يهودية بحرينية بمجلس الشورى....وتنديدات بالجملة.....



عساسي عبدالحميد
2006 / 12 / 6

المرأة عورة .....
ناقصة عقل و دين ...
صويحبات يوسف كما جاء على لسان نبي الرحمة ....
ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة..... فما بالك بامرأة يهودية من سلالة بني" قريظة "....
بات من المحتمل بل من الأكيد تعيين السيدة " هدى عزرا نونو " وهي يهودية من جنسية بحرينية داخل مجلس الشورى البحريني من طرف ملك البلاد "حمد بنعيسى آل خليفة" ....شيء طبيعي أن يتقلد مواطن منصبا هاما و حساسا في مؤسسة من مؤسسات الدولة إذا توفرت فيه الكفاءة والشروط اللازمة و المعقولة، أو كانت لديه مواهب و طاقات لا يتوفر عليها غيره، فتجاهل الإنسان المميز وإقصائه عن قصد أو غير قصد يعد في الحقيقة هدرا لثروة وطنية ثمينة ....أما و إن كان الأمر يتعلق بأقلية مواطنة فهو بالإضافة إلى هذا و ذاك حماية لمكون و رافد في ملك مجتمع برمته وجزء من ذاكرته الوطنية ، فمنح شخص ما ينتمي لأقلية منصبا مهما داخل جهاز الدولة هو حفاظ بالأساس على الأقلية التي ينتمي إليها و فخر لها كذلك و حفاظ على موروث ثقافي و جزء من نسيج المجتمع ....فما الضير أن تعطى حقيبة وزارية ليهودي بحريني مثلا؟؟؟ فهذا حماية للوجود اليهودي من الاندثار و من شأنه كذلك أن يقوي علاقة يهود البحرين بوطنهم الأم أكثر حتى و هم في أرض المهجر ومن شأنه كذلك أن يلمع وجه و صورة البلد لدى الرأي العام الدولي .....لكن الغريب المريب هو أن تتعالى أصوات منددة بهذا القرار من طرف رواد العديد من المواقع العربية، تعقيبات و ردود بآلاف إن لم نقل بعشرات الآلاف و تحفظات بالجملة لحماة الشريعة وتلميحات من بعض علماء الأمة بعدم جواز قرارات تنصيب و تولية غير المسلمين شرعا، وفي قصة الفاروق عمر مع الكاتب النصراني لآية لقوم يعقلون .... وكأن بنو القينقاع أو بنو النضير ما زالت حصونهم بأرض الجزيرة ؟؟؟ألم يذبحوا و يقتلوا و يهجروا منذ قرون عديدة على يد نبي الرحمة؟؟؟ ألم تسبى نساءهم و تفرق أملاكهم بين الصحابة الأطهار... و جند الله الأخيار... وخيرة خلق الله الأبرار.. بحكم من فوق سبعة أرقعة أصدره القهار الجبار ؟؟؟
منح بعض الامتيازات لمسيحيي و يهود البحرين يقلق الجارة الكبرى السعودية التي يرى حكامها و رجال دينها أنهم حماة عقيدة "لا يتناطح فيه عنزان" أي بعبارة أوضح " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" ....كما أبدى الفاشستيون الوهابيون في السابق تحفظهم الشديد على الحريات الممنوحة والمبالغ فيها على حد تعبيرهم للمسيحيين المقيمين ب "قطر" والكويت" و "الإمارات" و"مملكة البحرين" ومنها تأسيس كنائس خاصة بهم وممارسة شعائرهم الدينية بهذه الحرية ...و من الأشياء الأخرى التي تقلق الجارة الكبرى بشدة هو الديمقراطيات الصاعدة بقطر و البحرين و الكويت فشياطين الرياض تخشى العدوى...
إن الحصول على حق أو مكتسب كهذا بديار آل سعود يعد من ثامن المستحيلات فالوجود اليهودي والمسيحي على أرض نجد و الحجاز تمت تصفيته بالمذابح و التهجير وكل أنواع التضييق منذ قرون بفرمان الهي مقدس و يمنع منعا باتا في عصرنا هذا بناء كنيسة أو كنيس يهودي أو مندى للصابئة بالربوع الطاهرة التي شهدت ميلاد رسالة (الهداية و النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور )...
ان هؤلاء المنددين و المنتقدين بشدة تولى سيدة يهودية منصبا هاما بمملكة البحرين هم المصادرة عقولهم و المحجور عليها منذ 15 قرنا و هم النازلون باستمرار إلى الشوارع للاحتجاج على رسم كاريكاتوري أو تصريح بابا روما وذلك بإشارة من أئمة الجهالة والقذارة المملوءة رؤوسهم بحجر الصوان و روث البعير فالعقل عندهم عورة و المرأة حبل من حبائل الشيطان و ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة..
جدير بالذكر أن السواد الأعظم من يهود البحرين والذي يعيش معظمهم خارج المملكة ( بريطانيا – كندا- الولايات المتحدة – إسرائيل ) تعود أصولهم إلى البصرة و بغداد بالعراق ومدينة بوشهر الساحلية التابعة لإيران و قد امتهن القادمون الأوائل عند بداية القرن التاسع عشر مهنة الصرافة و البقالة و تجارة العقار...ومن أشهر العائلات اليهودية البحرينية نذكر :
-عائلة النونو و هارون و روبين والخضوري ......