أعلموا ان قيادة المرأة للسيارة تعادل تحرير العبيد في امريكا



ابراهيم سليمان
2006 / 12 / 23

التلازم بين المرأة والعبد تلازم قديم .. ومسيرة تحرير المرأة عالميا تشبه كثيرا مسيرة تحريم الرق عالميا .. بل أن حركة تحرير المرأة عالميا تأثرت بدرجة كبيره جدا بالاتفاقية الدولية لتحرير الرق خاصة تلك المشهورة باسم اتفاقية برلين عام 1860 تقريبا ( والتي كانت احد أسباب الحرب الأهلية الأمريكية عندما امتنعت بعض الولايات على الانضمام لها ) .. كيف تأثرت المرأة بمسألة الرق .. ؟ عندما وجدت أن لا فارق كبير بين ما يعانيه الرقيق وما تعانيه المرأة.. اكتشفت المرأة ذاتها في العبيد المحرومين من الحرية.. وان ألامهما متشابهة إلى درجة كبيرة من الاعتقال المنزلي والخدمة الإجبارية المجانية والنظر لها باعتبارها كائن ناقص الأهلية.. فبدأت تطالب بحقوقها المسلوبة والمعطلة .

لدينا كثير من الناس يستهينون بقضية المطالبة بقيادة المرأة للسيارة باعتباره صار موضوعا مستهلكا واشبع كلاما وطرحا .. ولكن ألا يعلم هؤلاء انه على الرغم الكلام الكثير لكن الموضوع على الأرض لم يتقدم خطوة واحدة وان لا فرق بين يوم دخلت السيارة بلادنا وبين اليوم أي أن لا شيء تغير في هذا الموضوع بين زمن جدتي وزمننا اليوم رغم الفارق الكبير بين الأمس واليوم في حياتنا المادية والعقلية الكثير من المستهينين والمهونين من قضية قيادة المرأة للسيارة ومعظمهم نساء مع الأسف يبررون هذا التهوين بأن مسألة قيادة السيارة ليست من الأولويات ..!!
وما هي الأولويات إذا ..؟؟ هل هي الحقوق السياسية أم التحرر من الحجاب ..؟ أم الحق في الاختلاط ؟ وهي جميعها حقوق لم ينالها السيد بذاته ( أي الرجل ) حتى تفكر أن تنالها المرأة ! إن هذا الوهم حول الأولويات هو لطمر ونسيان وتأجيل الموضوع أجيال قادمة أخرى ..!!
بدون قيادة السيارة لا تستطيع المرأة ان تتحرر من الحاجة .. كيف تذهب للعمل ..للكلية ..للمدرسة ..للسوق ..للمستشفى.. لزيارة أهلها .. للمحكمة .. لمراجعة دوائر الحكومة.. كيف تتنقل في مدن كبيرة ومتمددة مثل الوحش الكاسر.. كيف تستقل بإرادتها في لحظة الذهاب وساعة التوجه إلى غايتها .. وسيضمن هذا الحق في قيادة السيارة إجبار المجتمع الخرب النية والطوية والسيئ الظن على احترام المرأة مرغما عندما يراها مستقلة عن الحاجة .. عندما يرى أن ابنته وأخته وزوجته تقود سيارة سيكف عن النظر للنساء المستقلات أنهن في الأفضل شبه عاهرات أو يبتلي عليهن باستعراض فحولته المهزومة في الميادين الحقيقية كالحرب والسياسة والحقوق ..
لا تستهينوا ..
لا تهونوا ..
لا تملوا ..
لا تقولوا هذا موضوع قديم..
فلم يتغير شيء .. منذ تركنا الناقة والبعير ..