#مدونةكنتسنى: في المغرب، الجمعيات تقود حملة لتحسين وضع المرأة في مدونة الأسرة الجديدة



أحمد رباص
2024 / 3 / 25

هاتشاغ #MoudawanaKanTsana عنوان حملة تعبئة تم إطلاقها على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إصلاح مدونة الأسرة لتعزيز المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، ولصالح الأطفال. وعلى الأرض، تناضل الجمعيات من أجل الحصول على وضع قانوني يعترف بالأمهات العازبات.
هاشتاك #MoudawanaKanTsana الذي يمكن ترجمته إلى العربية ب"#مدونةكنتسنى" صرخة حاشدة. تحديات على تيك توك، فيسبوك وإنستغرام، مع إعلان إذاعي ومقطع فيديو... انطلقت الحملة بداية شهر مارس عبر مجموعة من وسائل الإعلام بالمغرب.
في إطار مراجعة مدونة الأسرة في المغرب، التي أطلقها الملك محمد السادس، تحدد الهدف في تعبئة عامة الناس من خلال منحهم أداة للمشاركة على الشبكات الاجتماعية.
حملة #MoudawanaKanTsana تطوعية بالكامل، وقد تم تصميمها وإنتاجها مجانا بفضل دعم مجموعة من المساهمات والمساهمين وقادة الرأي والجمعيات. "وذلك لإسماع صوتها لصالح الإصلاحات التي تطمح إليها والتي تصب في اتجاه المصلحة الفضلى للطفل والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة"، تقول سلمى حمدوش، منسقة الحملة على موقع lobservateur.info.
- الأمهات العازبات، وضع يجب الاعتراف به والدفاع عنه
تمكن الائتلاف الجمعوي للدفاع عن النساء العازبات وأطفالهن، الذي تترأسه آسيا المرابط من المشاركة في المشاورات حول المدونة المستقبلية، والتي قادها على وجه الخصوص وزير العدل المغربي. باعتبارها ناشطة منذ أكثر من ثلاثين عاما، شاركت أسية في الإصلاح الأول لقانون الأسرة سنة 2004.
واليوم، تعترف بالتقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في مجال حقوق المرأة والطفل، لا سيما بفضل التصديق على الاتفاقيات الدولية. لكنها تشعر أيضا بقلق بالغ، مما يثير مناخا أكثر تحفظا واحتمال التراجع عن الحقوق المكتسبة. "عندما نقرأ تصديقات المغرب، وتقارير المغرب، فإننا نشهد انفراجة. نحن في خطاب يدل على خطوات إلى الأمام. ولكن عندما نعود إلى العلاقات بين المرأة والرجل، إلى علاقات القوة، إلى السلطة الأبوية، إلى كل ما يؤثر على المرأة، يحصل لدينا انطباع بالتراجع"، تقول وهي تتأسف.
آسية المرابط هي كذلك عنصر في فريق جمعية "100% Mamans" التي تدافع عن حقوق الأمهات العازبات. "هناك قوانين وأحكام وممارسات تواجهها الأمهات العازبات باستمرار. إنهن يعشن معضلة. هناك علاقات بالتراضي، هناك اغتصاب، هناك زواج القاصرات... عندما يكون لديها طفل، يمكن للأب، بحكم القانون أن يقول أن الطفل ليس من صلبه. القانون يحميه. القانون يمنحه هذه الإمكانية، هذا الهامش ليقول: "هذا الطفل ليس من صلبي". وحتى عندما تقدم المرأة أو الأم شكوى ويأمر القاضي يتحليل الحمض النووي، قد لا يأتي الرجل ولا يفعل ذلك”.
إذا لم يعترف الأب بالطفل، تتم محاكمته، ولا يتم الاعتراف به كمسؤول. “ولكن إذا قرر الاعتراف بالطفل، يصبح الوصي الرسمي وكل شيء يمر من خلاله، تضيف الناشطة. في مدونة الأسرة، وفي الدستور كذلك، هناك مسألة الأسرة القانونية. ليس هناك سوى أسرة واحدة: تلك الناتجة عن عقد الزواج. وهذا يعني أنه لا يتم الاعتراف بالأمهات العازبات، ولا يتم الاعتراف بأطفالهن، إلا إذا وافق الأب على الاعتراف".
