لطفا. لا تغسلي سيارة زوجك



مارتن كورش تمرس لولو
2023 / 9 / 12

لطفا. لا تغسلي سيارة زوجكِ
بسبب مرور كوننا المسكين بموجة حرٍّ شديدة حتى إلتهمت النيران غابات العديد من الدول بفعل قصدي أو طبيعي بشكل عام وبشكل خاص هو مرور وطننا العراق بفترة نضوب موارد المياه، مع ذلك أصبحنا ونحن نسير خارجين من بيوتنا أو عائدين إليها نجد ظاهرة غريبة أصبحت تنتشر بين أحياء بعض مدن وطننا العزيز، نشاهد نساءً يغسلن سيارات أزواجهن وهن يبذرن المياه دون أية مسؤولية.
إنها ظاهرة غير حضارية فيها سيئات عديدة منها: استغلال الرجل للمرأة وهو يزج بها في عمل لا ناقة لها فيه ولا جمل، فالسيارة ليست سيارتها وإن كانت سيارة العائلة لكنها ليست المسؤولة عنها أمام الناس والجيران ودائرة المرور لأن المركبة باسم زوجها، كذلك عملية صرف المياه وهي تبذر الماء تبذيرا، علما بأن عملية غسل السيارة في مراكز غسل المركبات لا تكلف أكثر من ثمانية الآف دينار عراقي، بل في أحيان أخرى تكون المرأة قد نسيت قدر الطبخ على الطباخ فتهرع راجعة إلى مطبخ البيت، أو تخرج جارتها حتى تبدأن بالكلام الذي لا ينتهي حتى لو انتهت المياه من حاويات (تانكيات) البيت... إلخ. من السيئات التي تضر البيئة وتحط من مستوى المرأة التي على الزوج احترامها وعدم زجها في عمل ثقيل على بنيتها.
شاهدت ولا زلت العديد من النساء في مملكة السويد، وهن يعملن صباغات، كهربائيات، منظفات، سائقات للمركبات الكبيرة (قاطرة ومقطورة) والقطارات، بناءات، نجارات، فلاحات، شرطيات... إلخ. لكني لم أصادف مرأة سويدية واحدة وهي تغسل سيارتها أو سيارة زوجها أمام باب دارها، علما بأن مملكة السويد محاطة بالبحار وعلى أراضيها تجري أنهار وروافد. أنها ظاهرة غير حضارية زد عليها أنها تضر بالبيئة، ومن يفعل ذلك في مملكة السويد يعاقب حسب القانون بغرامة مالية.
إذًا لماذا في أحياء مدن وطننا العراق يغسل المواطن سيارته أو تغسل المرأة سيارة زوجها أمام باب الدار؟ الجواب لدى بلدية كل مدينة في الوطن.
نسأل: ألم يحن الوقت لكي نضع حدا لهذه الظاهرة السيئة خاصة وأن وطننا العراق يدخل مرحلة صعبة فيها يواجه المواطنون نضوب مياه الشرب؟ علينا أن نقف أمام باب كل بيت عراقي ونقول: هيا أيها الرجل وكفَّ عن استغلال زوجتك شريك عمرك بحيث تجلس أنت أمام التلفاز أو تدخن الأركيلة وهي تغسل سيارتك. ألا يكفي أن المسكينة تغسل ملابسك وملابس أولادكما وتنظف وترتب البيت وتطبخ بل أحيانًا تتسوق، أما أنتَ يا رجل أما جالس تُدخن الأركيلة أو خلف مقود سيارتك تدور بك في شوارع المدينة، وصوت مذياعها يبث أغنية "نزلت السوق أتمشى". اذًا من أجل معالجة هذه الظاهرة غير الحضارية على بلدية كل مدينة أن تنسق مع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني من أجل العمل معا، باعتبار هذه الظاهرة تُسيء إلى إثنين هما: المرأة العراقية والبيئة.
المحامي والقاص