کابوس أرميتا وعقدة المرأة لدى نظام الملالي



سعاد عزيز
2023 / 10 / 9

لم تنته آثار وتبعات وتداعيات جريمة مقتل مهسا أميني على نظام الملالي، حتى برزت مسألة الفتاة ارميتا كراوند البالغة من العمر 16 عاما، الخاضعة لرقابة مشددة في مستشفى فجر، لکن الذي يجعل النظام يشعر بالقلق والخوف إن هذه المسألة باتت تطور لتصبح قضية رأي عام، وهو مايخشاه النظام کثيرا خصوصا وإنه يعلم جيدا بأن الاوضاع في إيران لازالت متوترة وإن الشعب الايراني بمختلف شرائحه ساخط على النظام وأشبه مايکون بالمنتظر شرارة لکي يصب جام غضبه على النظام، ومن الممکن أن تصبح قضية أرميتا الشرارة المطلوبة!
أرميتا االتي تعرضت لهجوم من قبل شبيحة النظام ويجري التكتم الشديد على المعلومات المتعلقة بحالتها الصحية واسباب اصابتها، يسعى النظام من خلال وسائل إعلامه الصفراء أن يقدم أسباب وتبريرات سمجة من أجل إبعاد الشبهة عن النظام المعروف بعدائه وکراهيته للمرأة، وبهذا الصدد، فقد تناولت وکالة أنباء"فارس" المحسوبة على جهاز حرس النظام، هذه القضية بالسياق الذي ذکرناه، ولاسيما وإنها درجت على وصف شبيحة وبلطجية النظام ب"الناس" قائلة:" ان هناك شبهة حول صراع الناس مع أرميتا بسبب عدم مراعاة ارتداء الحجاب داخل عربة المترو"! کما إن صحيفة "هم ميهن"الحکومية من جانبها قالت:" لنفترض أن قصة وسائل الإعلام الحكومية صحيحة وأن كراوند سقطت على الأرض بسبب انخفاض ضغط الدم، لماذا لم تقبل هذه الرواية فئة من الناس وأثيرت قصة صراعها مع المحجبات في مترو الأنفاق"، وقصة السقوط على الارض بسبب إنخفاض ضغط الدم شبيهة بصورة وأخرى لما کان النظام کان يحاول تسويقه من أسباب ومبررات لمقتل مهسا أميني، فالنظام من النوع الذي يمکن وصفه ب"يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، لکن هذا الامر لم يعد ينطلي على الشعب الايراني.
النظام القرووسطائي المعادي للحضارة والانسانية والمعادي للمرأة، لم يعس خافيا على الشعب الايراني أبدا إن شبيحته يلبسون الملابس المدنية ويقومون بأدوارهم المشبوهة وحتى إن الخبير الحکومي محسن برهاني يقول بهذا الصدد:" أن الشبيحة الذين يرتدون الزي المدني يجب أن يرحلوا من محيط مستشفى القوة الجوية – فجر- والسماح للصحفيين بالدخول واعداد تقارير عما حدث للفتاة"، ومن الواضح جدا إنه وفي هذا الخضم والسعي لإضفاء حالة من الضبابية والغموض على قضية هذه الفتاة، يحاول النظام دفع الشبهات عنه وتبرئة ساحته من إرتکاب هذه الجريمة، وبالتالي تهدئة الاوضاع ووضع حد للتوتر السائد خوفا من تطوره وتوسع دائرته، لکن السٶال المهم هو کما قالت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بخصوص هذه القضية:" " إذا لم يكن لدى نظام الجلادين ما يخفيه في حالة أرميتا" بعد ما تعرضت له في مترو الأنفاق بحجة الحجاب لماذا يحاصر المستشفى ويمنع دخول الصحفيين المستقلين؟
النقطة والملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر هي إن نهج النظام وعدائه وکراهيته الشديدة للمرأة الايرانية يوفر الاجواء المناسبة للتهيأة لأية جرائم أو إنتهاکات بحق المرأة الايراني، فالنظام هو من يحرص على هذا الامر وديموته وهذا ماصار واضحا للشعب الايراني ولايمکن للنظام أبدا التکتم عليه وإخفائه!