نساء السودان بين مطرقة الفقر وإرهاب القوى المتحاربة



نساء الانتفاضة
2023 / 8 / 6

أينما تحل الحرب تكون النساء اولى الضحايا، ويتحملن الجزء الأكبر من الألم والدمار والتهجير والاتجار. وفي ظل الإيقاع المتسارع للأحداث واتساع رقعة الصراع الدائرة في مختلف المدن السودانية، بين القوات المسلحة المتمثلة بالجيش، وقوات الدعم السريع المنشقة منه، تعاني البلاد من استمرار وتصعيد حرب دموية يذهب ضحيتها المدنيون وغالبا النساء والاطفال. حيث تتعرض الكثير من النسوة هناك اثناء عمليات العمليات العسكرية وعمليات اقتحام المدن والمنازل السكنية من قبل الجنود الى الاغتصاب والاختطاف والقتل.
ورغم دخول الصراع شهره الخامس، لم تفلح اية جهة في إيقاف الحرب التي أودت بحياة أكثر من الفي شخص، وأرغمت ما يزيد على المليوني شخص من النزوح إلى مناطق أكثر امنا في داخل البلاد او خارجها.
تتواصل عمليات القتل والعنف والاعتداءات الجنسية على النساء والأطفال دون هوادة، امام مرأى ومسمع الجميع. ورغم ان ظاهرة خطف النساء واغتصابهن ليست جديدة في السودان الا انها تضاعفت منذ تفجر الخلاف بين جماعة البرهان وجماعة حميديتي، فقد كانت مناطق دارفور، وجنوب السودان قبل استقلالها، مسرحاً لجرائم فضيعة بحق النساء، وبحسب احصائيات تابعة للام المتحدة بداية تموز إلى أن 21 امرأة تعرضن إلى العنف الجنسي منذ بداية الصراع قبل ثلاثة أشهر، و20 أخريات إلى الاغتصاب خلال هجوم واحد، وهذه الاحصائيات وفق ناشطات نسويات ومنظمات أخرى لا تعبر سوى عن جزء بسيط لا يكاد يذكر من حجم الجرائم المرتكبة بحق النساء في هذا البلد المترامي الأطراف.
ان سيطرة القوى الإسلامية والقبلية الذكورية ابان حقبة البشير شجعت وعملت على اضطهاد نساء السودان وقمعهن، بالإضافة الى ذلك فان الظروف الاقتصادية التي يعانيها المجتمع السوداني، نتيجة سرقة ثرواته من قبل الأنظمة المتعاقبة، جعل من المرأة الضحية رقم واحد في البلاد، ليأتي بعد ذلك حكم العسكر وازاحة البشير، لتزداد معاناة النساء في دولة تعد الأغنى على مستوى المنطقة من حيث الموارد الطبيعية والقوى البشرية.
لقد جربت النساء في العراق وعاشت ويلات الحروب، التي وقع الجزء الأكبر منها على كاهلهن، واخر هذه الحروب هي ما تعرضت له النساء الايزيديات اثناء احتلال تنظيم داعش الإرهابي لقضاء سنجار، وما أعقب احتلال المحافظات الغربية من عمليات تهجير ونزوح جماعي كان للنساء الحصة الأكبر من المعاناة سواء تحت ظل داعش او تحت سيطرة "القوات المحررة" فعمليات الاغتصاب والمتاجرة والعبودية شكلت نقطة سوداء في تاريخ العراق الحديث.
ان العالم ودوله والأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية مسؤولة عن إيقاف الحرب في السودان، كما انهم مسؤولون عن تقديم المساعدة العاجلة للنساء والأطفال في السودان، كما ويجب تقديم المجرمين الذين يغتصبون النساء ويختطفوهن ويعزلوهن عن اطفالهن الى المحاكم، لينالوا جزائهم العادل.

اسيل سامي