لن أحتفل في الثامن من اّذار .. عيد المرأة العالمي ..؟ ؟



جريس الهامس
2007 / 3 / 9

لن أحتفل في الثامن من اّذار ... عيد المرأة العالمي ..؟؟
أعذريني أيتها الأم والحبيبة والأخت والإبنة لعدم الإحتفال معك في عيدك العالمي .. لاتغضبي علي وأنا الذي كرس حياته لتحرير شعبه وفي طليعته المرأة التي بدونها لن يكون تحرير على الأرض ولن يكون تقدم للبشرية جمعاء ..
لن أحتفل في الثامن من اّذار لأن هذا اليوم ذكرى مأساة كبرى وكارثة مدمرة حلّت ببلدي حبيبتي سورية الأسيرة منذ أربع وأربعين عاماّ ..
في صباح هذا اليوم المشؤوم من عام 1963 استفاق أهل بلدي على لحن جنائزي عسكري جديد يعلن وقوع الإنقلاب العسكري رقم 6 في تاريخها .. وفي هذا اليوم وضع بسطار العسكر على رقاب الشعب ولايزال ..
في هذا الصباح الذي انتحر فيه نور الحرية ونحرت فيه حقوق الإنسان بالأمر العسكري رقم 2 الذي فرض الأحكام العرفية وقانون الطوارئ على شعبي ولايزال ساري المفعول حتى الساعة كرقم قياسي عالمي لم يتعرض له شعب اّخر في العالم سوى الشعب العراقي الشقيق ....
هذا البسطار العسكري الأمريكي الصنع الإسرائيلي الرباط من حيث النتيجة والماّل ..- مع وجود أصحاب النوايا الحسنة كما يقال بين الإنقلابيين .. الذين فرشوا طريق جهنم بالورود مع أصحاب البساطير .. ودفعوا ثمن اغترابهم عن شعبهم , ثمن نواياهم الحسنة وغرورهم الذي أنتجه الخاكي وكتل النحاس اللامعة على الأكتاف التي تصغّر العقول ,عندما يغتصب الجيش السلطة من الشعب ويضع رسالة وهدف وجوده فوق الشعب وخياراته الوطنية الديمقراطية منفصلاّ عنه تماماّ بل جلاداّ مزمناّ ولصاّ محترفاّ.. بعد أن أصبحت الدولة كلها غنيمة باردة في قبضته , عوضاّ عن أداء مهمته التي وجد من أجلها . الدفاع عن أرض الوطن وحماية خيارات الشعب الديمقراطية الوطنية..
.... الثامن من اّذار في بلدي هو الذي استعبد المرأة وأذلها واسترقها وأهان كرامتها .. وبنى السجون والمعتقلات والمواخير عوضاّ عن رياض الأطفال وملاعب الأطفال وحدائق الأطفال وكل مايسعد المرأة والأسرة ...
الثامن من اّذار.. توّج بالنظام الأسدي نظام القتلة واللصوص والوراثة . نظام وزير الدفاع العتيد الذي باع الجولان بالوثائق والأدلة للعدو الصهيوني في حزيران 1967 وشرّد نساء وأطفال الجولان من منازلهم .. وهو الذي أوصل 60 % من أبناء شعبنا دون خط الفقر حتى وصلت الأمور اليوم لتفترش نساء سورية المكافحات أرصفة المدن السورية في سبيل كسب قوتهن وقوت عيالهن ببيع السلع الأجنبية المهربة أو الملابس المستعملة وغيرها ...
كل هذا منتج المافيا الأسدية وأكثر التي استباحت كل شيْ في سورية وكل شيْ في لبنان حتى انسحابها صاغرة منه ,
الثامن من اّذار.. هو الذي أنتج المجاعة والمهانة والقمع والإرهاب والمجازر الجماعية وخنق الكلمات في الحناجر ومصادرة الفكر وإلغاء العقل وضرب وإهانة الأديبات والمناضلات في شوارع مدينة دمشق مع المدافعين عن حقوق الإنسان وتعذيب الأحرار في السجون وكل مكان ومنتجه الأسدي حامل المداليات الذهبية والمذهبية العنصرية من أولومبياد النازية لإنتاج القتلة واللصوص وتجار المخدرات والجلادين ......وهو الذي أوصل السفهاء والعملاء إلى سدّة الحكم ومصدر االقرار ...- وسأفصل المعنى القانوني للسفيه قانونياّ وليس لغوياّ في مقال لاحق –

