النساء في الهند :أمّهات للبيع- امّهات للحظات



فضيلة يوسف
2007 / 2 / 20

بينما لا تتحدّث الحكومة الهندية وإعلامها عن برنامجها التسلّحي تتفاخر ببرنامجها للسياحة الطبّية وبينما لا تشهّر واشنطن بالبرنامج النووي لحلفائها الاستراتيجيين في الهند تتحدّث عن ميزات برنامجهم للمصادر الخارجية للدخل .
ويمكن الربط بين مفهومي المصادر الخارجية للدخل والسياحة الطبية حيث يمثّلان صناعة جديدة غير رسمية تنمو في الهند ويبلغ ريعها 449 مليون دولار سنوياً في دولة تندمج في الاقتصاد العالمي بقوّة كما يقول الخبراء.
إنها تجارة الأمّهات بالإنابة حيث يسافر كثير من الأزواج بأعداد غير مؤكدة كل عام للحصول على أطفال دون آلام إلى بلد يبلغ عدد سكانه بليون نسمة ،مما جعل الهند على قمة دول السياحة الطبية بتكاليف بخسة وأطباء ذو مواصفات عالية وبيئة قانونية مريحة.
وللذين لا يعرفون ذلك فإن العملية تتم كالآتي : تخصب بويضة سيدة لا تستطيع لظروف صحية حمل جنين أو لا ترغب في ذلك لتأثيراته على مظهرها في أنبوب اختبار خارج الجسم ثم ينقل الجنين إلى رحم أمّ بالإنابة وبعد الولادة يسّلم الطفل لوالديه الجينيين .
ويكلّف ذلك في الغرب الكثير من الأموال ولا يعرفه الناس العاديين أما في الهند فإنه يكلّف 1500 دولار في ولاية متواضعة مثل هاريانا إلى 2800 دولار في ولاية ميسورة مثل غوجارات .وأصبحت اناند في غوجارات مميزة كمركز لتجارة الأمهات بالإنابة إلى جانب تربية المواشي.
وتتطلب العملية في الغرب إرشاداً طويل المدى لتلك النسوة حيث لا يقدّم المقاولون إجابات شافية لهذه الظاهرة ، وتتم هذه العملية عن طريق عقود في غالبيتها لا يسمح للأم التي تحمل الجنين بتقوية العلاقة مع الطفل بعد الولادة حيث يسلّم الطفل لوالديه الجينيين .وليس للأم التي حملته ،إن الرابطة الطبيعية التي تنمو بين الحامل وجنينها جعلت من هذه العقود وثائق وحشيّة .
أمّا في الهند فإن القضايا النفسية لا تؤخذ بعين الاعتبار حيث يقدّم المال بدل الأمومة.
ولا تئن الأمهات بالإنابة من الخدمات المقدمة للأجانب وللأثرياء من الهنود من مناطق أخرى بل إنهّن يتعرّضن للموت لتوفير أطفال للآخرين .
وتوضّح الإحصائيات الآتية المعاناة في الهند : تموت 20% من النساء أثناء الولادة في الهند وبكلمات أخرى تموت امرأة واحدة كل سبع دقائق نتيجة لتعقيدات تتبع عملية الولادة .أي أن 301 من كل 100 ألف سيدة تموت أثناء الولادة أو خلال 42 يوم بعد ذلك .
وقد حذّر تقرير أن هذه التقديرات قد تكون غير دقيقة حيث لا توثّق 30% من حالات موت النساء أثناء الولادة وبالتالي فقد يرتفع هذا العدد إلى 450 سيدة.
أن هذه هي أمّ المفارقات بين الخدمات السياحية الطبية وخدمات وزارة الصحة المزرية التي تتجاهل ملايين البشر وليس اقل منها وضوحاً المفارقات بين العيادات الصحية الفاخرة التي تفاخر تاج محل وتنافسه والمستشفيات الشعبية المتهدمة أو المراكز الصحية الأولية التي تغطي فقط 21% من القرى في هذه البلاد الشاسعة.
وقريباً من ذلك الخدمات والتسهيلات المقدمة للسياحة الطبية والصرف المتدني على الصحة الشعبية وفيما تقدم الميزانية للشعب قريباً فإن أحداً لا يتوقع أن تختفي هذه المفارقات .
ولا يساور الشك أحداً أن جزءاً كبيراً من الميزانية سيخصص للأمن الوطني ومن ضمنه تطوير الأسلحة التقليدية والأسلحة النووية التي تعتبر أعظم وأهمّ من قضايا الأمّهات والأمّهات بالإنابة.

J.Sri Raman –truthout
مترجم