شريدة بلا مأوى



شيرين هيزار
2007 / 2 / 8

خلقت في هذه الدنيا، محكومة بالإعدام، ذنبي هو لأنني أنثى... العار يلاحقني في صغري وفي كبري يقومون بترويضي وفق ذهنياتهم القديمة الفحولية، يحرمون علي في أختيار حياتي كما ارغب، حرام في أن أكون مُلك نفسي، في تنشأة ذاتي الحرة الطليقة... الأب بذهنيته والأخ بذهنيته والزوج والأم الكل بذهنياتهم الطبقية وجميعها من صنع النظام الذكوري... والتمرد ضد هذه القيود يعتبر شخصية منبوذة ضمن المجتمع ويتم تجريده ماديا ومعنويا...!
وها أنا اليوم وحيدة اتراقص ألما في مصقلة الرأس، مذبوحة الرأس أنزف دماً ودمعاً دون أن الفت انتباه ذلك العالم الذي نسيى نفسه إنسان في ما أشعر به من ألمي، وهذا الألم الذي يعود أسبابها على ذهنياتهم القديمة التي ترجع إلى عصور الجاهلية.
برعمة أنا يحكمون علي بالقوانين البالية ... ممنوع البصر والسمع والنطق... الويل لي إذا ما خرقت تلك القوانين.. وأحلامي الموؤدة التي طالما حلمت في الحصول عليها جميعها دفنت مع روحي الطيبة الموؤدة.. وسبب كل هذه هو لأنني أنثى..
أسيادي الكرام هم الأب، الأخ، الزوج، والنظام، وحرام علي بإن أصبح سيدت نفسي واتحكم بنفسي كإنسانا لي العقل والروح، لماذا تلحون عليّ في أن أصبح مثلكم، ماذا فعلتم لكم تلك الذهنية حتى تفرضونها علي اليوم.
يخلقونني رجلا في جسد امرأة.. أهذه هي قوانين وديالكتيك الطبيعة والحياة، كيف لي أن أتحول من نفسي كاأنثى إلى رجل؟! طبيعة مصطنعة وغير قابلة للاستقرار المجتمعات والحياة..إنما يزعزع كيان المجتمع والإنسان ويهدر الكثير من طاقات وامكانيات الإنسانية هباءً، مما يخلق مجتمعا معاقا لا روح فيها، يسلبون من المرأة روحها وفكرها، ويصنعون منها امرأة هزيلة لا حول ولا قوة لها، أو امرأة بذهنية الرجل أو بالأحرة رجل، كيف لي الخضوع والخنوع لمثل هذا النظام وهذا الواقع ...فانا ارضى بالموت أفضل من العيش في العبودية والتدجين.
تمردت على كل الذهنيات الفاسدة الغير الطبيعة لكن في النهاية اصبحت شريدة بلا مأوى، أتهموني بالباطل ولا اخلاقية، ذنبي هو لأنني رغبت في أن اعيش كما اريد انا" حرة طليقة في رغباتي وطموحاتي كأنثى وبذهنيتها المسالمة والعادلة المستقرة المجتمعة".
أتهمونني بالجنون والكفرثم قاموا برجمي، لأنني لم اكن فتاة عاقلة وناضجة يعني لم اخضع ولم استعبد الرجل ونظامه المتجزء المتفرق المتحرب، لأنه يروض الانسان حتى يجعله حيوانا اليفا له يخضع لرغباته وانانيته فقط.
اصبحت في سن الرشد متشردة مجردة من المجتمع والنظام الذكوري ... ابحث عن الحقيقة والإنسانية الضائعة حتى وصلت إلى جزيرة بعيدة عن المجتمع، فوجدت فيها المرأة مستقلة حرة وتحكم، فبعد أن خضعت نفسي لها ما وجدتها الا انثى تحكم بذهنية الرجل لأنها من صنع الرجل، لذا قد تركتها أن تعيش كما تحلوا لها، لأنها خلقت من كنف الرجل فهو واثق من أنها لن تخرج من سيطرته...