نضال الحركة النسوية مرتبط اليوم بنضال الطبقة العاملة من اجل الاشتراكية



الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2007 / 2 / 22

في 8 آذار تحتفل البشرية المتمدنة والطبقة العاملة وكل النساء بيوم المرأة العالمي. يوم 8 آذار هو يوم التذكير بنضال الحركة النسوية من اجل المساواة والحرية وفي نفس الوقت اشهار لحقيقة ان مليارات من النساء والفتيات مازلن يعشن في أسوأ الظروف التي خلقتها وتستمر بادامتها الطبقة البرجوازية كشرط لإبقاء نظام العبودية المعاصرة - الرأسمالية. ان إحياء يوم المرأة العالمي في 8 آذار هو إعلان البشرية المتمدنة على ضرورة تصعيد النضال من اجل إنهاء انتهاك إنسانية المرأة وعبودية الانسان.

في كل انحاء العالم تعاني المليارات من النساء والفتيات من ظروف التمييز وسلب الحقوق. ففي محل العمل تعاني النساء العاملات من حصولهن على اجر اقل من الرجل ازاء نفس العمل. وبنفس الوقت يتعرضن للاستغلال داخل المنازل من خلال العمل غير مدفوع الأجر والتسلط والعنجهية الرجولية. ان واقع شقاء المرأة هذا هو جزء لا يتجزأ من الظروف التي تهيؤها الطبقة البرجوازية لادامة النظام الرأسمالي وتشديد قبضتها على حياة وسعادة البشر. وهو في نفس الوقت يمهد لإعادة إنتاج نفس تلك الظروف وبشكل أكثر قسوة ولاجيال اخرى من الفتيات. وعلى صعيد عموم المجتمع تعاني النساء من انتهاك سافر لحقوقهن الفردية والمدنية والاجتماعية. ان حقوق اساسية مثل اختيار الشريك او اقامة علاقة عاطفية او حق الطلاق ورعاية الاطفال او حرية الملبس و السفر والتنقل والميراث و الشهادة في المحاكم وغيرها قد تم انتهاكها بفضاضة من قبل البرجوازية. ومازالت احقر انواع انتهاكات حقوق المرأة الانسانية تمارس اليوم وعلى مرأى ومسمع كل العالم من خلال تجارة "الرقيق الابيض" وعمليات بيع وشراء النساء المعدمات عبر الحدود الدولية بهدف تشغيلهن باجور بخسة او من اجل استغلالهن في البغاء وتجارة الجنس.

وفي الدول المبتلاة بالاسلام السياسي فان اوضاع المرأة هي في اشد درجاتها تدهورا وانحطاطا. فبالاضافة الى كل ما تعانيه من ظروف الاستبداد والحرمان والتمييز على اساس اختلافها كجنس فانها تكون خاضعة لقوانين "إلهية" مغرقة في الرجعية والهمجية تقر بدونيتها وترسخها في وثائق غير قابلة للمناقشة. ان المرأة تعجز حتى عن ابداء اي احتجاج او اعتراض على الانتهاكات الاسلامية لانسانيتها. ان خضوع الملايين من النساء لبطش وتنكيل ملالي وشيوخ ورجال الدين وعصابات الاسلام السياسي ورؤساء العشائر في المجتمعات الخاضعة للاسلام قد حول حياة الملايين منهن الى جحيم لا يطاق.

وفي العراق الذي اصبح بؤرة وساحة قتل مفتوحة لقطبي الارهاب العالميين: ارهاب دولة امريكا وبريطانيا وحلفاءهما من جهة وقطب الاسلام السياسي الارهابي من جهة اخرى فان المرأة تعاني من كل ظروف الانتهاك اضافة الى القتل والارهاب الامريكي والاسلامي. ان الحرب المستمرة بين هذين القطبين قد ادت الى انعدام كامل للامان وسيادة ميليشيات الاسلام السياسي والحرب الطائفية واعادة تعريف البشر على اساس كونهم مجاميع دينية وطائفية وغياب المواطنة وتراجع حقوق المرأة كليا نتيجة انهيار المجتمع المدني.

ان قدرة الحركة النسوية التحررية والمساواتية مرتبطة تاريخيا بنضال الطبقة العاملة والاشتراكيين من اجل القضاء على النظام الرأسمالي ومن اجل المساواة. ان تنامي اي قدرة للحركة النسوية في المجتمع في الوقت الراهن مقترن بتنامي نفوذ الطبقة العاملة والاشتراكية. وفي العراق فان اهداف الحركة النسوية التحررية والمساواتية ومن اجل مجتمع متمدن وعلماني اكثر انسانية مرهونة بقدرة حزبنا ومعه كل العمال والاشتراكيين والعلمانيين على النضال من اجل تعبئة قوى الجماهير لاقصاء طرفي الارهاب العالميين وارساء اسس مجتمع مدني طبيعي. يؤكد حزبنا على عدم خضوع الحركة النسوية والمساواتية لافاق البرجوازية وحركتها الاصلاحية وعدم الانسياق وراء طروحات بعض اجزاءها المدعية شكلاً بالراديكالية او الشيوعية وهي في الواقع تعمد الى استغلال نضال المرأة من اجل المساواة لتمرير مشاريع تلك القوى التحالفية مع قوى الاسلام السياسي والقوميين وايجاد موطئ قدم لها في النظام العالمي الجديد. ان تلك المشاريع ستودي بالحركة النسوية الى الهلاك وتجرها الى مسارات بعيدة عن نضال العمال والاشتراكيين وتضعها امام انسداد كلي في الآفاق. ان حزبنا يعيد التأكيد بان الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة القادرة على تحقيق حرية المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل لانها الطبقة الوحيدة القادرة على النضال من اجل الاشتراكية وصاحبة المصلحة في تحقيقها.

ندعو الحركة التحررية للمرأة في العراق والعالم العربي الى توحيد صفوفها وتشديد نضالها ضد قوى الاسلام السياسي وعصاباته التي تسيطر على المجتمعات لتدمير منجزات المرأة و نضالاتها على مدى السنين الماضية. يجب عدم السكوت والخضوع والانصياع لقوى الاسلام السياسي التي تحقر وتهين انسانية المرأة ونقدها بحدة وتعبئة قوى النساء والرجال في العالم ضدها وعلى أوسع نطاق. يعلن حزبنا انه يدعم كل الحركات التحررية للمرأة ويدعوها الى ربط آفاقها بحركتنا الاشتراكية و بآمال الطبقة العاملة من اجل تحقيق عالم أفضل.

عاش الثامن من اذار يوم المرأة العالمي
عاش النضال الاشتراكي النسوي من اجل الحرية والمساواة

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي
20-2-2007