هل كانت المرأة قديما تبيض ولاتلد !!؟



فيليب عطية
2007 / 3 / 10

عندما يتعرض المرء لموضوع المرأة في مجتمعاتنا الشرقية العريقة لابد ان يجابه تلك الفكرة المضحكة التي اصبحت كالماركات المسجلة :لاتنس اننا نعيش في مجتمع شرقي يختلف في خصائصه عن المجتمع الغربي ،ولابد ان تأخذ في الاعتبار اختلاف العادات والتقاليد ،والتراث والتاريخ ،والسلاطين والشماريخ ...الي آخر هذا
التلبيخ !ولم تنطلي تلك الفكرة علي صبية الشرق الجوعي الذين يتنازلون عن ابعاد الكون الاربعة بل الاثني عشر اذا مالاح في الافق رغيف بل وانطلت علي مجموعة من ابرز مفكري الغرب ،وهاهو "جوته"العظيم يصرخ:الشرق شرق والغرب غرب في يد الرحمن يلتقيان
ولعل الامر كان في حاجة الي طاولة التشريح لتثبت تماثل الاجناس البشرية ،وفي حاجة للفحص المعملي ليثبت ان الشرقي ان كان يمتاز بشئ عن الغربي فهي كثرة الطفيليات التي يحملها وهي بدورها نتيجة لفقره وعجزه........دعونا اذن من علوم الاحياء والطب لننظر في الانسانيات ونري هل توضح لنا الفارق بين بين شهر زاد العراقية وكاترينا السكسونية ؟
عندما جابه الانسان-شأنه شأن اي نوع آخر-تحديات البقاء علي كوكب الارض ،لم تخطر علي باله بالطبع فكرة التصنيف والعزل فلم تكن ظروف الحياة تسمح بذلك
ودعونا من حكاية آدم وحواء وجنة عدن فهذه كلها من الاساطير القديمة التي اراد قائلها ان يثبت براءة الذكر التامة من عضوه الجنسي حتي لقد عاش آدم الطيب لايعرف مقدمته من مؤخرته حتي اجبرته المرأة بوحي الشيطان ان يأكل التفاحة وتنفتح عيناه ...الي آخر تلك القصة المعروفة
لكن البحث الانثروبولوجي يثبت ان آدم لم يكن علي تلك الدرجة من البلاهة فقد كانت الانثي في المجتمعات البدائية الهمجية تأتي علي حد الحراب ،وكانت المعارك في البدء حقيقية تسيل فيها الدماء ثم تطورت الي معارك وهمية مازالت موجودة حتي الآن في مجتمعات افريقيا البدائية ،اما في مجتمعاتنا فقد اخذت طابعا لايقل اضحاكا وهو المهر سواء اكان نقودا ام بعيرا ...اي ان المرأة تحولت ببساطة الي سلعة ذات عائد اقتصادي لاننا لايجب ان ننسي ان المجتمعات هي ايضا قد تطورت وظهر هناك الاقتصاد -مهما كانت بدائيته-كما ظهرت الدولة والقانون...الخ
وسواء اكانت المرأة في المجتمعات البدائية تبيض او تلد فلم يكن امامها الا الخروج الي العمل ،ولعله كان لديها برهة من الزمان لتغتسل وتتزين ،اما في مجتمعات البيع والشراء او علي نحو ادق في مجتمعات الملكية الفردية حيث تطور مفهوم الملكية الي ذلك النمط الاستحواذي المعروف الآن ،فقد كان للمرأة شأن آخر
في مجتمع العائلة كان علي الطفلة ان تتهيأ لدورها المستقبلي كعروس اما في بيت الزوج فقد كان عليها ان تؤدي دورها بكفاءة كجارية
ومن خلال هذين المنظورين يمكن ان نرسم لوحة متكاملة للمرأة منذ مولدها حتي مماتها ،ولن نجد تماثلا روتينيا في اللوحة بل سنجد تنوعا مذهلا يبعث احيانا علي التقزز واحيانا اخري علي النفور :سنجد الحجاب في المجتمعات الرعوية المتنقلة وسنجد حزام العفة في مجتمعات اخري
فما الذي يمكن ان تفعله المرأة للخلاص من كل هذه الكوابيس ؟
لن نقول ان المجتمع المتقدم يقود بالضرورة الي الانسان المتقدم ،فهذه من الثوابت التي لايمكن دحضها
ولن نقول ان الدين كان حجابا ومذبة وان اجمع كل الفقهاء علي خلاف هذا
وانما سنقول :ان علي المرأة ان تنتزع حقوقها وحريتها بنفسها
فماذا ستقول المرأة؟؟؟؟؟