المرأة وآذار



محسن ظافرغريب
2007 / 3 / 18

إذا قالتْ حُذامُ الشآم (لا خدام البيانونوي أو رفيقه صدام الاسلاموي)في 8 آذار ذكرى تسلط "البعث" في مسقط رأسه دمشق، ما قالهُ مالك في الخمرةِ، وصافقها على قولِها جُهينة َ وخبرهُ اليقين، صَدّقوها، فالقولُ ماقالت حُذامُ.

لم أشأ مخالفة الشوام في التشائم حتى 18 آذار، ليس لأنيّ والعدوُّ على أسوار القسطنطينيّة وبغداد ثمّ هضبة الجولان، قد تجاوزتُ هامشيّة السِّجال السَّلبي في جنس الملائكة ومذهبيّ السّفور أوالحجاب وقول عائشة" تزوّجني النبيّ(ص) وأنا بنت ست سنين وبنى بيَ وأنا بنت تسعة سنين"(صحيح مُسلم ج2ص1039)، بتجاوز غضون خيار أوحريَّة الإعتقاد الشَّخصيّ بالعقل الكليّ الخالق في تضاعيف مسيرة توكيد الهُويَّة الجمعويّة، ما دامت الحُجة نسبيّة، بل قل وَشَكليّة مُذ أسئلة المُعلم الأوّل طاليس Aristole,s 323-384 ق.م في تفسيرالعالم لدى تجليّات كنه الكون I,eentialisme.

وَمُذ ميَّزَ أفلاطون أفلاطونيَّته العذريّة البـِكر بين عقلانيَّة(الأبستيما) وزيغ(الدوكسا) من جهة وعقل كانت المحض وفصل مقال ابن

رشد، ليتلاقح الحوار الحضاري للمدنيّة المُعاصرة وليحلَّ الحوار محلَّ صراع العنف كما أرادَ الإغريق وفيلسوفهم سقراط، وذلكم

بإستقراء Induction عقلي تجريبي النهج دون الإستغراق بالميتافيزيقيا المثاليّة والطوباويّة كمَنْ يَستغرقَ النظرَ في الشَّجرة ِكي

