النساء في أفغانستان - لا توجد مساواة



فضيلة يوسف
2007 / 2 / 13

Ann Jonhes – http://www.tomdispotch
مترجم
ولدت في أفغانستان وكبرت في الولايات المتحدة مثل الكثير من الأفغانيات في المهجر سعت مانزيها نادري لمساعدة وطنها الأم ولسنوات عملت في منظمة "نساء من أجل نساء أفغانستان" لدعم النساء الأفغانيات .
في الربيع الماضي عادت إلى كابول لبناء مركز إرشاد لإنقاذ النساء من العنف المنزلي وهذا عمل صعب في مجتمع عانى ثلاثة عقود من الحروب ويستجيب الأفراد فيه بعنف على أي تحد.
وإليكم فقرة رئيسة من التقرير الذي بعثته لي :
" أعدّت المنظمات الأهلية الأجنبية والمحليّة عدّة تقارير عن وضع المرأة الأفغانية تدّعي فيه وجود اهتمام جزئي بحقوق المرأة الأفغانية غير أن معظم التقارير تتحدّث عن وضع سيء للمرأة في أفغانستان ( العنف المنظم ضد المرأة وحقوقها ،فشل الأحزاب في ضمان حماية قانونية للمرأة وحقوقها في التعليم والعمل والحماية الإجتماعية للنساء حيث تعتبر المرأة جزءاً من ممتلكات الرجل" .
وهذا بعض ما شاهدته بنفسي خلال عدة مرات كنت فيها في افغانستان خلال الأعوام الخمسة الماضية .
في العام الماضي كنت أسير مع زميلة أفغانية لحضور ندوة حول حقوق النساء ورأيت بائع بوظة في الطريق في يوم حار .ذهبت واشتريت لي ولها لكنها قالت لي آسفة لن أتمكن من تناوله ، لقد كانت ترتدي الشادور .
كان هذا خطأً فادحاً مني فقد كنت هناك لفترة طويلة وكنت أرى النساء مغطيات من الرأس وحتى أخمص القدمين في الشركة وعرفت سيدات تسبب لباسهن للشادور في إصابتهن بحوادث متعددة كحوادث السير وغيرها .
لكن لأول مرة هذه المرأة لم تتمكن من أكل البوظة بسبب الشادور لقد ضحكنا لكنه كان شيئاً محزناً .
عندما اجتاحت الولايات المتحدة أفغانستان عام 2001 وعد جورج بوش بتحرير المرأة الأفغانية من طالبان ومن الشادور وعندما زارت زوجته لورا أفغانستان عام 2005 قالت إنها لم تر سيدة واحدة ترتدي الشادور فقد كانت السيدة بوش قد زارت إحدى القواعد الأمريكية في أفغانستان ولساعات ، لكنها لم تسير في شوارع المدن الأفغانية .
وقد عادت الكثير من النساء إلى العمل في التعليم والمستشفيات والوزارات الحكومية بعد سقوط طالبان وحصلت النساء على 27% من مقاعد البرلمان في 2005 وهذه النسبة أعلى منها في بعض الدول الاوروبية " شكراً لنظام الكوتا ". غير أن هذه النتائج مضللة .
الحقيقة ان تحرير المرأة في أفغانستان نظرياً فالقانون المقر عام 2004 يعلن أن المواطنون في أفغانستان لهم نفس الحقوق والواجبات أمام القانون لكن السؤال أي قانون ؟ وقد وافقت الحكومة الأفغانية الجديدة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وضمنها التخلص من جميع أشكال التمييز ضد النساء .
لكن الفقر والجهل والحرب المستمرة جعلت الواقع شيئاً مختلفاً تماماً وجعلت من امرأة متعلمة وقائدة وفي طريقها إلى اجتماع في مقر وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل حول حقوق المرأة تلبس الشادور .
ولبس الشادور هو اقل مشكلة تواجه المرأة الأفغانية فما زالت أفغانستان أفقر دولة في العالم لا يوجد أفقر منها الا بوركينا فاسو أو النيجر أحياناً ،وما زال ملايين الأفغانيين وفي العاصمة كابول أيضاً بدون ماء نقي وكهرباء وبدون غذاء جيد ويفتقدون الرعاية الصحية الجيدة هذا إذا توفرت الرعاية الصحية أصلاً .
