الإسقاط الرمزي لشكل الأعضاء التناسلية.. دراسة في عدوانية الذكر للأنثى



سعدون محسن ضمد
2006 / 10 / 12

الإسقاط الرمزي لشكل الأعضاء التناسلية
(استكشاف لأعماق الثقافة العراقية في سياق فضح الإسقاط الرمزي لشكل الأعضاء التناسلية على عدوانية الذكر للأنثى)
 
مقدمة
يلعب الشكل الخارجي للأشياء دوراً مهماً في تحديد صورتها الذهنية، وكثيراً ما يعمل تداعي الأفكار على الملازمة بين شيئين لا يرتبطان مع بعضهما إلا بالشكل فقط، أو بالوظيفة، أو حتى بصفة واحدة من صفاتهما. الأمر الذي يؤدي إلى نوع من أنواع التماهي غير المُدْرَك بين هذين الشيئين، قد يُنتِج في النهاية أن يتخذ أحد الموضوعين المتشابهين أسم الموضوع الآخر. وكما حدث بالنسبة للمجاميع النجمية، حيث أن تجمع بعض النجوم بشكل يقترب من شكل الدجاجة أدى لأن يطلق عليها هذا الاسم (مجموعة الدجاجة)، ونفس الأمر يقال عن مجموعة الصياد، والدب الأكبر والعقرب... الخ. بل قد يؤدي التشابه الشكلي أو الوظيفي لأن يتم تعميم حتى الزخم العاطفي بين الموضوعين المتشابهين، كما هو الحال بالنسبة للصليب مثلاً، إذ الزخم العاطفي (التقديسي) الموجه أصلاً للعمودين اللذين صلب عليهما السيد المسيح(ع)، ينتقل أو يتعمم لكل الأشكال المتقاطعة بطريقة تقترب من تقاطع العمودين الأصليين، حيث تتحول الأشكال المشابهة للشكل الأصلي لرموز ترمز له وتحيل إليه، ومن ثم تَسْتَدر العاطفة المعبأة له أصلاً، وهكذا تنتقل العاطفة من المرموز له إلى الرمز.
سنحاول من خلال هذه الأوراق أن نستثمر الانتقال العاطفي الذي يتم بين الرمز والمرموز إليه، لنعالج التوتر الذي يسود العلاقة بين الذكر والأنثى، في الثقافة العراقية. معتبرين أن هذا التوتر ينشأ بسبب وجود علاقة رمزية بين الأعضاء التناسلية والأسلحة، الأمر الذي يدفع باتجاه نزوع الذكر نحو حالة من حالات معاداة الأنثى.
 
التوتر كحالة غالبة على العلاقة بين الذكر والأنثى (أسرياً)
تفرز طبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى في مجتمعنا الكثير من المعطيات التي تكشف عن التوتر الواضح، الذي يغلب على هذه العلاقة، ويصبغها بصبغته. فالاختلاط بين الجنسين يحاط بعيون الرقابة دائماً، وإذا كان ثمة اختلاط مسموح به فهو فقط، ذلك النوع الذي يتكلف فيه الطرفان، اصطناع الكثير من الحركات والإيحاءات التي يحاولان من خلالها تسمية العلاقة بينهما تسمية مقبولة (مسموح بها اجتماعياً) فيضطران لأن يظهرا بمظهر الزميلين أو الأخوين أو الزوجين. وكلَّما دخلنا في أروقة هذه الثقافة و(حاراتها) الضيقة والشعبية ازدادت ملامح هذا التوتر وضوحاً، فالعلاقة بين الأخ وأخته متوترة في الأعم الأغلب من بيوت العراقيين، الأخ دائماً مُرْاقِب يَقِض، والأخت متهمة في الكثير من حركاتها وسكناتها. من حق الذكر وحده أن يصرخ، يأمر، يكون عنيفاً، مزاجياً. على خلاف الأنثى، التي تطالب بالهدوء والاتزان، والطاعة والخدمة. فهي مسؤولة عن إعداد الطعام للذكور، وعن تنظيف ملابسهم وكل حاجياتهم.
إن ثقافتنا (البيتية) تحرِّم على الذكور ممارسة الكثير من الأعمال، حتى تلك التي ترتبط بنظافتهم أو الكثير من خصوصياتهم، حتى فراش النوم نجد الأنثى هي المسؤولة عن إعداده، في الليل وعن جمعه في الصباح.
نفس الملامح تغلب أيضاً على العلاقة بين الزوج والزوجة، فمعظم التفاعل (الاجتماعي/ الأسري) بينهما، مطبوع بطابع التوتر. فضرورة الهيمنة ـ التي تفرضها تقاليد المجتمع ـ تظل تلاحق رب الأسرة وتدفع به باتجاه تصرفات ذات طبيعة متوترة، أو أنها خالقة لجو من التوتر، داخل الأسرة. وتكون موجهة في أغلب الأحيان بالضد من الأنثى، داخل الجو الأسري.
