مساهمة فكرية في النقاش الدائر حول تعديلات مدونة الأسرة في المغرب (تمهيد)



لخضر بوشتى
2024 / 4 / 11

سبق وأعلنت قبل أيام، أنى سأقوم بنشر فيديو يتناول بالدراسة والتحليل موضوع المرأة، بالموازاة مع النقاش العمومي الدائر حول الإصلاحات المرتقبة بشأن مدونة الأسرة.
ونظرا لبعض الإشكالات التقنية، سوف نكتفي بنشر ما حضرناه (بهذا الخصوص) على شكل منشورات متتابعة،
بطبيعة الحال، يأخذ الموضوع أبعادا مختلطة كثيرة، (كما هو جلي في أيامنا هذه)، إذ يعلو صوت الحسابات السياسية والايديلوجية على صوت الحكمة. وسبب كل هذا الصراخ راجع إلى حجم الألم الذي سيخلفه سقوط عروش تاريخية، على قسم واسع من المجتمع، لهذا لم نغالي البتة حين قلنا أن وجه المغرب سيتغير، وأن المغرب -فعلا- دخل في مرحلة اللاعودة فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية والأسرة المغربية عموما.
في هذا المقال (الذي سيكون على أجزاء) سنغطس عميقا في التاريخ، قبل أن نفتح أعيننا على المشهد الحالي معرجين على أبرز التحولات السوسيوثقافية التي عرفها مغرب اليوم.
لكن قبل الشروع في تتبع خطى التاريخ، لا بد من تسجيل ملاحظة نراها جد مهمة، مفادها أن التاريخ هو نتيجة لتفاعل شعوب ومجموعات بشرية عديدة ومختلفة، وعلى أن ما من حضارة من حقها الادعاء أنها حضارة خالصة، وليس من حق أي شعب أو أي كيان أن يدعي أنه نقي وأصيل، فكل حضارة وشعب فيهما عناصر حضارات وشعوب أخرى، وكل حضارة وشعب يسلمان المشعل لحضارة وشعب آخر في سلسلة من الأمجاد والنكوصات، وعلى أن تاريخ الشعوب والحضارات هو تاريخ الجنس البشري عموما، الذي استوطن منذ مئات آلاف السنين أمنا الأرض.