بمناسبة الثامن من آذار، تحرر المرأة مفتاح تحرر المجتمع من النظام القائم



منظمة البديل الشيوعي في العراق
2023 / 3 / 4

نقبل هذه الأيام على يوم المرأة العالمي، وتيارات الإسلام السياسي والقوميين الحاكمة وبرلمانها ومؤسساتها القضائية وحكومتها الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، تُشهِر بسيف القمع على رقاب النساء وجماهير الشغيلة والمفقرين والتحررين في العراق وذلك بأقدامها على المزيد من ترسيخ القمع واركان الاستبداد وتضيق الحريات.
ان احدثْ ممارسات الطغمة الحاكمة وحكومتها المركزية في سياساتها القمعية تلك، هي صناعة الملفات القضائية الكيدية لملاحقة الناشطات والناشطين النسويين التحررين، والسعي لإمرار مشاريع قوانين استبدادية لمنع حرية التعبير والسيطرة على فضاء الانترنيت، تحت اسم "تنظيم الحريات" و"لائحة المحتوى الرقمي في العراق"، وكذلك التطاول على الحريات الفردية، مستخدمة الأساليب القمعية للدول الإسلامية المستبدة في المنطقة باعتقال ما تسميهم السلطات بأصحاب "المحتوى الهابط" وباسم الحفاظ على "الآداب العامة ".
وفي إقليم كوردستان شنت التيارات والأحزاب الإسلامية في الأشهر الأخيرة حملة، استجاب لها القضاء العراقي، لإزالة حتى تلك الشروط البائسة المعيقة نسبيا لتعدد الزوجات والموجودة في قوانين الإقليم. هذا بالإضافة الى تزايد مديات القمع والاستبداد من قبل سلطات الإقليم وملاحقة المتظاهرين والصحفيين والناشطين على الانترنيت.
إن سطوة الثقافة البطريركية والذكورية والقيم والممارسات والتقاليد الاجتماعية والعشائرية المناهضة للمرأة والدور القمعي للإيديولوجية الدينية الإسلامية وقوانينها ومراجعها ومذاهبها المختلفة بوجه المرأة، لم تكن قادرة على الاستمرار بهذا الشكل، لولم يكن هنالك نظام سياسي برجوازي اسلامي وقومي ذكوري يحكم البلاد يحمي ويغذي كل هذا الموروث القمعي ضد المرأة ، ولو لم تكن هنالك مصالح مادية في المجتمع تعمل على إعادة انتاج اضطهاد المرأة وقمعها.
فداخل جدران هذا السجن الكبير للمرأة، تُرتكب يوميا في هذه البلاد عدد لا يحصى من جرائم القتل والعنف والأذى الجسدي والنفسي والقمع بوجه المرأة، وتُخنق ابسط حرياتها وحقوقها، ويستمر التميز الصارخ والتحرش والاغتصاب والاتجار بها، ويفرض عليها تعدد الزواجات، ويجري منعها من تكملة التعليم والقيام بالعمل خارج البيت، ويفرض عليها التهميش والفصل بينها وبين الذكور في المدارس والمؤسسات ويجري النشر المتواصل لثقافة النظرة الدونية تجاه المرأة في المجتمع.
هذا، وإن سنوات طوال من النضال النسوي التحرري والمساعي الحثيثة لتحقيق مطالب مثل إمرار قانون يوفر الحد الأدنى من الحماية من العنف الاسري، ومعاقبة المجرمين بحق المرأة، ومنع تزويج الصغيرات، ومنع تعدد الزوجات، وعدم حرمان المرأة من رعاية الطفل، وغيرها من المطالب لم تصل الى اية نتيجة بسبب إصرار الطغمة الحاكمة على استعباد المرأة.