الأب مطالب من قبل جماعته الاجتماعية في أن يكون هو سيد الموقف دائماً، الموقف الاقتصادي والاجتماعي، بل وحتى العاطفي ـ في بعض الأحيان ـ حيث يجب على الآباء التدخل في تركيب وتوزيع العاطفة داخل البيت، فيراقبون الأطفال عاطفياً، ويقمعون من ثم الكثير من ميولهم بهذا الصدد، ومن الأمثلة على ذلك أن العراقيين يستخدمون جملتي: (آخ يا بوية أو آخ يا يمه) للتعبير عن حالة من الألم أو الضجر أو التململ، وأذكر أنني في صغري كنت أتعرض للتقريع الشديد من قبل أبي عندما يسمعني أقول: (آخ يا يمة) حيث يعتبر أن الميل العاطفي باتجاه الأم من قبل الذكر ناتج عن ميوعة مكروهة بالنسبة إليه.
هكذا يراقب الأب عواطف ومشاعر أفراد الأسرة، ويعمل على توجيهها، إذ عليه أن يحافظ على استعدادات الطاعة والخدمة لدى الأنثى، فيعمل على قمع تمردها عليه أو على أخوتها، وبالمقابل يعمل على تكريس طابع السيطرة والخشونة لدى ذكور الأسرة، ما يؤدي لأن تكون أوامر الذكر داخل الأسرة مدعومة دائماً، خاصة تلك الموجهة لأخته، وتمردها هي على هذه الأوامر مقموع حتى من قبل الأم.
 
توتر أم عدوانية؟
(الانتقال بالتوتر من الأسرة إلى المجتمع)
إن بروز المظهر الذكوري على الثقافة العراقية يحيلنا ولا بد إلى البحث عن أسبابه، دوافعه، وبالتالي الغاية التي يسعى لها. من أجل أن نتوافر على رؤية أكثر دقة لطبيعة المحركات السلوكية في هذه الثقافة، والتي تقوم بضبط السلوك المجتمعي وتوجيهه. وقبل ذلك لا بد لنا من إلقاء نظرة فاحصة على الثقافة الشعبية العراقية، للوقوف أكثر عند الملامح الأبوية فيها، لنستطيع بالتالي أن نقرر درجة تأثير تلك الملامح على هذه الثقافة.
إن الملاحظة الدقيقة للثقافة الشعبية تكشف عن أن الطابع الذكوري فيها ينطلق من الجذور ويتوسع صعوداً حتى يشمل ويغطي معظم مظهرها الخارجي. فابتداء من الملابس باعتبارها مظهراً للثقافة نستطيع أن نلمح الذكورية. من ملابس المرأة العراقية تبدوا الذكورية فاقعة، من الـ(عباءة) بوصفها مظهراً من مظاهر ثقافتنا ومميز من مميزاتها، ومن الـ(شيله) التي تغطي معظم الشعر من تحت الـ(عباءة)، فلكل من الشيلة والعباءة بعد (تقاليدي) منفصل عن البعد (التديني) في الثقافة العراقية، إذ ليس هناك تلازم واقعي بين الحرص عليهما من جهة والحرص على الدين من جهة أخرى، كما أن العباءة بحد ذاتها ليست لباساً شرعياً إلزامياً، لا من جهة الشكل ولا من جهة اللون.
أيضاً من تصميم البيوت العراقية نستطيع أن نلمح الطابع الذكوري، حيث يُصِرُّ العراقيون على أن يستقبلوا ضيوفهم في غرفة معزولة عن باقي غرف البيت (المضيف، الديوانية، الاستقبال)، وبذلك تتضمن بيوتهم، ما يسمى بـ(بيت الحريم)، حيث تكون النساء معزولات ولا يختلطن بالرجال (الأجانب)([1])، حتى في حال ارتدائهن للملابس المحتشمة (الشرعية). على خلاف ما هو الأمر عليه في بعض البلدان المحيطة بنا إقليمياً. هكذا يغطي المظهر الذكوري سمات ثقافتنا وهو ينطلق من جذورها، الجذور التي تتأسس عليها الكثير من الثوابت الاجتماعية:
المرأة كلها عورة: شعار ترفعه الثقافة الشعبية العراقية، وهو جذر فيها ([2])، تتأسس عليه دونية المرأة وسلبيتها وبالتالي عطبها وتعطيلها عن دورها الاجتماعي.
المرأة شرف الرجل وعرضه: جذر في الثقافة العراقية، يتأسس عليه إلحاق المرأة بالرجل وملكيتها له واتكالها عليه، وانغماسها برؤيته للأمور وتحدد نظرتها وثقافتها بنظرته وثقافته هو، وتحولها أخيراً لحاجة من حاجاته.
(الحرمة وْدْاعْت الخير) مفردة فاقعة في دلالتها على اللَّف والدوران، الذي تمارسه ثقافتنا في صناعتها لدور المرأة الاجتماعي. قد يشير المعنى الأولي لهذه الجملة إلى مسؤولية مضاعفة على الرجل تجاه المرأة، ومن ثم قد يوحي باحترام لها وإرادة حفاظ على كرامتها، لكننا وعند التمعن بأبعادها الحقيقية يتضح لنا بأنها تكشف عن توجيه وتقنين مقصودين لمركز المرأة الاجتماعي في ثقافتنا، فهي وديعة، سواء أكانت عند الزوج، أو الأخ، أو حتى الغريب، والوديعة شيء، إذ الإنسان لا يُوْدَع.