الثامن من اّذار أنتج أمثال الوزيرة العتيدة ...وزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل ( .... حاج عارف ) لتلغي المنظمات النسائية التي تتعارض مع أحلام سيدات قصور بارونات النظام الأسدي العتيد .. لتلغى رابطة الطفولة والأمومة – التي أنشأتها المناضلات السوريات منذ خمسينات القرن الماضي . كما ألغت منظمة نسائية شابة شكلت منذ أربع سنوات فقط دفاعاّ عن حقوق المرأة دون أي مبرر سوى الخوف من الكلمة الحرة , بل من أي تجمع إنساني خارج تأطير أجهزة القمع والمخابرات , رغم بقاء إحدى مؤسسات المنظمة الأولى وريثة القيادة البكداشية السيدة وصال فرحة .. خادمة أمينة في بلاط المافيا الأسدية وفي مطبخ جبهة شهود الزور التابعة لها دون خجل .. ولله في خلقه شؤون ..؟؟؟
الثامن من اّذار ومنتجاته هو الذي وطد التمييز العنصري ضد المرأة العربية والكردية . وكرس قانون الأحوال الشخصية الرجعي وحمى القتلة فيما يسمى ( جرائم الشرف ) وأنتج مليون عاطلة عن العمل في الريف والمدينة وفق الإحصاء الرسمي , ونشرت المافيا الأسدية الدعارة والمخدرات والمتاجرة بالرقيق الأبيض.... حتى أضحت وباء رهيباّ لم تعرفه العهود الظلامية القديمة كلها , ولا عهد الإحتلال التركي البغيض ...
الثامن من اّذار ابتكر لأول مرة في التاريخ الحديث إستفتاءات وإنتخابات ال 99 / 99 المزورة لإرادة الشعب والمستهترة بعقول الناس .. وزرع الطائفية والتمييز العنصري والديني والقومي
الثامن من اّذار بنى دولة مصطنعة على أشلاء الشعب والحضارة تقدها مافيا السفهاء أضحت مضرب الأمثال في العالم المتمدن . بالفجور والإجرام وانتهاك أبسط المواثيق والمعاهدات الدولية وتنكرت لجميع الشعارات الكاذبة التي رفعتها ومارست ضدها وضد أبسط القيم الأخلاقية والإنسانية .. وعزلت بلدنا وشعبنا عن العالم لترتمي في أحضان نظام الملالي الظلامي والعنصري في إيران .....
الثامن من اذار ومنتجه الأسدي حول سورية إلى مزرعة خاصة لاّل الأسد ومخلوف وشاليش وشوكت ومن لف لفهم . وحوّل واردات النفط السوري منذ عام 1974 إلى الحساب الخاص للعائلة الأسدية , لا تدخل خزانة الدولة ونهب المال العام والخاص ... هذا غيض من فيض لاتتسع له المجلدات
... وسنحتفل بعيد المرأة في الثامن من اّذار الحقيقي والطبيعي .. عندما ندفن الثامن من اّذار الأسود الذي دمر حياتنا وسمم هواءنا وأعدم تاريخنا وسلم جولاننا للعدو واستعبد لبناننا الشقيق واغتال أحراره كما اغتال واعتقل أحرار سورية وفلسطين ...عندما ندفن نظام المافيا الأسدي ونمنع ولادة أمثاله إلى الأبد بوحدتنا الوطنية الديمقراطية ونضالنا الدؤوب الصادق النابع من المعمل والقرية والكوخ والمخيم والجامعة والأقلام الحرة وفي طليعتها المرأة المناضلة ...عندها سيكون احتفالنا حقيقياّ وشاملاّ تقوده المنظمات النسائية الوطنية والحرة في دولة القانون والمجتمع المدني ومؤسساته الديمقراطية التي اغتالوها ...
.... أعتذر مرة أخرى من بناتي وأخواتي لعدم مشاركتي عيدهن العالمي في هذه الأيام ... وسنحتفل معاّ في الواحد والعشرين من هذا الشهر بثلاثة أعياد معاّ – عيد النوروز العيد القومي لشعبنا الكردي – وعيد الربيع – أو عيد شم النسيم عند الشعب المصري الشقيق , وعيد الأم العالمي ... مع كل الحب – لاهاي – 8 اّذار