لايرى الغابة.َ ففي العام المُنصرم2006م، أسسَ6 من النسوة الحائزات على جائزة نوبل، منظمة لها قوَّة المبادرة لتكريس الحوار بين كلٍّ من واشنطن وطهران، بريادة مؤسِّسة " حملة منع الألغام الأرضيّة والمعارضة لأجل ِحظر الفحم في أوسلو بالنرويج في أيلول 1997م" الأميركيّة" جودي وليمز" الحائزة على جائزة نوبل عام1997م، المُدركة للخطرعلى المرأة والطفل جرّاء وقوع النزاع بين واشنطن وطهران، لتكريس دعاوى حقوق المرأة ومُكافحة العنف، وقد دَعَمَتْ هذه المُنظمة أوَّل قاضية إيرانيّة في ظلّ آخر ملوك فارس بهلوي سنة1970م هي شيرين عبادي، التي إنظمَّتْ الى دعوة السيِّدة وليمز للحِوار في مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن الشهر الماضي، تذاكرت فيه السيِّدتان(وليمز وعبادي)، حول مؤتمرالمُنظمة الأوّل، تحت شعار" نسوة يُعدنَ تعريف السَّلام في الشَّرق الأوسط" المُزمع إنعقاده في مدينة جالاوي بإيرلندا بين29-31 أيارماي2007م، ونصف المُشاركات فيه من الشرق الأوسط مع نسبة هامة من النسوة الإيرانيّات. والسَّيِّدة عبادي قد إنظمّت الى الثورة الشعبيّة الإيرانيّة لأجل ِفقراء إيران، ضدَّ عرش الطاووس بهلوي وبذخ إحتفاليّة مرور 2500 سنة على تأسيسهِ، لتفصلها الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة مِنْ عَمَلها، لأنها" لا تتنكر لإيرانيَّتها ولدينها الإسلام" على حدِّ قولها!، والقولُ ما قالت فصَدّقوها، بَيْدَ أنها ترفض العصبيّة َوالجُمود والنظرةَ الأحاديّة للإسلام، وعلى أنَّ مَنْ يُمَثِله يُمثلّ الإسلام، كذلكَ الحُريَّة لاتمثلها أنظمة الفساد في الشرق والغرب وإختزال الإسلام في مظاهرالهامشيّة والحِجاب والسّفور والنظرة الأحاديَّة إمّا الإلحادَ أوالديمقراطيَّة المفروضة على الأنظمة التبَع للغرب لقبول فسادها مقابل تلك التّبعيَّة!. فإنْ كانَ العراق يواجه الإرهاب العالمي الوهابي السلفي السعودي؛ فقد واجهت أيضا هذه الجارة إيران تجربة "ولاية الفقيه" نيابة عن العالم الإسلامي، ومِثلها شبه جزيرة العرب؛ قد واجهتْ فساداً مع سلفيّة السعوديَّة، كيما يتعظ عالم اليوم. أي أنَّ وسطيَّة الإسلام الأصل هي نهج وديدن ودين عبادي، التي لولا شهر رمضان يحول دون هدر دم د.عبادي، الأمُّ والزوجة وقائدة حقوق الإنسان الإيرانيّة الحائزة على جائزة نوبل لعام 2003م، لنفذ َالقاضي حكمه، ولِما أطلتْ فِسحة الأمل. ومثلها جارتها الباكستانيّة وزيرة الرعاية الإجتماعيّة في الحكومة الباكستانيّة بإقليم البنجاب وتدعى( ذي الحمى) التي تعرَّضَتْ لمُحاولة إغتيال في مكتب الرابطة الإسلاميَّة الذي تنتمي إليه بإقليم لاهور، على يد ِمُعارض لإشتغال المرأة في السِّياسة يُدعى مُحَمَّد سروار. ومثل هذه الباكستانيّة، الناشطة النسويَّة المُسلمة" أسرا نعماني" في" حركة Feminism" من أصل هندي، تعيش وأسرتها في الولايات المتحدة الأميركيّة منذ قدوم والدها المُهاجر الى أميركا الذي تفتح أبواب مسجده دون مَيزٍ بين الجنسين ودون وضع حواجزَ بينهما داخلَ فِناء المسجد، داعية ًبذلك َالى المُساواة بين الذكر ِوَالأنثى وَحريّة المرأة، التي حالها في دولة الإحتلال أميركا لم تبلغ بعد ما وصلت إليه في الدول المُحتلة اليوم وفي أقطارالإتحاد الأوربي بينلكس الأراضي المنخفضة؛ لوكسمبورغ، بلجيكا وهولندا، وأقطار الإتحاد الأوربي الإسكندنافيَّة؛ الدانمارك، النرويج والسويد، بل وفي أقطارالعالم الثالث النامي، ولم تصل حتى في نسبة الكونجرس الأميركي برئاسة أوّل إمرأة في تاريخ الولايات المتحدة، السيِّدة بلوسي، حيث نسبة المرأة فقط 15% لاغير، وحقوقها في بلادها؛ الإجتماعيّة، الإقتصاديّة والسياسيّة دون مستواها بعد قرن من الزمن في ذكرى 8 آذار يوم تظاهرت لأجل تخفيض ساعات العمل ومنع تشغيل الأطفال ومنحها حقّ الإقتراع تحت يافطة رفعتها في نيويورك مع الورد والخبزالجاف، عُرفَتْ بالخبز والورد، على

خلفيَّة حركة Saffrogists لأجل تحرر المرأة الأميركيّة السوداء من الميز المُرَكب؛ جنس لون البشرة وجنس الأنوثة، وإضراب

وتظاهر في الذكرى السنويّة الأولى للثامن من آذار، الذي تمرُّ في آذار الجاري ذكراه الثلاثين بإعتراف منظمة الأمم المتحدة بيوم

عالمي للمرأة سنة 1977م. ففي السويد تصل نسبة المرأة في برلمان بلادها الى45%، وتصل الى49% في رواندا الأفريقيّة، أمّا

حزب SGP المسيحي الهولندي الذي يحتلّ مقعدين في"مجلس النوّاب" الهولندي، فقد منح مؤخراً الحقَّ للمرأة، بعضويّة كاملة في

صفوفهِ.