أريد حلا



صبيحة شبر
2006 / 11 / 23

لا أتحدثَ هنا عن الفيلم الناجح الذي مثلت به الفنانة المبدعة فاتن حمامة ، والفنان المعروف رشدي أباظة ، وكانت قصته تدور عن زوجة تطلب الطلاق من زوجها ، لان الحياة معا لم تعد محتملة ، إنما أتحدث عن حياة امرأة أخرى ، قريبتي تعاني من مشكلة ، تعيشها آلاف النساء في الوطن العربي الكبير ، المبتلى بالازدواجية في المعايير ، الزوجة عمرها سبعون عاما ، والزوج عمره ثمانون عاما ، وبدلا ان تحصل المراة المتفانية ،،، في خدمة زوجها وعائلتها ، على حياة هادئة تتناسب مع تقدمها في العمر ، وتنظر بعين التقدير الى السنين الطويلة ،،، التي قضتها في خدمة الزوج والأبناء ـ ولم تشك يوما من سوء المعاملة ، او تتذمر من التقصير الذي تلمسه من الزوج بحقوقها ، ولم تقصر هي في تقديم ايات الولاء له والطاعة ، حسب ما يأمر به ديننا الحنيف الزوجات مقابل ان يحسن الزوج المعاملة ،،
صبرت الزوجة ،، طوال الحياة الزوجية البائسة على سوء المعاملة ،،رغبة في ان ينشأ الأولاد نشأة صحية موفقة ، تتظاهر إنها سعيدة ، ولكن الصراخ المنبعث من الزوج وبلا مبرر ، قد جعل الأبناء يطلعون عن كثب على سوء العلاقة بين الزوجين
أنجب هذان الزوجان خمسة أولاد ،، وأربع بنات ، استشهد اثنان من الذكور في الحروب التي أشعلها صدام ، واثنان ذهبا ضحية الحكم بالإعدام جورا وظلما ، كأغلب أبناء العراقيين ، والخامس اختلف معه أبوه وطرده من المنزل والأربع بنات تزوجن ، وانتهت معاناتهن ، الى بيوت عامرة بالمحبة والوئام ، وليس بيوتا يسودها الخصام
حين وجد الزوج ان البيت ضمهما لوحدهما ، اراد ان يجدد الفراش كما يقول الرجال المتقدمون بالسن ، سافر مع زوجته الى بلد مجاور للعراق ، ترك زوجته هناك ، واخذ جواز سفرها ، وأسرع راجعا الى العراق ، وتزوج من فتاة عمرها ثلاثون عاما ، واحتفل بزواجه الجديد وكأنه شاب في الثلاثين ، تاركا ام أولاده وحيدة في بلد أجنبي بلا جواز سفر ، وبدون ان يطلقها ، لئلا تصبح حرة في ان تقوم بالعمل الذي يتناسب مع رغبتها وإرادتها
الزوج يدعي انه مسلم يتصرف حسب الشريعة الغراء ، فهل يمكن ان يجبر الزوج زوجته بالهجرة الى بلد آخر ثم يتركها هناك ،، ويعود الى العراق لوحده ؟ وهل يجوز لأي شخص ومهما كانت قرابته ،، ان يجرد الإنسان من وثيقة ضرورية لايمكن الاستغناء عنها أثناء وجوده ،، في بلاد تطلب هذه الوثيقة ؟ وهل يجوز للرجل ان يتزوج بأخرى بدون موافقة زوجته الأولى ؟ وهل يجوز للزوج ان يترك الزوجة بلا طلاق ،، لا تستطيع ان تتحرك الا بإذنه حسب ما ينص قانون الزواج في الإسلام ؟ وهل يجوز هذا في الإسلام ذلك الدين الحنيف الذي يقولون انه ناصر المراة وكفل حقوقها ، وهل يمكن هذا العمل الذي يتنافى مع مباديء حقوق الإنسان ، مع القوانين الحديثة ، ومن يمكن ان يأخذ لهذه المراة حقوقها ؟ والى متى تستمر معاناتها ، ولماذا يحرص الزوج على عدم تطليقها وهو يعرف ان الحياة معا أصبحت مستحيلة ،، وأي حقوق للمراة تلك التي يتكلمون عنها ؟؟