ترغب نفس الناشطة في جعل هذه الفجوة واضحة وتقوم بحملات لتوسيع وطرح مفهوم الأسرة في مدونة الأسرة والتشكيك فيه. "المغرب تغير، المغرب لم يعد منحصرا في أسرة واحدة".
نحن نعود دائما إلى هذه الأسرة القانونية، إلى هذا الجوهر الاستثنائي في المغرب، الذي هو الأسرة، والذي يجب الحفاظ عليه، كما تختتم آسية المرابط، قائلة: "للأمهات العازبات وأطفالهن الحق في أن يتم تمثيلهم في مدونة الأسرة" وفي جميع القوانين. يجب أن يتغير القانون الجنائي؛ ولا ينبغي أن يكون هناك أي مسألة معاقبة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج أو المرأة الأم لطفل أو أكثر.
- الأسرة المغربية معقل التقاليد
أنشأت وفاء عبد القادر
بمدينة طنجة جمعيتها "كريمة" منذ أكثر من 15 سنة، وقد كانت عضوا سابقا في حزب العدالة والتنمية، الحزب الإسلامي، وأنشأت بشكل خاص مأوى للأمهات العازبات وأطفالهن. تدافع عن حقوق المرأة وأطفالها، بينما تناضل من أجل مسؤولية الآباء.
تساءلت وفاء: لماذا تحتاج مدونة الأسرة لعام 2004 إلى المراجعة – ليس كل المواد، ولكن بشكل عام؟ الجواب في نظرها: "لأن هناك أشياء جديدة في جميع أنحاء العالم، والمغرب، بالطبع، بلد مثل أي بلد آخر في العالم. عندما تكون هناك تغييرات في بلدان أخرى، فإنها تظهر في نهاية المطاف في المغرب. إنها تغييرات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.. كل هذا أحدث بركاناً من التحولات في المجتمع".
أما بالنسبة للأمهات العازبات، فتصر الناشطة على أن "القانون ينظم حياتهن، لأنه الآن أصبح حقيقة. لا يمكننا أن نغض الطرف. نحن لسنا عميان. هؤلاء هم أطفالنا. هؤلاء الفتيات فتياتنا. والذكر الذي قام بهذا العمل الغبي، هو مسؤول عن فعلته”.
تركز وفاء عبد القادر بشكل كبير على الوساطة، لأن رؤية الأسرة في المغرب مختلفة، حسب رأيها، وأكثر تقليدية. ولهذا السبب تدافع عن فكرة المدونة "على النمط المغربي"، وليس مدونة الأسرة التي من شأنها أن تزعزع ما تعتبره بنية المجتمع المغربي ذاتها. وتصر على أنه يجب احترام الثقافة الوطنية والإسلام كما يمارس في المغرب.
تقول وفاء: "نحن نطالب بأن تكون مدونة الأسرة هذه قانونا متوازنا، وقبل كل شيء، مدونة أسرة الذي تضمن الحياة في أسرة إيجابية وآمنة. وتضيف: "نود أيضا أن تكون مدونة الأسرة هذه مدونة أسرة مغربية، ترتدي الزي المغربي، أي أننا عندما نقرأها أو نمارسها، نشعر أنها ت،تعلق حقا بالثقافة المغربية".
بالنسبة لهذه الناشطة الميدانية، "لكل بلد ثقافته. لذلك لا يمكننا أن نقول إن المغرب يجب أن يتضمن مواد من ثقافة أخرى في مدونة الأسرة. هذا لن ينجح. نحن لسنا ضد القوانين، ولا ضد حقوق النساء الأخريات أو الأسر الأخرى في بلدان أخرى، لكن إذا فُرضت علينا ثقافة مختلفة عن المغاربة فلن تنجح".