تحية إلى المرأة العراقية المناضلة في يومها العالمي



سلام الامير
2007 / 3 / 8

تحية تقدير واعتزاز إلى المرأة في كل ارجاء العالم عموما والمراة العراقية المناضلة خصوصا بمناسبة يوم المرأة العالمي المئوي .
تمكنت المرأة في اغلب انحاء العالم من النجاحات الباهرة لاستعادة بعض حقوقها المغتصبة من جانب الرجل منذ قرون طويلة ورغم أنها لم تحصل على كامل حقوقها إلى ألان حتى في مجتمعات الدول المتقدمة إلا أنها ما زالت تناضل من اجل استعادة كامل الحقوق المشروعة ومساواتها مع الرجل ويبدو أن الواقع مختلف في العالمين العربي والاسلامي فالتخلف والظلم والاضطهاد الذي تتعرض له المرأة يفوق حد المعقول والتصور ولم تحصل إلا على القليل من حقوقها فهي في حالة حجاب اجتماعي الذي يحاول عزل المرأة عن الأنخراط في الحياة العامة ويجعلها في حالة نفسية من الأغتراب يسبب لها نقص عام في الخبرات والمعارف والثقافة العامة
ورغم الهجمة الشرسة والمقاومة التي يبديها كثرة من الرجال وممانعتهم من اعطاء حقوق المرأة ومساوتها بالرجل ومشاركتها معه في ادراة امور الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا أنها استطاعت ايضا إن تحصل على بعض حقوقها فالمراة العراقية حصلت على مكاسب ليست بالقليلة رغم كل المعوقات والعراقيل التي وضعت امامها ورغم إن اغلب هذه المكاسب ما تزال في حيز النظرية ولم تظهر فعليتها في حيز العمل إلا أنها تعتبر خطوات مهمة على الاستعادة الكاملة للحقوق فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد إن المرأة العراقية أكثر تمثيلا وحضورا سياسيا في البرلمان من نظيراتها في العالمين الإقليمي والاسلامي ولكن هذا التمثيل والتواجد ما يزال يغلب عليه الطابع الصوري ومن المؤكد الذي لا نشك به إنه سيصبح تمثيلا وتواجدا حقيقا بعد فترة وجيزة فهو خطوة اولى على الطريق الصحيح فالمسالة ليست سهلة بل في غاية التعقيد بل أنها معركة سياسية واجماعية وثقافية وباعتبار أن مضمون الصراع سياسي اجتماعي ثقافي فقد حاول بعض الرجال طرح المسالة دينيا لتغييب المشكلة الحقيقية وتحول دون دور المرأة ومكانتها ومساواتها بالرجل لكن الحقيقة تبقى ناصعة وواضحة للعيان كالشمس ومن لا يرى الشمس إلا احول العينين
فالدين الإسلامي وكل الأديان لا تقف حائلا بوجه المرأة ولا تمنع من تقدمها ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات بل إن الحائل هو جمهرة بعض من يسمى بالاسلام السياسي واتباعهم من رجال الدين وليس العلماء الكبار هذه الجمهرة التي تصنف المرأة وتحدد حركتها فهي بحسب اصطلاحهم عبارة عن أداة للاستئناس أو الجنس والإنجاب والطبخ وغسل الملابس وخدمة البيت وقد استغلوا بعض الفوارق البايولوجية بين الرجل والمراة لحملاتهم الدعائية المنابرية ونحن لا نشكك بهذه الفوارق لكنها لا تمنع ولا تقلل من أهمية وانسانية المرأة وقدرتها في إدارة المجتمع وكفائتها على انجاز ما انيط بها من مهمات وهم بذلك لا يسيئون إلى المرأة فحسب وانما يسيئون إلى الدين والمجتمع
وقد لاحظت من خلال مطالعة بعض كتابات الاخوات والاخوة الذين كتبوا عن المرأة وحقوقها إن الأغلبية من هذه الكتابات تركز على مسالة الحجاب للمراة وانه يشكل عائقا إمام تقدمها وانها لان تتحرر وتحصل على كامل حقوقها إلا بعد التخلص منه وفي رايي إن مسالة الحجاب ليست بهذا الحجم من الخطورة وان ما يواجه المرأة ألان من محاولة اقصاء وتهميش اعظم من مسالة الحجاب وانه يمكن معالجته والحد منه بطرق ثقافية اقناعية للرجل قبل المرأة وعدم تحميل الدين المسؤولية كاملة لأن مسالة الحجاب تغلب عليه التقاليد الاجماعية أكثر منها من الموروث الديني ولا يعتبر رايي هذا خروجا عن المالوف فلقائل إن يعترض ويقول إن الدين هو الذي يفرض الحجاب على المرأة وليس المجتمع أو الاعراف والتقاليد الاجتماعية وجوابه نعم إن الدين هو الذي يفرض الحجاب على المرأة ولكن ما المقصود بالحجاب وهل وضع الدين كيفية له أم إن الأمر متروك للتقاليد والعادات في كل بلد فلو اخذنا ثلاثة امثلة على ذلك ربما نصل إلى قناعة .