(اوليد ويه البنات گرصته حيه ومات) أغنية أو أنشودة يستخدمها الصغار (الذكور) لمطاردة ومحاصرة الذكر منهم عندما يكتشفون بأنه يلعب مع الإناث، هذه الأنشودة أيضاً جذر، وهو جذر طفولي، يعمل على (غمس) الذكر ومنذ بواكير الطفولة الأولى بمستنقع التمييز.
وهكذا كلما تعرفنا على هذه الثقافة عن كثب، نزداد يقيناً من أنها ثقافة ذكورية بالمعنى الدقيق لهذه العبارة، وأن العلاقة فيها بين الذكر والأنثى متوترة نسبياً.
الآن صار يمكن لنا الانتقال للمحور الأساسي، وهو محور الأسباب التي تجعل التوتر سمة غالبة في علاقة الذكر بالأنثى داخل الثقافة العراقية. وفي الحقيقة لا بد لنا من الاعتراف بأن الكشف عن جميع الأسباب أو معظمها أمر يخرج عن حدود وإمكانيات هذه الأوراق، عليه سنقتصر في تحليل الأثر الذي يمارسه سبب واحد من أسباب الذكورية المفرطة في الثقافة الجنسية، بالنسبة للمجتمع العراقي ومن ثم التوتر الغالب عليها.
هذا السبب الذي سنقف عند تحليله هو تحديداً: الإسقاط الرمزي الذي تمارسه الثقافة من خلال ربطها بين الشكل الخارجي للأعضاء التناسلية وبين طبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى. إذ أننا في حدود هذه المادة نعتقد بأن ثمة عدوانية (مفهومية/سلوكية) بين الذكر والأنثى، تختبئ خلف الكثير من ملامح الثقافة العراقية، ويكون الإسقاط الرمزي لشكل الأعضاء التناسلية، واحد من أهم الأسباب المحتكمة بها.
 
الإسقاط الرمزي للأجهزة التناسلية في الثقافة العراقية
لا يخفى أن الآلية التي يستخدمها الإنسان في قراءته للواقع الخارجي، تعتمد أثناء تشكيلها للمفاهيم المتعلقة بهذا الواقع على الكثير من المعطيات الذاتية، ومن خلال هذه الآلية يقوم الـمُدْرِك بممارسة الكثير من الإسقاطات التي يحاول من خلالها تحويل ذلك الواقع المجهول المثير للقلق بالنسبة له، إلى معلوم مثير للاطمئنان؛ لهذا السبب كانت الزهرة أو نجمة الصباح آلهة جمال، (فينوس، عشتار) وكان المريخ ـ الكوكب الأحمر ـ رمزاً للحرب أو إلهاً لها.
إن الإنسان لا يكتفي بالمعطيات التي تنقلها الحواس عن الموضع المدرك ـ الزهرة، المريخ ـ بل هو يضفي على الموضوع انطباعات أخرى ذاتية تنبع من اهتماماته أو همومه أو طبيعة الثقافة الغالبة عليه.
من هنا نستطيع أن نقول: أن ثمة تأثير متبادل بين الموضوع الـمُدْرَك و(الثقافة/ الذات) الـمُدْرِكة، وأن الصورة أو الرمز الذي يتشكل حول الموضوع الـمُدْرَك ، سيكون ولا بد وليداً لهذا التأثير.
على هذا الأساس سنبني فرضيتنا التي تقول أن الشكل الخارجي للأعضاء التناسلية للذكر والأنثى يمارس نوعاً من الإسقاط الرمزي، يقع في سياق تكريس حالة العنف والعدوانية بين النوعين، وذلك بسبب وجود تشابه واضح وعلى مستوى الشكل والأداء بين الجهاز التناسلي الذكري وبين السلاح([3]) الذي يستخدمه الذكور في معظم الأحيان، وأن هذا التشابه مارس نوعاً من أنواع الانتقال والتعميم الذي قلنا أنه يحدث على مستوى العاطفة بين الرمز والمرموز إليه. إن تشابه العضو الذكري مع السلاح يؤدي ـ نسبياً ـ إلى انتقال وظيفي، يجعل من المرأة محلاً لتفريغ شحنة من العداء الذي يكون مكرَّس للعدو الذي يجب أن يستخدم السلاح بحقه.
سننطلق في دعم فرضية الإسقاط الرمزي، من ثلاث مبررات:
المبرر الأول: شكل الأعضاء التناسلية.
المبرر الثاني: وظيفة الأعضاء التناسلية.
المبرر الثالث: مفردات الثقافة (الشفاهية) التي تدعم القول بهذه الفرضية.
 
المبرر الأول: شكل الأعضاء التناسلية للنوعين.
