المرأة شر كلها و شر ما فيها أنه لابد منها



جورج فايق
2006 / 12 / 20

بهذه المقولة الحمقاء بدأ صحفي في الرد على رسالة امرأة و في الغالب أن هذا الصحفي قام بفبركة هذه القصة ليبين لن عظمة و روعة تعدد الزوجات و عبقرية من نادى بها ملخص قصة هذه المرأة هو ظلم زوجها لها بالزواج عليها من حبيبته الأول التي تكبره بثماني سنوات و قد كانت هذه الحبيبة رفضت الاقتران به مما دفعه بالزواج من صاحبة الرسالة و عندما تزوج و بعد أقل من عام و زوجته حامل في شهورها الأخيرة رجعت إليه الحبيبة الأولى ووافقت على الزواج منه فتزوج منها على زوجته و لم يمر على زواجهم عام و عندما علمت زوجته الأولى أنه تزوج عليها من ورائها من حبيبته جرحت كرامتها و انكسرت نفسها و تألمت جداً من خيانة زوجها لها و تألمت لأنها منحت حبها و قلبها لمن لا يستحق ذلك و أصرت على الطلاق و عانت الضياع بعد طلاقها و عاشت مع رجل يكبرها بأكثر من 20 سنة بدون زواج و متزوج من زوجتين و عندما انكشفت علاقتهما لاقت الضرب و الإهانة من زوجتيه و غيرها من الأحداث التي ألمت به و تنهي قصتها بنصيحة هذه الزوجة لغيرها من النساء بقبول شرع الله في التعدد وقالت ( أن خراب البيوت يبدأ بعناد المرأة و عدم تسامحها فيما أحله و شرعه الله لزوجها ) و أنا في رأي أن القصة كلها ملفقة و مفبركة من الصحفي المؤمن و سواء كانت القصة مفبركة أما صحيحة فهي تظهر قدر المعاناة التي تلاقيها المرأة في مجتمع يبيح لزوجها أن يتزوج عليها و تحت غطاء شريعة يفترض فيها العدل و المساواة
و في رد المحرر عليها تناسى أن هذه المرأة ضحية لزوج خائن جائر أستغل ما تعطيه له الشريعة العنصرية من حق الزواج بأكثر من واحدة و تزوج عليها وهي في سنة زواجها الأولى و ألقى هذا المحرر باللوم عليها و ذكر في بداية رده تلك المقولة المتخلفة التي تقول المرأة شر كلها و شر ما فيها أنه لابد منها
و نسبها لأحد الخلفاء و أعقبها بمقولة أن النساء ناقصات عقل ودين و يلوم الصحفي في رده على صاحبة القصة أنها رفضت أن يتزوج زوجها عليها و طالبته بالطلاق رغم أن زواجه عليها شرعي و يبيحه الدين و لا أدري هل نلوم الضحية و نترك الجاني
للأسف هناك أصوات لا عقل لها تعتقد أن تعدد الزوجات نعمة و رحمة و أنه العلاج الوحيد للعنوسة المتفشية و للأسف بين تلك الأصوات نساء يدافعن عن تعدد الزوجات و حكمته و رحمته و قالت أحدهن على أحد المواقع :-
تعدد الزوجات نعمة ورحمة لم ولن يدركها البعض فالكل يعلم ويعرف حق المعرفة ما الهدف وما الحكمة البالغة من تعدد الزوجات، فالزوج ليس بملكية خاصة لأي زوجة مهم كانت هذه الزوجة، فكما يحق لهذه الزوجة أن يكون لها بيت وأبناء فهناك بعض النسوة والأخوات اللاتي يحق لهن مثل هذه المملكة وأن ينعمن بإحساس الأمومة ولكن عندما رفضت فئة من الناس، وخاصة النساء هذا الحق المشروع، زادت لدينا نسبة العنوسة، وعندما تعنتت بعض الزوجات وأخذن يتشدقن بحجة كرامتهن التي امتهنت بعد زواج أزواجهن من أخريات وطالبن بالطلاق كحق شرعي لهن كي يثأرن من كرامتهن المجروحة ابتلينا بآفة الطلاق وتشتت الأطفال والنشئ بآثار سلبية كثيرة قد تظهر أيضا على المدى البعيد. أين المساس بالكرامة؟ لا أعلم ؟ ما المانع من تعدد الزوجات، وخاصة ان هذا أمر محلل ومشروع، أين المشكلة ؟ أليس التعدد أرحم من العنوسة وشبحها الذي أصبح يهدد كثيرا من فتياتنا. أليس في التعدد درء للفتنة وأرحم من تفشي بعض العادات الخاطئة التي تفاقمت…
وبالنسبة لبعض بناتنا اللاتي يرفضن الاقتران برجل متزوج من فئة المتعلمات والمثقفات وهن على علم بأن هذا الرجل قادر على التكفل بزوجة وبيت ومسؤولية أخرى، أليس الأقتران برجل متزوج يريد علاقة سوية وشرعية وشريفة أفضل من الانتظار والبكاء والأحلام الكبيرة والكثيرة بفارس مغوار ذي منصب وجاه وحصان أبيض و.. إلخ..
