المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم



صباح سعيد الزبيدي
2007 / 3 / 9

لعبت المرأة العراقية دوراً كبيراً في بناء مجتمعنا العراقي واثبتت بقوة وعزم واخلاص قدرتها على تنفيذ الواجب وتحمل المسؤولية وذلك من خلال مساهمتها في الكفاح الفكري والسياسي ، وتحملت صنوف المعاناة والارهاب والتحقير والاذلال.. ورغم ماأصابها فقد استطاعت ان تأخذ دورها الفعال ومكانتها الحقيقية في بناء المجتمع العراقي رغم صنوف الاذى والاضطهاد والتعذيب والقتل من قبل الانظمة السابقة.
ففي العهد الملكي تعرضت الى الاعتقال والاحكام الثقيلة والطرد من العراق كالراحلة عميدة المصري وثمينة يوسف ونزيهة الدليمي الخ ..
وكانت اول سجينة مثل نجيه الساعدي عام 1952 .. واول وزيرة في العراق بل في الوطن العربي مثل نزيهه الدليمي عام 1959 وقد تولت وزارة البلديات..
اما في الوسط الادبي والثقافي فظهرت نازك الملائكة وغيرها من المثقفات العراقيات..
وفي فترة حكم الطاغية صدام كان واقع المرأة العراقية اكثر مأساوية .. حيث استطاع الطاغية صدام ومن خلال جبروته و ظلمه وحكمه الاستبدادي وحروبه التي شنها على الدول المجاورة للعراق ان يذل شعبا كاملاً نساء ورجال .. فمن خلال حروبه المدمرة فقدت العراقية زوجها وابنها وشقيقها واصبحت مئات الآلاف من النساء بدون ازواج ومعيل والكثير من البنات تركن مقاعد الدراسة لاسباب مادية وبهذا حرمت العراقية من فرص التعليم ..
كذلك تم تحقير واذلال المرأة العراقية من خلال حملة الماجدات ، وحملة تشجيع الانجاب، وتجريد المرأة من الذهب (كتبرع ودعم للمجهود الحربي) ، وفرض الحجاب بالقوة، وعدم فسح المجال للمرأة للخروج وابقائها في المنزل.. وغيرها وغيرها..
ويجب ان لاننسى زيجات صدام السرية وامتلاكهن بالقوة .. واعتراف احدهن " سأظل خائفة مادام حيا" .. وقد اكدت واحدة من زيجاته السرية ( عن مزاجه المرعب) :" عندما يغضب ، كنت اشعر بساقي ترتجفان ، كان قادراً على فعل اي شئ .. اتفه الأمور كانت تشعل غضبه على كل من حوله .. كان يصرخ في وجه الجميع".
اما الطاغوت عدي صدام المستهتر بكل القيم والمبادئ الانسانية وممارساته اللااخلاقية فقد لعب دروا كبيرا في تحقير واذلال المرأة العراقية من خلال تصرفاته الوقحة والقذرة مع الفتيات العراقيات .. حيث هناك الآف الفتيات جلبهن انتباهه وقرر امتلاكهن ..وتحملن منه الاذى والاضطهاد والتعذيب والاغتصاب والقتل .
كل هذا يوضح لنا ان صدام لايعرف الشرف لاهو ولاابنائه ولارجال نظامه وان فترة حكمه كانت فترة انتهاك الاعراض وسبي النساء وفترة مظلمة ومليئة بالدماء .. وهاهي واحدة من ضحايا نظامه واثناء محاكمته توجه الكلام له قائلة : " أهكذا تعامل الماجدة العراقية؟".
ومنذ دخول قوات التحالف الى العراق واسقاط حكم الطاغية صدام يشهد البلد موجة عنف لاسابق لها ضد النساء، وتم خطف واغتصاب واحيانا بيع النساء.. وتملكت النساء حالة هلع حقيقة واصبحت كثيرات منهن يتفادين الخروج الى الشارع.
لقد وعدت امريكا وحلفائها بعهد جديد من الحريات والديمقراطية لكافة ابناء الشعب العراقي ولكن مع الاسف مازال ينظر الى المرأة نظرة فيها كثير من المعاني السلبية..
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت الشرطة العراقية بالتقصير في حماية النساء العراقيات وعدم متابعة الشكاوي المتعلقة بأختفاء العديد منهن بجدية تتناسب مع فداحة هذه الجرائم.
وقد اصبح العراق ساحة للمجرمين والمنحرفين والشاذين الذين يتحركون بكل حرية وتوجد فيه عصابات تتولى تهريب النساء الى خارج العراق واجبارهن على ممارسة الرذيلة..ولهذه الاسباب فقد انحسر دور المراة في العمل السياسي وتراجع دورها الاجتماعي جراء مخاوف النساء من التعرض الى الاعتداء في ظل غياب القانون والفراغ الامني الموجود في العراق.
لقد تحملت المرأة العراقية من قهر وظلم وجوع وتعسف وتعذيب وتشريد وآن الاوان لسن القوانين الانسانية التي تحمي المرأة وتضمن لها حقوقها و رفع الظلم عنها وافساح المجال لها لتأخذ مكانها الحقيقي ودورها الحيوي في بناء المجتمع العراقي و تشق طريقها بكل ثقة وآمان وحرية.
ونعم لتحرر المرأة وانتزاع حقوقها المسلوبة.