🔸بمناسبة حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف بالضد من المرأة لتتحد نساء المنطقة والعالم في سبيل إيقاف اضطهادهن وقتلهن



نساء الانتفاضة
2023 / 12 / 1

تشترك نساء منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بقدر كبير من الاضطهاد والقمع والتمييز، دون حلول يمكنها تغيير واقعهن المؤلم الذي تديمه وتغذيه الأنظمة الذكورية الرجعية بإعطائها امتيازات للذكور دون الاناث، حيث يشعر مرتكب جرائم العنف ضد النساء على سبيل المثال بالأمان ويواصل ارتكاب المزيد من الجرائم بحقهن دون خوف، لعلمه بأنه في مأمن من العقاب، وتمتنع الأنظمة وقوانينها المشرعة عن تجريم هذا النوع من العنف، بل انها تبررهُ تحت مختلف الذرائع، والتي تعبر عن انعكاس للواقع السياسي في هذه البلدان.

وبينما يحيي العالم حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء، نسلط الضوء هنا على جملة من القضايا أولها حرب الإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وخصوصا نساء غزة اللواتي يواجهن الحصة الأكبر من اثار هذه الحرب المدمرة، فهن يعشن قمع مزدوج ومركب يتضمن عنف الاحتلال وعدوانه المتواصل على الأراضي الفلسطينية والعنف الاجتماعي الممارس ضدهن بسبب هيمنة القوى الرجعية ومنها التنظيمات الإسلامية، إضافة الى عدم وجود تشريعات وقوانين تحمي النساء.
تشير تقارير الأمم المتحدة إنه "في كل ساعة تُقتل 2 من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر، و7 نساء كل ساعتين، وإن ما يقرب من 800 ألف امرأة نزحن من منازلهن في القطاع"، وذلك خلال الحرب الأخيرة على القطاع والتي ابتدأت في السابع من أكتوبر الماضي، هذا وتشير تقارير أخرى ان اكثر المتضررين من هذه الحرب والحروب السابقة هن النساء والأطفال بالدرجة الاولى، وكل هذا جرى ويجري تحت انظار ما يسمى بالمجتمع الدولي ولجانه ومنظماته لحقوق الانسان دون ان تستطيع مساعدة سكان غزة او إيقاف الة القتل الإسرائيلية التي تدفن المدنيين وهم احياء تحت الأنقاض.

ان النساء في ليبيا وسوريا واليمن وإيران والعراق هن الاخريات يعشن أوضاعا صعبة وغير إنسانية ففي هذه البدان التي تشهد الاضطرابات وعدم استقرار في الوضع الأمني، وهيمنة القوى الدينية والمليشيات والأجهزة القمعية، تكون حصة النساء في هذه البدان المزيد من القتل والاتجار والتعنيف الدائم.

ان وجود حكومات علمانية تحررية، قائمة على أساس حقوق جميع الافراد بشكل متساوي، ومستندة على أساس حكم الجماهير، والتي تجعل من قضية مساواة المرأة وتحررها ركيزة أساسية في برامجها، هو مطلب جميع النساء الطامحات لتحقيق مستقبل مطمئن لنساء المنطقة والعالم اجمع. كما ان العمل على الغاء جميع القوانين والتشريعات التعسفية التي تضطهد النساء وتجعلهن مجرد تابعات، هو امر في غاية الجدية من اجل تخليص النساء من واقعهن المأساوي.

نحن في نساء الانتفاضة نؤكد على ان بناء وتقوية التنظيمات النسوية الاشتراكية المساواتية، هي الأداة الحقيقية بيد النساء من اجل محاربة القوى السياسية الذكورية والحكومات الرجعية التي تعمل بكل طاقتها من أجل تأبيد اخضاع النساء وإلغاء دورهن وفاعليتهن، والسماح لهن بعيش حياتهن في مجتمعات تجعل منهن بشر على قدم المساواة مع الرجال. كما نشدد على ضرورة تكاتف النضال النسوي العابر للحدود كوسيلة لتشكيل جبهة واسعة في وجه الأنظمة الاستبدادية الحاكمة واي نظام يعيق تقدم وتطور المجتمع.