اولا حجاب المرأة في العراق ما هو وكيف هو . ففي العراق لا تعتبر المرأة محجبة إلا إذا ارتدت غطاء الراس { الفوطة}باصطلاح العراقيات والعبائة وغالبا ما تكون سوداء اللون وبعض النساء يزدن على ذلك ارتداء غطاء الوجه {البوشية} وقفازات لتغطية الكفين هذا هو حجاب المرأة العراقية المحجبة في الغالب
ثانيا حجاب المرأة في مصر فهو عبارة عن تغطية الراس وثوب طويل وبعضهن تضيف على ذلك {جبة} وهي مشابهه للعباءة
ثالثا حجاب المرأة في الغرب سواء كانت غربية أو شرقية فهو عبارة عن غطاء الراس فقط فحتى لو ذهبت المرأة العراقية للغرب وكانت في العراق ترتدي عباءة وبوشية فانها سوف تكتفي هناك بغطاء الراس ومع ذلك يصدق عليها أنها محجبة كما يصدق على الجميع في امثلتنا انهن محجبات .
فهل اختلف الدين في البلدان والاماكن الثلاث حسب مثالنا أم إن المختلف هو تقاليد المجتمع الجواب واضح الدين واحد بدليل لم تختلف صلاة المسلم ولا صومه هنا وهناك واحد فالنتجية إن الدين شرع الحجاب صحيح ولكن ترك التطبيق بحسب التقاليد والاعراف وعند الرجوع إلى الاصول العملية المتبعة في استباط الاحكام الدينية تجد هناك إن بعض الاحكام مبنية على قاعدتين اساسيتين هما قاعدة رفع الضرر وقاعدة رفع الحرج ونستخلص من ذلك إن مسالة فرض الحجاب مركب من التقاليد والموروث الديني وان تحديده أو رفعه منوط بالمجتمعات ولو اثبتت التجارب العلمية إن الحجاب يؤثر سلبا على المرأة ويحد من تفكيرها فان الدين قد لا يوجبه بناءا على قاعدة دفع الضرر وان هذا التشدد الذي نراه اليوم على حجاب المرأة هو نتيجة الاعراف والتقاليد الاجتماعية هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فرض الحجاب كما اشرنا من قبل الدين انما هو احد الفروض على المسلم كالصلاة والصوم ولن تجد في إي مجتمع مهما كان ان كل افراده تلتزم بالصلاة والصوم فلما هذا التشدد على الحجاب دون غيره من الفروض الدينية
فيجب علينا إن نثقف المجتمع اولا إن مسالة الحجاب هي تخص المرأة اولا وبالذات وهي لها مطلق الحرية إن رغبت بالحجاب فلا تمنع منه وان إرادت التسفر فلا تجبر على الحجاب فلم نسمع عن المسلمين القدامى في صدر الإسلام إن السلطات انذاك كانت تفرض الحجاب كرها على النساء ومن ناحية ثالثة علينا إن نحترم المرأة إن كانت محجبة باختيارها فلا نتهمها بالتخلف وان كانت غير محجبة فلا نتهمها بعدم الالتزام والعفة وكل ما علينا هو إن نوفر الأجواء الصحية المناسبة للاختيار ونترك الحق فيه للمراة فهي صاحبة القرار