وتنتشر في أفغانستان الأمراض المصنفة عالمياً كأمراض منقرضة كالسل الرئوي والبوليو خاصة بين النساء والأطفال ويموت طفل من كل أربعة أطفال قبل سن الخامسة وتنتشر الأمراض المعدية كالكوليرا وتسجل في أفغانستان أعلى نسبة عالمياً لموت النساء أثناء المخاض ويتراوح معدل الأعمار حول 42 سنة !
وهناك إحصائيات أخرى : 85% من النساء الأفغانيات أميّات و 95% منهن يتعرّضن للعنف المنزلي ولا تتاح للنساء المشاركة في الحياة العامة مثل الرجال .
تعتبر النساء في أفغانستان من ممتلكات الرجال التي يمكن بيعها والمتاجرة بها كأي سلعة أخرى ورغم أن القانون الأفغاني ينص على أن سن الزواج للفتيات 16 سنة الا أنه يتم تزويج الفتيات بسن 8 أو 9 سنين وتموت بعضهن نتيجة ذلك .
ويتنازل الرجال عن النساء الأخوات والزوجات والبنات لآخرين مقابل الديون وغالباً للوردات المخدرات في منطقة قبائل الباشتون وإذا حاولت النساء الهرب من ذلك يلقى القبض عليهن وتؤخذن للسجن لأن عودتهن للمنزل تعني قتلهن بجريمة الشرف .
وفي كابول تتحرك النساء بحرية أكبر حيث يتم اختطاف الكثيرات وبيعهم ونادراً ما يعاقب الخاطفون بينما يتم معاقبة الفتاة "إحدى أمهات الفتيات المختطفات أخبرتني وهي تبكي أنها تتمنى أن لا تعود ابنتها للمنزل لأن زوجي سيقتلها "
وتشاهد النساء في التلفزيون الأفغاني يعملن إلى جانب الرجال لكن من سينسى ( شايما ) مقدمة البرامج التلفزيونية الحيوية لقد قتلها أباها وأخاها لأنهم اعتبروا أن عملها جلب العار لهم .إن مفتاح تحسين وضع المرأة في أفغانستان هو التعليم حيث غادر معظم المتعلمون البلاد نتيجة الحروب السابقة ويسعى المجتمع الدولي لبناء المدارس وتدريب المعلمين وتنظيم صفوف محو الأمية .
لكن نصف عدد الأطفال الذكور يلتحقون بالمدارس في سن السادسة بينما تلتحق ثلث الفتيات في سن السادسة فقط في المدارس.
ونسبة الالتحاق في المدارس في المدن أعلى منها في القرى وفي كابول نسبة الالتحاق 85% بينما تنخفض في الجنوب إلى20% للذكور وتقريباً صفر للنساء .وفي كابول وحدها لا يلتحق بالمدارس 60 ألف طفل يبقون في الشوارع يعملون كبائعين أو حمّالين أو لصوص .لقد حاول الحكام الأفغان لمدة قرن من الملوك إلى الشيوعيين إنصاف النساء وتحسين التعليم وفي السبعينات كانت النساء تذهب للمدارس والمستشفيات ويعملن كطبيبات وممرضات ومهندسات وقاضيات لكن دعوة الشيوعيين لنشر التعليم عبر البلاد قوبلت بالرفض من الجماعات المحافظة .
لقد ترك المحرر بوش أفغانستان واتجه إلى حقول النفط في العراق ولم يستتب الأمن في أفغانستان لمدة خمس سنوات وتقع النساء والأطفال في مصيدة الاشتباكات بين قوات الناتو وطالبان والقوات الأمريكية والآن لا وقت للحرب في أفغانستان في الشتاء لكن في الربيع تعد طالبان بحروب أخرى ضد الغزاة وقد حذّر قائد بريطاني : هناك احتمال كبير أن نفشل هنا ، وأسرّ لصحفي بريطاني " لا يمكن الالتفات الآن لحقوق المرأة ،هناك أشياء أكثر أهمية " وفي الربيع قد تخسر النساء الأفغانيات كل شيء