لا يخفى بأن هناك تشابه كبير بين العضو التناسلي الذكري والسلاح ـ الرمح أو العصا أو الأسلحة النارية ـ وأن هذا التشابه بحد ذاته يمهد أو يشكِّل قاعدة خصبة، لعملية ربط بين هذين المتشابهين يمكن أن تؤدي إلى نوع من أنواع التلازم ومن ثم إلى نوع من أنواع الانتقال على مستوى التسمية أو على مستوى الوظيفة. هذا من جهة، ومن جهة مقابلة، هناك تشابه بين العضو التناسلي الأنثوي وبين هدف الأسلحة السالفة أو محل الطعن أو الجرح، وهو تشابه يمكن أن يؤدي لنفس النتائج، من تلازم أو انتقال. ومع أن هذا التشابه لوحده لا يشكل مبرراً موضوعياً لفرضية تحاول الربط بين عدوانية الذكر للأنثى وبين التأثير الذي يمارسه هذا التشابه، إلا أنه على كل حال يمثِّل حافزاً مثيراً للتقصي والبحث عن ما يمكن أن يتولد عنه. خاصة عندما تبرز ملامح السلوك العدواني أو المتوتر على سطح الممارسة التي تتأسس على هذه الأعضاء.
 
المبرر الثاني: وظيفة الأعضاء التناسلية.
إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن الممارسة أو الفعل الجنسي الذي يستخدم فيه العضو التناسلي، يتشابه هو الآخر مع الممارسة والفعل، الخاص بالسلاح، فإن احتمالات التلازم والانتقال تتأكد، فاستخدام العضو الذكري لا يختلف كثيراً عن استخدام الرمح، كما أن عملية القذف تشابه بدورها عملية إطلاق العيارات، في الأسلحة النارية. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن استقبال الأنثى للفعل الجسدي الذكري، باستخدامها لعضوها التناسلي لا يختلف عن استقبال الجرح أو المكان المطعون من الجسد للرمح.
وفي الحقيقة فإن التشابه على مستوى الشكل والفعل أو الحركة، والانتقال الرمزي بين هذين الموضوعين، نجد عليه الكثير من الأدلة في الثقافات الشعبية وغير الشعبية، فهذا أحد شعراء الجاهلية يسمي الفعل الذكري الجنسي بـ(الطعن):
فإذا طعنت، طعنت في لبد
إن هذا التشابه في الشكل والأداء، بين الأجهزة التناسلية، والأسلحة، إذا رافقه انتشار لمفردات ثقافية تكشف عنه وتعززه، وقابله سلوك عدواني موجه من الذكر بحق الأنثى، سيدفعنا حتماً للتوقف عند هذا الموضوع، ومحاولة الكشف عن وجود أو عدم وجود ارتباط بينه وبين التوتر في العلاقة بين النوعين.
 
المبرر الثالث: المفردات الثقافية.
أن الثقافة الشفاهية العراقية تمتلئ بالكثير من المفردات التي تقارب بين العضو الذكري وبين السلاح، على صعيد التسمية، بل إن هذه الثقافة تطلق على هذا العضو تسمية (سلاح)([4]) بصورة مباشرة، وكما يتبين من نصوص المقابلات في الملحق، والتي أجريت مع مخبرين اثنين بخصوص هذا الموضوع، حيث يقال للرجل على سبيل المزاح (اشلون أسلاحك؟)، قاصدين بالسلاح العضو الذكري. وهذا دليل واضح على أن هذه الثقافة تقارب بين مفهوم العضو التناسلي ومفهوم السلاح، بل هي تعتبر عضو الرجل سلاحاً له، وهذا ما سنستخدمه في الكشف عن الميل العدواني المولد لهذا التشبيه عند الذكور.
في عبارة شعبية أخرى يقال للرجل على سبيل الكناية، وعندما يراد الاستفسار عن خصوبته: (اشلون افشگك، أو اشلونهن چيلاتك([5])؟)، وهذه العبارة أكثر صراحة ومناسبة لموضوعنا، فهي لا تعتبر العضو الذكري سلاحاً بالنسبة للرجل فقط، بل الأكثر من ذلك أنها تقارب بين عمليتي القذف أو الإنزال التناسلي وبين إطلاق العيارات النارية، وهو ما نعتقد أنه يَرْشَح بسبب التشابه على مستوى الفعل أو الاستخدام بين هذين الموضوعين.
إن الثقافة الشعبية تستعمل الكناية خلال إشارتها لهذه الأعضاء، بدافع الابتعاد عن استخدام الأسماء الحقيقية لها، باعتبار أن الأسماء المباشرة مثيرة للحفيظة، ومنافية لاعتبارات الذوق العام. إلا أن هذه الثقافة، لم تستطع أن تتفادى الرمز الذي كان قد تمثل لهذه الأعضاء في موروثها الثقافي، ومن ثم استخدمته بشكل صارخ لتكشف عن الصورة الذهنية المتكونة في وعي الجماعة لأعضاء ووظائف الجهاز التناسلي([6]). الأمر الذي يدفعنا للاعتقاد بان التوتر الغالب على العلاقة بين الذكر والأنثى في الثقافة العراقية ـ على الأقل ـ قد يكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة للتشابه سالف الذكر. وفي الملحق يوجد نصين باللغة الدارجة لمخبرين ينتميان للمنطقة الجنوبية، أجْرَيْتُ معهما نوع من أنواع المقابلة في سياق توثيق ما له علاقة بموضوع المقاربة بين السلاح والأعضاء التناسلية في الثقافة العراقية. ورد في هذين النصين حكايتين تكشفان بوضوح عن عمق من أعماق التوتر والعداء بين النوعين في هذه الثقافة.
