أحتلال ٢



عدلي جندي
2024 / 4 / 29

أحتلال..
ما فاز جاهل بغنيمة إلا هلك أضعاف على يديه أكثر منها
أحتلال وعي ..أم القهر والخنوع الأنثوي..!
مخيف هو الوقوع في يدي الجهل الصارخ
أسوأ مصائب الجهل أن يجهل الجاهل أنه جاهل.. (مختل .. مُحتل الوعي).
أرى فتيات يرتدين الحجاب يتحدثن بلغة إيطالية سليمة ربما لا تسعفني لغتي( التي تعلمتها بالممارسة والقراءة) مجاراتها..تنتابني حيرة كيف يمكن إخضاع وعي وعقل هكذا نشء في ممارسة عادات بدوية عتيقة جاهلية يتخلص منها مجتمعها في منبع نشأتها ..تتبناها مؤسسات و سياسة إعلامية مدروسة بحرفية وفي المقابل يحافظ عليها مُحتَلْ الوعي ممن ولدوا للعوائل المتدينة وغير على أرض المهجر في بلد حديث متحضر يحمي حرية الفكر والرأي؟
لماذا تصمت الفتيات ولا تثور في وجه هكذا ثقافة دخلية عليهم في موطن ولادتهم الجديد مع تنوع وإختلاف أفكاره وعاداته وتقاليده وثقافته وهويته عن موطن عوائل تلك الفتيات !
الغريب أن الشباب من الذكور الأغلبية يرتدي زي شبابي يُساير موضة باقي مكونات مجتمعهم الجديد من جنسيات وإيدولوجيات وأصول أخرى..
المؤسف هل هؤلاء ينتمون للوطن الجديد الذي يتولى تعليمهم وعلاجهم ويحرص على توفير السبل للحفاظ على صحتهم النفسية والعقلية وتمتعهم بالحرية!
أم يتحولن إلي عبء وأداة تخلف عندما ينضجن ويؤسسن أسر ويقمن بتربية أجيال مُحتلة الوعي هي أيضا مع مرور السنين و التأثير على مجتمعاتهم الجديدة مما يؤدي إلى تقهقر تلك المجتمعات..في شتى المجالات وليست فقط في مجال الحريات والمساواة ..؟
أنظر مليا إلي وفي وجوههن ..ألاحظ حزن دفين غريب بخلاف أقرانهن من الجنسيات والإيدولوجيات الأخرى ..حركة أيديهم في دوام وبحركة تلقائية تحريك وضع خرقة قماش الرأس حرصا علي تغطية الشعر بكامله أحاول قراءة ما يدور بعقولهن هل خصلة شعر متمردة تظهر تسبب غضب الله وملائكته والمؤمنين ولا يغضبه مايحدث في العالم من مآسي ومظالم وإجرام ورشوة وسرقات ودعارة وسرقةثروات ووووو.. و في بلدان عوائلهم المؤمنة والمؤمنين بهكذا إيدولوجية غريبة الفكر تعتقد أن في خرقة القماش دليل عن عفة وأخلاق وتدين وأما عمل العقل ويقظته وثقافته ووعيه وعلمه لا يساوي تأثير خرقة القماش في الحفاظ على المبادئ ..!
لا أتذكر إسم الفيلسوف : سر السعادة يكمن في الحرية والحرية تتطلب شجاعة...
دون سفسطة الدعوة للعُري والإنحلال..القيم والأخلاق والمبادئ والتميز والتفوق ووو ليست مجرد مظاهر و قطعة قماش وبعض البسملة والحوقلة والبربرة وتكرار كلمات محفوظة مملة من الكتب الصفراء وسرديات مخلفات الماضي بل هم محصلة مشوار ثقافي إجتماعي علمي فلسفي تقني (يتطلب تخصصات وليس عصابة رجال دين وشيوخ ) مشوار طويل يبدأ بقرار شجاع حتى لو كان قرار فردي شخصي دون إنتظار قائد يؤمن بضرورة حتمية التغيير يقود مسيرة التغيير الشامل خلاف ذلك تنتقل كل عيوب مجتمعاتنا بكل عبلها وهبلها وتخلفها تؤثر بالسلب على المجتمعات الجديدة ..
الحرية قرار ومن يمتلك شجاعة إتخاذ القرار ومسئولية الحفاظ على مكاسبه يتمتع بحياته بعيدا عن هلاوس وتخلف وإجرام وعقد تحالفات عصابات الدين والسياسة.