1286مسامير جاسم المطير



جاسم المطير
2007 / 3 / 12

صارت حقوق المرأة العراقية كلمات متقاطعة ..!!
لم تخلق حواء عبثا .. فهي ارض يتوسدها الجميع
محور حياتنا حب المرأة
وجيب قلوبنا من نظرة المرأة
رفاه أبداننا منها
نولد ونبعث منها
منها نشوتنا
من اجلها نعيش وفي حضنها نحتضر ونموت
و.. جاء يوم الثامن من آذار وذهب حزينا مسكينا في العراق كله من دون أن تحتفل به المرأة العراقية بما يليق بهذا العيد العالمي وبما يتناسب مع نضالها الطويل وتضحياتها الكثيرة خلال العقود الثمانية الأخيرة من تاريخ العراق فما عاد يوجد في العراق امرأة إلا وهي أم الشهيد أو زوجته أو أخته أو ابنته . أنا متأكد أن المرأة العراقية لم تشعر بأي فخر بهذا العيد في ظل السفينة الطائفية لان المزيد والمزيد من الظلم تواجهه المرأة العراقية بالوقت الحاضر بعد أن غربت عنها حقوقها في الحب والزواج والوظيفة والإرث ، حتى حق السفور ضاع منها ، وسط تهديد الميليشيات الإسلامية الوحشية ..!
مع الأسف الشديد لم اقرأ حتى هذه الساعة أي بيان أو كلمة بمناسبة الذكرى 55 لتأسيس رابطة المرأة العراقية ، لكنني قرأتُ بهذه المناسبة عدة مقالات وبيانات كتبت بأقلام نسائية لأسماء عراقية لامعة لكن أفكار هذه المقالات كانت غير لامعة ومتخلفة جدا عن مصائب المرأة في البيت وفي الشارع ومتخلفة عن الواقع العراقي المعاصر الذي تحترق فيه المرأة بالدهن كما تحترق الفلافل في القدر المغلي ، فلم تتناوله تلك الأقلام بجرأة ولا بصواب ولا بدقة . وفيما عدا بضعة أقلام نسائية مثل قلم السيدة ينار محمد والدكتورة كاترين ميخائيل والشاعرة بلقيس حميد والكاتبة فاتن نور والناشطة فينوس فايق فأن اغلب الكتابات النسائية كان دمها خفيفا جدا و مجرد تكرار لكلام عنوانه " المطالبة بحقوق المرأة " ..!! فلم تتحدث ولا كاتبة عراقية عن حال البؤس الشديد الذي تعانيه المرأة النجفية والكربلائية ــ كمثال ــ و التي تحولت بموجب فتاوى المعممين الرسميين وغير الرسميين من كائن أنساني إلى مجرد أداة متعة جنسية وخادمة منزل . كما أننا ما زلنا نتذكر بهذه المناسبة العدوان الهمجي الصارخ الذي قامت به ميليشيا إسلامية مسلحة بحق عدد من الطالبات في جامعة البصرة في حدائق الأندلس أثناء سفرة جامعية عام 2005 من دون أن نعرف حتى هذه الساعة موقف الحكومة العراقية الديمقراطية جدا من منع الطالبات الجامعيات من حق النزهة ..‍ !
رغم أن الأمن والأمان في كردستان أفضل بكثير من باقي أنحاء العراق وبرغم تعديلات عدة أدخلت في كردستان على قانوني العقوبات والأحوال الشخصية العراقيين بضغط ٍ من المنظمات والاتحادات النسائية لكن ، مع ذلك + مع الأسف ، ما زالت النساء الكرديات يعانين من العنف المتعدد الأنواع الشيء الكثير ..!
قالت السيدة شيرين آميدي الناشطة في مجال حقوق المرأة والأمينة العامة لاتحاد نساء كردستان بجرأة أكبر بكثير مما كتبته العراقيات الأخريات " ما يزال العنف يمارس في الإقليم ضد المرأة ونحن الآن بحاجة إلى آلية تنفيذية لتطبيق ما استطاعت المرأة تحقيقه من تعديلات في قانون العقوبات وكذلك ما يصدر عن المؤتمرات من توصيات هدفها تحسين أوضاعها ".
بهذه المناسبة أذكــّر القارئات العزيزات من العربيات والكرديات بتقرير صدر مطلع العام الجاري عن وزارة حقوق الإنسان في حكومة إقليم كردستان بأن ( 239 امرأة على الأقل قمن بحرق أنفسهن خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2006) ..!
السبب الرئيسي للانتحار هو يأس المرأة أولا وأخيراً حيث يدفع عشرات النساء وربما المئات في إقليم كردستان العراق إلى إحراق أنفسهن هربا من قسوة التقاليد وفرض القيود المتنوعة بما فيها قيود الأعراف القبلية القديمة ولبس الحجاب كما أفادت جمعيات للدفاع عن حقوق المرأة.
تعاني النساء من الزيجات المتعددة بين العائلات والعنف في المنزل وسوء المعاملة اليومية من جانب العائلة والتبعية المادية والعجز عن إعالة أنفسهن ما يجردهن من حقوقهن الأساسية ويبعث فيهن اليأس من مستقبلهن ومن تمتعهن بحقوقهن مما دفع المجلس الوطني لكردستان العراق إلى سن قانون جريء يحرّم تعدد الزوجات .. !
ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن المجلس الوطني لكردستان العراق قرر إيقاف العمل بثلاث مواد من قانون العقوبات العراقي الصادر عام 1969 وأهمها القانون الخاص بالقتل بدافع غسل العار أو ما يعرف بجرائم الشرف ..
لكن .. شاعت في هذه الفترة أيضا ظاهرة ختان الفتيات في إقليم كردستان وهي ظاهرة تحمل شكلا من أشكال العنف وقد بلغت نسبة الفتيات اللواتي خضعن للختان حوالي 60 % ..!
كل واحد من المسئولين الكبار والصغار في العراق يبحث ، الآن ، عن الكلمة الضائعة لحل حزورات الكلمات المتقاطعة التي عنوانها : حرية المرأة وحقوقها ..!
************************
• مسمار الكلام :
• في هولندا توجد قوانين لحماية وصيانة حقوق أشجار الغابات لا يوجد مثلها ـ مع الأسف ـ للمرأة في العراق ..!
**************************
بصرة لاهاي في 10 – 3 - 2007