تتحدث الحكاية الأولى، عن رجل يمتنع عن تزويج ابنته للخُطّاب الذين يتقدمون لها، مع أنها على قدر عال من الجمال، ولمّا سأله أحد هؤلاء الخُطّاب عن أسباب امتناعه، أجابه بأن ابنته لا يسهل السيطرة عليها، وأنها بحاجة للعقاب الدائم والتخويف المستمر، وهكذا تعاقد الاثنين على أن يتعهد الخاطب بأن يضرب زوجته لثلاث مرات يومياً (صباحاً، ونهاراً وليلاً)، وتم الزواج، وراحت الزوجة تبدأ يومها بعقوبة وتتوسطه بأخرى وتنهيه بثالثة. غير أن الحكاية تخبرنا بأن المرأة عملت على توظيف مكرها ضد الزوج، فكلَّما ولد لها ولد وتمكن حبه من أبيه، طالبت من جهتها الأب بأن يُسْقِط لها عقوبة من العقوبات الثلاث، وهكذا إلى أن سقطت العقوبة الثالثة مع المولود الثالث. عندها سارعت الزوجة لإعداد مائدة لذيذة، وأسدلت ستائر بيت الشعر الذي تسكنه مع زوجها، وأمهلته حتى ينتهي من طعامه، لتسأله بمكر عن كيفية امتطاء الفارس لفرسه، وتظهر بمظهر الجاهلة التامة بهذا الموضوع، إلى أن اقتنع الزوج بأن تستخدمه كحصان تتعلم الركوب عليه عملياً، وهكذا جاءت بالسرج ووضعته على ظهره ثم سألته بمكر عن فائدة الحبل الذي يوضع تحت الذيل، والذي يستخدم لتثبيت السرج، فأخبرها عن وظيفته، غير أنها تظاهرت بالاستغراب من جديد، عندها طلب منها أن تأتي بأحد أوتاد بيتهم، لتضعه في محل الذيل منه، عندها تمكنت الزوجة من أن تصنع لزوجها ذيلاً باستخدام أحد أوتاد الخيمة، وركبت على ظهره، عند هذا الحد من الحكاية يدخل الأب بصورة مفاجئة، لتنتهي الحكاية وهي تظهر الزوج الذي تسامح مع زوجته بمنتهى الغباء والمهانة وقلة الرجولة، وتُلازم بالتالي بين كرامة الرجل وبين عداءه لزوجته وضربه لها. وتظهر الزوجة من جهة أخرى بمنتهى المكر والدهاء، وأنها تسعى دائماً للنيل من زوجها، فقد استغرقت عدت سنين لتصل لمرحلة الخلاص من العقوبات وهي توظف حب زوجها لأطفاله بمنتهى الخبث، ثم بمرحلة لاحقة، وبعد أن انتهت من العقوبات ونجت من أهم أدوات السيطرة والسطوة في البيت ـ والتي كانت بيد الزوج ـ سعت للإمساك بزمام الأمور، عندما نجحت بتحويل الرجل لمطية تركب عليها وتسوقها كيفما اتفق. إن التمثيل لذلة الرجل ومهانته وغبائه تصل ذروتها في الحكاية عندما تقوم الزوجة بتثبيت الوتد في (مؤخرته) بدلاً عن الذيل. وهكذا نجد بأن الثقافة الشعبية تكثف الكثير من الرموز من أجل تكريس نوع من أنواع التوتر والعداء بين الذكر والأنثى. أنا شخصياً كنت عرضة لإملائات نفس هذه الحكاية عندما سمعتها وأنا صغير فنجحت بتعبئتي بهذا الصدد.
الحكاية الأخرى أكثر تركيزاً واختصاراً وإنتاجاً للعداء، وهي ليست حكاية شعبية مشهورة كالأولى، بل هي عبارة عن موقف مر به المخبر ويكشف هذا الموقف وبصورة مباشرة وتلقائية عن عمق من أعماق العلاقة بين الذكر والأنثى في هذه الثقافة، يقول المخبر: بأنه كان جالساً مع رفيق له في يوم من الأيام، عندما حدث على مرآى منهما عملية تزاوج بين طيري دجاج، وكان يمكن لهذه الحادثة أن تكون عابرة لولا أن الديك وهو ينزل من على ظهر الدجاجة سحق على رأسها، عندها أعجب رفيق المخبر من فعل الديك معتبراً أنه السلوك المثالي الذي يمكن أن يعبر عن فحولة الذكر، وأن على الذكر وفي نهاية كل معاشرة أن يفعل نفس فعل الديك.
