النسوية الماركسية مقابل النسوية في الفلسفات الأخرى/ج2



نساء الانتفاضة
2023 / 6 / 29

القسم الثاني


تناول الجزء الأول من المقالة الحركات النسوية غير الماركسية، وكيف تكون أداة ضد النسوية الاشتراكية؛ وما تضمره تلك الحركات من دور في ابقاء اوضاع المرأة العاملة على ما هي عليه والاستمرار في إعادة انتاج القمع وسحق الانسان، والنساء بشكل أساسي. لاسيما وان الحركات النسوية غير الماركسية نابعة من الأنظمة الرأسمالية الابوية المتوحشة وشركاتها العابرة للقارات، التي تجعل من انثى الانسان الحلقة الأضعف في المجتمع، وتضمن تبعيتها للأخر، وتديم النظم (البطريركية) التي باتت السمة الجوهرية للرأسمالية المعاصرة.

دائما ما تحاول الحركات التي تدعى بالنسويات "التقدميات، والليبراليات" وغيرها من التسميات التي تتبنى قضايا للنساء والدفاع عن حقوقهن، تجميل صورة النظام الحاكم والعمل وفق الياته ومنهجه. وتسعى تلك الحركات الى سرقة هموم النساء المضطهدات والمسحوقات من قبل النظام ذاته، وتقديمها بلغة لا تمس رأس المال. وهذا ما نشاهده يوميا من خلال عقد الندوات والمؤتمرات على أساس انها تناقش وتبحث في الحلول لأوضاع النساء في المناطق المنكوبة التي كان مسيطر عليها التنظيمات الإرهابية على سبيل المثال.

ان النسوية التي تسعى الى المساواة والعدالة بين جميع البشر، لم تنشأ على يد النساء البرجوازيات المترفات والغارقات بالأموال، بل ولدت من رحم معاناة النساء العاملات المقموعات والمكبوتات اللواتي ناضلن وضحين بأنفسهن من اجل الحرية والمساواة والعيش الامن.

ان النسويات الماركسيات لا يفصلن أنفسهن عن المجتمع، ولا ينعزلن عن النضالات والمعارك ضد العنصرية وشتى أنواع التمييز ومختلف انواع الاضطهاد والتهميش للطبقة العاملة والمرأة وجميع الفئات المفقرة والمحرومة في المجتمع، بل توحدها جميعها في نضال طبقي واحد. بالإضافة الى ان للنضال ضد الرأسمالية، له النصيب الأكبر من الاهتمام لهذا الخط. حيث تمزج النسوية الماركسية بين مناهضة النظام الأبوي، ومناهضة الرأسمالية في ان واحد، بصفتهما معبران عن الاستغلال، هذه العملة التي تنتج نفس الاضطهاد والاستغلال في حياة النساء والفئات الهشة أو المعرضة للقهر.

لا يمكن الدفاع عن النساء بمعزل عن السياسة لان قضية تحرر المرأة سياسية بالدرجة الأولى، وليس كما يزعم المتوهمون بفصل تحرر المرأة عن تحرر المجتمع ككل من الأنظمة الاستبدادية الرأسمالية، وهم بذلك يكونون ابعد عن فهم عمق المشكلة، وهذا دائما ما تصوره الحركات النسوية غير الماركسية التي تعزل النضال السياسي للمجتمع باسره عن قضية تحرر المرأة.

على جميع الحركات النسوية التكاتف مع الحركات العمالية واليسارية وجميع الحركات التي تناهض الأنظمة البرجوازية القامعة للمرأة، والتي لا تفصل بين النضال النسوي والنضال الطبقي للخلاص من القمع والظلم والأزمات التي ينتجها النظام القائم.

اسيل سامي