العنف ضد النساء من وجهة نظرالتنشئة الاجتماعية -4



لمسلم رشيد
2006 / 12 / 13

العنف في نظر التنشئة الإجتماعية

عرفت نظرية الإحباط والعنف بانتشار واسع بين الذين اهتموا بدراسة العدوان والعنف، لكن النظرية لا تصلح لتغيير بعض مظاهر العنف مما حفز الباحثين علىاقتراح انواع و فروض من نوع مختلف.

تساءل كثيرون ما إذا كان للتعليم من دور؟ ألا يمكن أن يتعلم العنف؟ وهل يمكن أن نتعلم من وراء إثارة مثل هذه الأسئلة؟

وجود مجتمعات تخلو من مظاهر العنف كما توجد ثقافات تتضمن تحذيرات ضد العنف، وأخرى تشجع عليه تنتشر في وسائل الاتصال الجماهيرية أخبار العنف ويمجد بعض هذه الوسائل أشكاله في شكل أشرطة تلاقي قبولا واسعا. وتقدم برامج التدريبات العسكرية دليلا واضحا لما يمكن أن يفعله التعليم لتقوية المواقع المثيرة للعنف إذ يستقبل الأكاديميات العسكرية الشبان الصغار من مختلف فئات المجتمع، ولا تجري لهم في العادة اختيارات لقياس استعدادهم للعدوان، كما أن مشاعر التمييز العنصري أو الديني لا تولد مع المرء، ولكنه يستوعب من خلال عملية التنشئة الإجتماعية وأجريت تجارب كثيرة، خلال هذا الجانب خصوصا في بعض المجتمعات التي لها تاريخ طويل مع الأشكال المتعددة للتمييز والتعصب. ويلاحظ أن مظاهر العنف توجد بشكل واضح في بعض الثقافات أو الثقافات الفرعية وتكاد لا توجد بتاتا في ثقافات أخرى، وقد أكد عدد من الباحثين أن خاصية العنف ترتبط بالطبقات الإجتماعية الدنيا، ويقود الإحباط إلى التوتر، وهذا يقود إلى إثارة العدوان، وتخرج بعض حالات العدوان في شكل أفعال العنف، لكن هذا النمط من العلاقات يعتمد على نشاط متغير في آخرين هما الدافع للتعبير عن الإثارة والرغبة لكبحها بحسب نظرية التحليل النفسي، الدافع وراثي ولا يمكن للمرء أن يفعل شيئا حياله، لكن نظرية التنشئة الإجتماعية تقترح إمكانية تقوية عامل الكبح على حساب دافع التعبير، وأن الأمر يمكن في برامج التنشئة الإجتماعية، فهذه البرامج يمكن أن توجه نحو تقوية الرغبة لدى الفرد لإعطاء مكونات التوتر الذي يقود إلى إثارة العدوان.

إن أهداف الفرد كثيرة، ولكنها في العادة يمكن أن تخلص في الحصول على الحاجات الضرورية، والتي تتمحور حول حياة مستقرة وصريحة وآمنة وبالطبع تترجم هذه الحاجات إلى عدد كبير من الأهداف الأكثر تحديدا ووضوحا، لكن إشباع هذه الحاجات عن طريق الوصول إلى جميع الأهداف أمر ليس متيسرا للغالبية. ولذلك فإن الحياة اليومية تزود الفرد بشعور من الإحباط ليس له نهاية إلا أنه من المتوقع أن أغلب الإحباطات التي يتعرض لها الفرد أثناء مزاولته لأنشطته اليومية يتم كبتها أو إعلانها بشكل أو بآخر وتقدم الثقافة الميكانزمات الرئيسية للكبث وللإعلان. إلا أن صعوبات الحياة المحيطة أصبحت كثيرة ومتشعبة وتضع على كاهل الفرد ضغوطات مرهقة مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التوتر بين أفراد المجتمع.

وعلى ضوء ما تقدم يمكن اقتراح الفرض الرئيسي الذي يلخص العلاقات بين أهم المتغيرات التي يمكن أن تقدم تغييرا للعنف، إذن يشكل بدون شك عاملا أساسيا في الحد من حرية الفرد وعائقا أساسيا أمام حقه في ممارسة حياته كإنسان ومواطن له كرامة يقوم به أحد أفراد الأسرة ضد عضو آخر تأخذ هذه الأفعال أشكال متعددة وتتنوع من حيث الشدة والاستقرار وكمية ونوعية الأضرار التي تسببها، وهو يحدث نتيجة حالة أو حالات إحباط تثير درجة عالية من التوتر تتطور إلى عدوان يعبر عنه في شكل فعل من أفعال العنف ومصادر الإحباط في المجتمعات المعاصرة كثيرة ومتنوعة، ويمكن تصنيفها إلى الفئات العامة التالية:

عوامل شخصية تتضمن:

صفات عامة: النوع والسن والتعليم والمكانة الإجتماعية
التوازن النفسي والاجتماعي.
عوامل مجتمعية تتعلق بالمحيط، ويمكن أن تقسم إلى
المحيط المباشر - القريب - الأسرة والعمل
المحيط المباشر - البعيد - الحي والمدينة.
المحيط الغير المباشر ، القريب، المجتمع والدولة.
المحيط غير المباشر، البعيد، الواقع الدولي.