على هذا الأساس نستطيع أن نعتبر بأن الترميز بين الأعضاء التناسلية والأسلحة في الثقافة العراقية قد لعب دوراً بارزاً في دفع العلاقة بين الذكر والأنثى نحو حالة العدوانية، ولم يعد غريباً أن نجد بأن العلاقة بين قوة الرمح ونجاة الرجل من الخطر طردية؟ والعلاقة بين صلابة عضوه أثناء المعاشرة ونجاته من الاضطهاد الاجتماعي الذي يتسبب به العجز عن المعاشرة، أيضاً طردية؟
ثم ومن جهة أخرى نجد أن البكارة التي هي البوابة التي تدخل منها الأنثى للحياة الجنسية، أو للذة الجسدية هي عنوان واضح للهتك، والطعن، وخاصة عندما يلعب الدم دوره الإيحائي الفاعل في الذهنية الاجتماعية، فتخرج الأنثى في نهاية المعاشرة مطعونة أو مجروحة، كحال المهزوم أو المغلوب في المعركة. ويخرج الرجل طاعناً وغالباً، كحال المنتصر والغالب. ولهذا يخرج الرجل الذي يفشل في معاشرة المرأة بمنتهى الذل والضعف.
 
ليلة الزفاف (دخول على العشيقة أم على العدو)
إذن وإذا صح هذا الربط بين الجسد والرمز الذي يحيل إليه، فهل يمكن للمرأة أن لا تعيش حالة التعارض بين شهوتها الجسدية، وبين إرادة حفظ شرفها أو إرادة النجاة من حالة الهزيمة التي يرمز  إليها الدم الناتج من فض البكارة.
وهل يجد الرجل بداً من الشعور بالغلبة وبالنصر الذي يتباهى به أمام أقرانه، هل هناك بد بالنسبة للشاب البسيط الذي تعبأ بمثل هكذا ثقافة، أن يحسب أن جسد المرأة ليس أكثر من حلبة صراع ونزال تمارس فيها الرجولة بأبهى صورها.
لهذه الأسباب نجد أن الرجل في ليلة زواجه يشعر بأنه مقبل على مواجهة خطيرة، أو هي صعبة، وأن رجولته وفحولته على المحك. ولا تكون الرجولة على المحك إلا عندما يكون الرجل مهدداً بهزيمة ما. من جهة أخرى تشعر المرأة في ليلة زواجها الأولى بأنها معرضة للهتك، ولذلك توصف في الثقافة الشعبية بأنها (مأخوذ ماي وجهها) وماء الوجه يرمز للذلة. وربما لا يكون هذا الشعور واضحاً في ثقافتنا على ملامح المرأة، غير أننا نستطيع أن نكتشفه بملامح أخوتها أو والدها، فهم يحاولون تلافي اللقاء المباشر مع الزوج أو مع أهله ليلة الزفاف، وكثيراً ما يترك أهل العروس من الرجال البيت، ولا يُبْقُون فيه إلا رجل واحد فقط ليقوم بواجب استقبال الضيوف، بينما يهرب البقية من مواجهة الموقف.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الملحق
(حوار مع مخبر باللهجة العراقية الجنوبية)
 
جزء من المقابلة الأولى
المخبر:  أكو واحد عنده ثلث بنات، الچبيرة منهن ضلت([7])، هيه حلوه، وياهو اللي اييهه([8]) ايگله أبوهه: بويه ما تدرچهه([9]).
ـ  أبوهه ايگل للخطاب: ما تدرچهه؟
المخبر  أيه هو ايگله... اياه([10]) واحد كاله شتريد([11])؟ كاله هاي ما ترهم الا تنچتل([12]) ياله، يعني بيك فايدة ثلث مرات يومية: الصبح چتلة والعصر چتله والعشه؟ كون اتحطلي يمين. إذا ما بيك، تره ما اطيكياهه. المهم اتزوجهه، وعاشوا، لكن هوه ما مطيهه درب([13]).
ـ  كتل؟
المخبر:  گمع، غابت الشمس ومحمحهه([14])، طلعت الشمس ومحمحهه، إلى أن صارله ولد، گام الولد يمشي، و گام هوه ايحبه، گالتله: افلان، هذا الولد عزيز عندك؟ كاللهه چا اشلون، گالتله خوش علموده([15]) طيحلي چتلة. طيحله وحده.
ـ  وحده؟
المخبر:  وحده.
ـ  ضلت چتلة الصبح و چتلة بلليل؟
المخبر:  ضلن الظهر وبالليل. اهناك([16])، يابت([17]) الآخر، هم گام يمشي، گالتله افلان، چا أنته ما ينكسر خاطرك؟ موش آني([18]) أم أولادك؟ كالله بويه هم طايحة چتلة، الثالث صار، هم افترت عليه([19]).
ـ  طاحن الثلث چتلات.
المخبر:  طاحن.
ـ  خوش.
المخبر:  عگبتلهه([20]) أربعتيام خمستيام، وسوتله أكله زينه، وطبگت الصهوة([21]).