.. أتمنى أن تفكر الواحدة منكن بعقلها، فهناك أمور لا تحتاج ولا تحتمل تضخيمها ونفخها وتهويلها، بعض الآباء والأمهات عندما يتم رفض الرجل المتقدم للزواج من الفتاة تكون الحجة اليتيمة والمأثورة لا نريد أن نبني سعادة بنتنا على أنقاض بيت وسعادة أخرى. فالزواج قد أحله الله وفي التعدد حكمة لا تدركها عقولنا المحدودة ولا ندرك أهمية هذا التعدد الا بعد وقوع الفأس بالرأس وعندها لا ينفع الصوت و لا ندم، فمن جاءكم طالبا لبناتكم اسألوا يا جماعة الخير عن دينه وأخلاقه وشمائله ولا ترفضوه لأنه فقط متزوج وسبق له الزواج، والعنوسة مرض من اللازم القضاء عليه بتكاتف جميع الجهود لانه بصراحة يد واحدة من الاستحالة أن تصفق، وبقليل من المنطق وقليل من الصراحة والصبر والتضحية يكون مجتمعنا أروع بكثير من ذلك. إلى هنا أنتهي كلام هذه السيدة و بالطبع إذا كانت أبنتها أوهي التي سوف يتزوج عليها زوجها لأختلف قولها و رأيها
السيدات الذين يدافعن عن تعدد الزوجات هما فئتين أما :-
1 - عانسات يردن الزواج من أي شخص حتى و لو على حساب خراب بيت أخر و جرح كرامة امرأة أخرى لأن المرأة الغير متزوجة ينظروا إليها نظرة دونية و تخاف أي امرأة متزوجة أن تستضيف صديقتها الغير متزوجة في بيتها لأنها قد تخطف منها زوجها و ما شابه فهؤلاء يردن الزواج على أي حال حتى و لو من رجل متزوج حنى تتغبر نظرة المجتمع لها
2- مغلوبات على أمرهن فهن يعلمنا أن أزواجهم سوف يتزوجوا شاءوا أم أبوا فلذلك هن يفضلن أ يتم هذا بإرادتهن بل بعضهن تختار ضرتها حتى تضمن أنها سوف تكون تحت طوعها و بالطبع هناك نساء لا يستطعن طلب الطلاق لزواج زوجها عليها لأنهن لا يستطعن أن يتكفلن بمصاريف معيشتهن أو أنهن لا يردن الرجوع لبيت أهلهن فيضرب عليهن قيود لا حصر لها لأن المطلقة يطمع بها كثيرين أصحاب النفوس المريضة
فأن كان هذا نمط تفكير المرأة موجود و رضوخها لشريعة ظالمة فأي نتيجة ننتظرها من محاولات أعطاء المرأة حقوقها و الدفاع عنها أن كنت سمعت أحد السيدات تدافع عن تعدد الزوجات و تقول أنه شريعة الله ولا لوم على الرجل في ذلك و ذلك أفضل من الزنى ؟ أن كان الزواج الثاني مشرع و محبب و مكرم فلما رفض رسول الإسلام أن يتزوج على بن أبي طالب على أبنته ؟ و هل يعقل أن يخالف الرسول الشريعة التي أتي بها و أقرها و يرفض أن يتزوج علي بن أبي طالب على أبنته فاطمة ؟ لأنه يعلم أن الزواج على الزوجة يجرح كرامتها و إهانة لها و إيذاء لها فكيف يرتضيه لأبنته
وهل ما لا نرتضيه لبناتنا نرتضيه لبنات الآخرين ؟ و هل ما نجد فيه ظلم و جور لنا نجد فيه الرحمة و العدل لغيرنا ؟