كل تلك الأوضاع ، ونحن في حقبة جديدة بات فيها النضال الثوري من اجل تحرر المرأة في المنطقة، يشهد تحولا نوعيا اثر الانتفاضة الثورية في ايران، والتي اندلعت اثر مقتل الشابة مهسا ( زينا) اميني، قبل اكثر من خمسة اشهر، والتي وجهت راس رمحها للحجاب الاجباري والنظام الإسلامي في ايران. لقد فتحت هذه الانتفاضة آفاقا مفعمة بالأمل وعهدا جديدا امام تحرر المرأة ليس في ايران وحدها، بل في المنطقة برمتها، فلا يمكن ارجاع هذا العهد الى الوراء.
وعليه، فان البرجوازية الحاكمة في العراق تعرف جيدا كيف ان قضية تحرر المرأة باتت تطرح نفسها بإلحاح شديد على اجندة التاريخ ومسرح الصراع الطبقي في العراق والمنطقة، وكيف ان هذه التطورات سوف تهدد كيانها وتشكل مصدر ازمة متفاقمة لها، فنراها تتهافت على تثبيت اركان الدكتاتورية.
في الوقت الحالي، ليس فقط السلطات والأحزاب والتيارات الحاكمة في العراق وداعميها الدوليين من القوى الامبريالية والإقليمية، بل ان جميع أحزاب المعارضة البرجوازية وتياراتها المختلفة القومية و"العلمانية"! و"المدنية"! وحتى بعض ممن يسمون انفسهم شيوعيون ويساريون، مشتركين بدرجات متفاوتة في ادامة القمع الموجود على المرأة ويبررون استمرار واقعها المزرى. لقد جعلت جميع هذه الأحزاب والتيارات المعارضة من الخنوع او بالأحرى التحالف مع الإسلاميين وميليشياتهم في قمع المرأة وقهرها، "عقيدة" يُحرم المس بها.
ان اضطهاد المرأة الاقتصادي واستغلالها الجنسي وابقائها عبدة صامتة لتحقيق عملية إعادة الانتاج الاجتماعي لتراكم رأس المال وتحريك عجلة النظام الرأسمالي ولتحقيق المصالح المادية لمضطهِديها، من اوساط مختلف الطبقات والفئات، هو حجر الزاوية الذي ترتكز عليه كل هذه المنظومة من الاضطهاد والقمع والاذلال ضد المرأة في العراق شأنه شأن البلدان الاخرى.
لذا، فان النضال النسوي التحرري والنضال الاشتراكي للطبقة العاملة أجزاء مترابطة من حركة عمالية شاملة ليس فقط من حيث كون المرأة العاملة هي الضحية الأولى لاستمرار القمع على المرأة ، وكون نضالها يشكل العمود الفقري للحركة النسوية التحررية، انما أيضا بسبب تجذر اضطهاد المرأة ودوافع قمعها في التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الرأسمالية التي تريد الحركة البروليتارية الاشتراكية التحرر منها.
في يوم نضال المرأة العالمي، لنوحد قوانا :

• لتقوية المسيرة النضالية الثورية لتحرر المرأة.

• لتنظيم النضال في حركة سياسية جماهيرية ثورية لمواجهة النظام، و وضع تحرر المرأة من سطوته وسطوة المنظومة القمعية الاجتماعية والعشائرية والثقافية والأيديولوجية الدينية، في صدر الحركة الثورية في العراق.

• لفضح الانتهازيين من كل شاكلة ولون، المساومين على إطالة قمع المرأة.

• لإلغاء جميع القوانين المعادية للمرأة المعمولة بها في البلاد.

• لتحقيق جميع مطالب الحركة النسوية التحررية بخصوص مشاريع قوانين مُدافعة عن حقوق وحرية المرأة ومساواتها مع الرجل.

• كل التضامن مع نضالات المرأة التحررية والانتفاضة الثورية في ايران.
منظمة البديل الشيوعي تهنئ المرأة في العراق وفي شتى أرجاء العالم بالثامن من آذار، وتهنئ المرأة العاملة والمضطهدة في البلاد ومن مختلف الجنسيات بهذا اليوم، وتناضل بثبات وبحزم تام من اجل تحرر المرأة .
عاش الثامن من آذار يوم نضال المرأة العالمي
عاشت الاشتراكية