ـ  سدت بيبانهه يعني؟
المخبر:  ماكو بيبان، صهوة دارت عليهه الستر، فلت بيبانهه يعني. خلته ايتغده ويكمل، گالتله افلان، آني استحي أگلك([22]).. گاللهه گولي، گالتله الفرس اشلون تركبونهه؟ كاللهه چا ما شايفه، گالت لا، شو عندي عجبه. گاللهه تعاي، ودنگ([23])، حته اتركبه، گالتله بعد گلي السري([24]) وين ايصير؟ كاللهه دييبي([25]) السري ذاك، يابته وحطته على ظهره، گالتله چا هاذ شنهي اللي ايتلولح([26])؟ گاللهه كوش([27])، گالتله چا وين ايحطونه كاللهه دييبي الود.
ـ  شنهي الود؟
المخبر:  الثبات مال البيت، حطته وتخيلته وبوهه ايه([28]).
ـ  ادري وين حطت الود؟
المخبر:  ابـ(.......)، أيه ابوهه، وگاله: ها خايب([29]) لا يا چلب يا ابن الچلب چا آني اشكتلك... يالله طلچ([30])، گاله اردهن([31])، گاله اتحطلي يمين([32]) اتردهن.
ـ  الكتلات؟
المخبر:  ايه گاله: شوف، أنته بعدك ما طيحتهن وركبتك.
 
جزء من المقابلة الثانية
المخبر:  من كون([33]) واحد شايب ويتلاگه وياه واحد ايشاوره([34]) ايگله اشلون أسلاحك.
ـ  والمايصيرون عنده ضنه شيگلّلوله([35])؟
المخبر:  ايگولون عليه فشگاته([36]) مو زينات([37]). ايسألونه: شنهي گاضية([38]) افشگك؟ لو عدك افشگ؟ يعني بيك حيل لو ما عدك حيل؟
ـ  زين اشجاب الحيل علَ الفشگ؟
المخبر:  چا هنه([39]) الفشگ الحيل، إذا ما عنده حيل....
ـ  لا أفتهم، بس ليش سميتوهن افشگ مو باسمهن الأصلي (مني) مثلاً؟
المخبر:  ما انگول مني.
ـ  ليش؟
المخبر:  يتكلفونهه([40]).. كلفه، هيه افشگك، اسلاحك، اشلون أيگله اشلون اسلاحك؟ لأن السلاح بيه افشگ.
ـ  زين هيه هاي اشلون اسلاحك، تقصدون بيه المسدس، لو الفالة لو...؟
المخبر:  أيه اسلاح، يعني انته هسه من ايتلاگه وياك عدو، موش اتجر اسلاحك؟
ـ  چا هيه المره عدو؟
المخبر:  چا أذا تيي([41]) للمره مو تگضي حاجه([42])؟ چا إذا ما بيك حاجة منيلك السلاح؟ هم امريه مثلهه امكرم انته، لكن لو عندك اسلاح، اتشنف خشمك([43]).
ـ  لا هو شنو مغزى سؤالي: اگول القضية مو تايهه([44])، المقصود شنو: آني مثلاً عندي حاجة واستحي أسميهه، فأجيبلهه أسم..
المخبر:  أيه چا هيه هم أسم..
ـ  دخلي أخدمك: اشمعنه([45]) اجيبلهه اسم السلاح؟ لو أكو شبه بينهه وبين السلاح لو آني أقصده اسلاح.
المخبر:  هو هذا يجعلونه هذوله الأوليين الفراش إذا ما بيك حيل يعني، مو مرايلي([46])، إذا ما عدك ما بيك مرايل.
ـ  ها إذن الفراش مرايل.
المخبر:  أيه مرايل.
ـ  والعركه مرايل؟
المخبر:  مرايل.. مثل الشجاعة.. إذا ما عنده شجاعة، حته ما أله عين عل المره([47])، شنو امريه([48]) مثلهه، اسولفلك سالفة:
يمي واحد غرّاوي([49]) أحنه عد عرب يمنه آني وكيل عليهم وهمه موامير([50]) عدنه. آني ولد بعدني، أكو ديچ سوَ ايناحه هيچ([51])، هيه([52]) اتعاين عليه نط([53]) عليهه، كفشه([54]) وداس عل راسهه([55])، گاللي([56]) هذا الزلمه الزين([57]).
ـ  عجيب ألا ايدوس عل راسهه؟
المخبر:  گال هاي المرايل، شوف ركب وداس عل راسه، آني وين أصعد وطيح صفح.
ـ  بس هاي عداوه.
المخبر:  مرايل موش عداوه... حيل بيه حيل([58])!!
 


([1]) في الكثير من المناطق يتوسع هذا المفهوم ليشمل كل ما عدا محارم المرأة، وفي بعض الأحيان يصل لابن العم المباشر.
