العدالة للمرأة .. وللوطن الإنتصار



خولة عليان
2007 / 3 / 11

عاد الثامن من آذار وفي القلب غصّة، على ما جرى في قطاع غزة.. من صراعٍ دمويّ بين "حماس" و"فتح"، وما نتج عنه من قتل وتدمير وتخريب وتحطيم للمعنويات كاد أن يودي بنا الى التهلكة والانهيار.
عاد الثامن من اذار، وأهلنا في الشتات والتشرد خارج الديار.. عاد ونساء فلسطين يعانين من البطش والظلم والقهر الاحتلالي.. ومن التسلط والظلم الداخلي والحصار..
عاد وكل هذا وأكثر، جرى ويجري والبعض يتلهى ليحصل على نصيبه من المحاصصة والإستيزار ليزيد من حالة التخبط عن سابق معرفة وإصرار.. وكأنه لا يوجد احتلال، ولا قهر لجنين، نابلس، بيت لحم، رام الله، خانيونس، وكأنه لا يوجد هناك جوع، وفقر، وبطالة .. وجدار..
عاد الثامن من آذار، وبعض الأصوات النشاز مصرّة على أن هذا اليوم ما هو الا بدعة لا شأن لنا بها في الماضي والحاضر او فيما كتب علينا من اقدار.
فهم يريدون شطب وإلغاء وقفة وذكرى نضالية ضد الظلم والقهر والإهمال والاستصغار، إنها ذكرى عاملات حرقن بحثاً عن لقمة العيش في غابر الأيام، تماماً كما هو الحال مع عاملاتنا اللواتي حرقن ايضاً في مشغل قبل سنوات.. فالإنسانية يا هؤلاء لا تتجزأ .. فلا فرق بين من احترقت كادحة في نيويورك او الخليل او غيرها .. فاللهب ذاته والنار هي النار .. والمسؤول الأول هنا او هناك الجشع والطمع الطبقي بكل اصرار.
الثامن من آذار يعني لنا الكثير .. فهو يعني اولاً إعلاء لصوت المرأة الفلسطينية والعربية والمرأة في كل ارجاء العالم للمطالبة بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويعني لنا ثانياً جميعاً الرفض المستمر لكل اشكال الظلم والقهر والتمييز والحصار.. فنحن من اقتحمن ميادين العمل في الحقل، في المصنع، في التعليم .. وفي النضال .. نحن من يصنع التاريخ فلم نرضى يوماً ولن نقبل ايضاً بالظلم والقهر والاستصغار .. فنحن من حمينا الوحدة الوطنية عملاً وليس بالشعار .. ونحن من رفض أن يقال عن نضالاتنا ومناسباتنا (بدعة) فهذا هو حقاً الاهدار لطاقاتنا وامكاناتنا وحقنا في المشاركة وصنع القرار.
في الثامن من آذار نجدد دوماً النضال للحصول على كامل حقوقنا في العمل والعيش بكرامة والحق في الحصول على التعليم والرعاية الصحية المجانية دون نقصٍ او التفاف على ما نستحقه.
اننا نجدد العهد في الثامن من آذار ونؤكد على أن من حق المرأة الوصول الى اعلى المراتب والهيئات القيادية والحزبية والمؤسسات الوطنية كما القضائية وذلك عبر سن التشريعات والقوانين العصرية..
في هذا اليوم نجدد التحية للمرأة العاملة في الحقل، في المصنع، في المشفى، وعلى مقاعد الدراسة في المعاهد والجامعات، وفي كل مكان تتواجد فيه كادحة مناضلة، نجدد التحية للمرأة المناضلة والأسيرة في سجون الاحتلال، كما نجدد التحية لمن فرض عليهن أسر التخلف والجهل.. ولأم الشهيد، ولزوجات المطاردين اللواتي حملن على كاهلهن أعباء مضاعفة.. كما ونطير لروح كل شهيدة من شهيدات الوطن اللواتي سقطن دفاعاً عن ترابه او بحثاً عن لقمة العيش كل التقدير والاحترام والتحية..
فيا من قلتم عن نضالاتنا بدعة ويا من اقتحمتم حياتنا خلسة.. سنرفع رايات الثامن من آذار اليوم وغد وبعد غد بكل كبرياء وعزة..
ويا اصحاب القرار اعلموا جيداً أننا سنناضل من اجل تشريعات تحمي حقوقنا وتخرجنا من الهوان والذلة.
عاش الثامن من آذار
وعاشت الطبقة العاملة حرةً محققة لأمانيها في الحرية والعدالة الاجتماعية
عاشت المرأة المكافحة رمزاً من رموز عزة الوطن

* الكاتبة ناشطة نسائية من كوادر حزب الشعب الفلسطيني- رام الله.