسل
لاربع محصنات............ منهن يكفل بعل
وكل ذلك منهم ............ اذا تأملت جهل

هذه مقتطفات من شعر الزهاوي التي بين من خلالها المهانة والمعاناة التي تعيشها المرأة العراقية مطالبا بوضع حد لها وإحقاق حقوقها الطبيعية والانسانية والدينية . وفي ذات السياق لا يمكنني ان انسى الكاتب اليساري الكبير (حسين الرحال) وهو لا يقل اهمية عن الزهاوي في امتلاك الشجاعة والجرأة لمناصرة المرأة والاصرار على تحريرها من عقلية التحجر والجمود والتعصب داعيا المرأة الى رفض الحجاب معتبرا انه طقس اقطاعي قبلي رجعي . فقد كتب مرّة في جريدة العالم العربي التي نشرت له الكثير من مقالاته . كتب: ( الحجاب عادة دور الاقطاعيات وعادة الطبقة الارستقراطية في الدور المذكور والنساء المتحجبات عندنا منسوبات الى أُسر من الدور الاقطاعية والمتشبهات بهن ، أما بنات الشعب الصميمات فلسن بمتحجبات ولا يمكن ان يتحجبن .. ان الحرم والحجاب ليس لهما وجود في طبقة الشعب وسيزولان عندما تسود طبقة الشعب وتكون هي الحكمة كما جرى في تركيا ومصر) . وتميزت (رفيعة الخطيب) وهي واحدة من الداعيات الى نصرة حقوق المرأة منذ ثلاثينيات القرن المنصرم ، تميزت بالدراسات التي تناولت موضوعة السفور وحقوق المرأة من الناحية الشرعية ورأي الاسلام في السفور وما إذا كان يحرمه ام لا ؟.

اما في الاتجاه الاخر اعني الاتجاه المناوئ لتحرير المرأة والرافض لسفورها وانعتاقها من القيود الاجتماعية الجامدة ، معتبرا الدعوة تشكل خطرا يهدد عفة وطهارة المراة بالدنس والرذيلة . لهذا الاتجاه كانت له ايضا صحفه ورجاله وكتابه الذين تبنوا تسفيه أراء دعاة السفور والتحرير وإتهامهم بالهرطقة تارة وبالفسوق والرذيلة تارة ثانية . اشهر تلك الصحف المناوئة كانت صحيفة (البدائع) لصاحبها داوود العجيل ورئيس تحريرها ( بهجة الاثري) والاخير يعد من اشد المتعصبين الرافضين لدعوة تحرير المرأة وسفورها . ومن الشعراء المناوئين فقد كان الشاعر الشعبي المعروف (ملا عبود الكرخي) الذي وصف دعاة التحرير والسفور بـ(جوكة زعاطيط) واتهمهم بالاباحية والماسونية!!!. وتذكر الكاتبة العراقية صبيحة الشيخ داوود في كتاب (اول الطريق) ان احد الرافضين للسفور وتحرير المرأة كتب مقالا عن السفور نشرته له احدى الصحف البغدادية القديمة قال فيه ان السفور من (خلق المستشرقين الذين يستهدفون به افساد الاخلاق ) وآخر كتب ايضاً ( كيف يمكن ان يحدث السفور في بلد كبلادنا وهو بلد اسلامي يأمر دينه ان تقر النساء في بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية ) .
أما عن حاضر المرأة العراقية في ظل انفلات امني كامل وغياب موحش لدور الدولة في حياة المواطن مع تعرضها في فترة الحكم البائد الى ظلم وانتهاك لكرامتها. مع ان المراة العراقية ابتهجت وهللت لسقوط النظام المستبد في بغداد وتمنت على العهد الجديد ان ينهي معاناتها الطويلة في ظل كل الحكومات المتعاقبة على بغداد .. وإستئنست بعراق حر ديمقراطي تعددي (كما وعدوا) يؤمن بمساواة المرأة بالرجل ويعطي حق المواطنة لكل عراقي وعراقية ويضمن للجنسين حق العيش الحر الكريم ويعطي للمرأة الحق بلعب دورها الريادي في المجتمع !! .
تتعرض هذه المرأة في الوقت الحاضر من عمر الدولة العراقية الى سلوكيات متوحشة وهيمنة مخيفة من قبل الطوطمية الدينية على حياتها في الشارع او المنزل وتعد فاضح على حريتها الشخصية ، تحركهم مجموعة افكار ارثوذكسية يحاول نشرها شرذمة من رجال دين متشددين ورجعيين جهلة تساندهم قطعان من الحمقى الهمج الرعاع ارذال المجتمع وانصاف البشر المغرر بهم دينياً .
كم تألمت وانا اشاهد من غربتي في ايران سابقاً صورة على موقع كتابات في الانترنيت لرجل دين يقتحم مدرسة ثانوية للبنات في احدى محافظات العراق بحثاً عن فتاة رفضت ارتداء الحجاب اكراهاً ونفاقاً ، مع ان الصورة التي يظهر بها الشيخ داخل صف مدرسي للفتيات تقول ان الفتيات ليس بينهن واحدة غير محجبة ( !! ) .
ثمة امور اخرى مرعبة يفرضها بعض المعممين على فتيات وبنات المدارس من دون اية حماية توفرها لهن وزارة التربية واجهزة الامن في وزارة الداخلية وهي ادنى حقوقهم في مجتمع تربى على القيم الرجولية الفارغة وعلى مبادئ ذكورية استبدادية . كل ذلك يحدث لبناتنا واخواتنا وزميلاتنا امام مرأى ومسمع رجال الشرطة والامن ، والانكى ان هؤلاء الرجال بعضهم يشارك بتشجيع ومباركة تلك السلوكيات الخاطئة لرجال الدين والبعض الاخر يساعد رجال اللاهوت بمنع المنكر وارساء المعروف (!!) كما حصل في احداث متنزه الاندلس في البصرة قبل عامين .
وفي يوم اخر في عراق الهيمنة الدينية الجديد وحادثة اخرى ( وكثيرة هي ) تحدثني بها احدى الاخوات بقولها زارنا ذات يوم رجل دين الى المدرسة استقبل استقبالا حارا وكبيرا من لدن الادارة والكادر التدريسي والقى بنا نحن الطالبات وكل الكادر الاداري والتدريسي محاضرة دينية هدد وبنحو مباشر بعض زميلاتنا اللاتي رفضن ارتداء الحجاب عن غير قناعة وحدث ذلك والادارة وكادرها يبارك هذا التهديد ويشكر الشيخ على هذه الموعظة الدينية .
يكشف هذا الهجوم والتعدي الفاضح على الحريات الشخصية للمواطنين نوايا الهيمنة في الخطاب الديني المتشدد والعقلية الدينية المتخلفة التي تحاول دون انفكاك فرض سيطرتها على الشارع العراقي بعد ان عجزت وفشلت الدولة العراقية الحديثة (الثانية) في حماية مواطنيها وفي درئ المخاطر ومحاسبة من يتعدى على حقوقهم والوقوف بحزم امام هكذا سلوك تنتهجه مجموعة تحسب نفسها انها تبلغ رسالة السماء وتقوم بنهي المنكر والامر بالمعروف .