([2]) نحن غير ملتزمين بضرورة الإشارة إلى اشتراك الثقافة العراقية مع الثقافات العربية وغير العربية المجاورة في بعض المفردات، فما دامت المفردة الاجتماعية منتشرة في الثقافة العراقية فهي على هذا الأساس معطى نستند إليه، وغير مهم بعد ذلك أن يكون هذا المعطى أصلي في الثقافة أم أنه مكتسب من ثقافة مجاورة.
([3]) هناك تشابه بين القضيب والرمح أو العصا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لو أننا أخذنا مقطعاً جانبياً للقضيب مع الخصيتين فإننا سنلاحظ التشابه بين هذا الشكل المقطعي وبين المسدس.
([4]) راجع الملحق، الجزء المقتطع من المقابلة الثانية.
([5]) (الفشكة والجيلة) مفردتين شعبيتين تساويان إطلاقة المسدس أو غيره من الأسلحة النارية.
([6]) لا بد من الإشارة إلى أننا لا ندعي أن هذا الكشف ينطبق بدقة على المجتمع العراقي بكل مكوناته وألوانه، غير أننا من جهة أخرى نستطيع أن ندعي أن ثمة تشابه عام نستطيع أن نجده عند أغلب المكونات بالنسبة لرمزية الأعضاء الجسدية. وأن هذا التشابه يصلح كقاعدة ننطلق من خلالها في التأسيس لفهم أولى عام حول طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع العراقي.
([7]) لم تتزوج.
([8]) (يجيهه) يأتي إليه خاطباً.
([9]) يدرچ من يدرك، وتعني هنا: لا تستطيع السيطرة عليها.
([10]) جاء إليه، أتاه.
([11]) المقصود بأن الخطيب الجديد طلب من الأب أن يخبره عن الشروط التي يريد من زوج ابنته تنفيذها، والالتزام بها.
([12]) الچتل هو: الضرب، أي أن الأب يريد من الزوج ضرب ابنته.
([13]) المقصود: أن الزوج مستمر بضربها لدرجة، أنه يحاصرها، لا يترك لها أي حرية، لتمارس خبثها الذي سيتبين لاحقاً.
([14]) ضربها بقسوة، على جميع أجزاء جسدها.
([15]) من أجله
([16]) أي بعد مدة.
([17]) يابت أو جابت، أي أنجبت.
([18]) ألست أنا.
([19]) دارت عليه: بمعنى تملقت له أو أغرته أو خدعته.
([20]) عقَّبت: أمهلت زوجها أياماً.
([21]) كما سيتبين من السؤال والجواب بأن المقصود هو إسدال ستار بيت الشعر.
([22]) أقول لك.
([23]) اتخذ نفس وضعية الفرس.
([24]) أي السرج.
([25]) ييب تعني: هات.
([26]) يتأرجح.
([27]) الكوش حبل يوضع تحت ذيل الفرس.
([28]) أيه، بمعنى: جاء أو أتى.
([29]) من (خاب).
([30]) طلج تعني طَلِّق.
([31]) أردهه بمعى أُعيدها، والمقصود هنا أعيد العقوبات.
([32]) اتحط، بمعنى تضع، والمقصود: تُقْسِم لي.
([33]) من كون تعني: فيما إذا أو في حالة.
([34]) يهمس بأذنه.
([35]) ماذا يقولون له.
([36]) الفشگة: إطلاقة السلاح الناري.
([37]) الزين هنا بمعنى: الجيد
([38]) منتهية.
([39]) يقصد: التساوي بين الفشگ والقوة.
([40]) من الكلفة والصعوبة.
([41]) تأتي.
([42]) تگضي، بمعنى تقضي، والمقصود بالحاجة: المعاشرة.
([43]) منشنف، اتشنف: استخدام الأنف عن طريق رفعه للإيحاء بالتكبر، حيث أن الخشم هو الأنف.
([44]) تايه أي: ضائع.
([45]) اشمعنه تساوي: لماذا بالذات
([46]) المرايل هي: المراجل والمراجل تساوي بطولات الرجل، أو رجولاته، والمرايلي يمكن أن تساوي: البطولاتي.
([47]) ما أله عين على المرة بمعنى: لا يستطيع النظر إليها لخجله أو ذلته بسبب العجز.
([48]) امرية: امرأة.
([49]) الغرَّه: عشيرة من جنوب العراق.
([50]) الوكيل هو المسؤل عن المأمورين (الموامير) بجمع الضريبة من الفلاح لحساب الاقطاعي.
([51]) هيج تستخدم للتمثيل، وهنا المخبر تحرك بعض الحركات التي يشير من خلالها لرقصة الزواج عند طيور الدجاج والتي يقوم بها الديك.
([52]) الدجاجة.
([53]) من معانيها: قفز.
([54]) عملية التلقيح (الصعود على ضهر الدجاجة) التي يقوم بها الديك.
([55]) الديك أثناء نزوله عن الدجاجة داس على رأسها.
([56]) المقصود: الغرّاوي.
([57]) مشيراً إلى الديك، أي أن الغراوي يعتبر سحق الديك لرأس الدجاجة بعد فراغه من تلقيح البيض مثال رائع للرجل الجيد.
([58]) عنده ـ الرجل الذي يفعل هذه الأفعال ـ قوة