أبيقور الحكمة هي المبدأ بين العنف واللذة وحرية المراة,,,,



خالد اسحق سكماني
2007 / 3 / 18

الانحرافات الفكرية في مجتمعاتنا علمتناعدم المساواة « بين الرجل والمرأة .
: "الحكمة هي المبدأ. وهي أكبر الخيرات، هي أكبر خير. ولهذا فهي تحظى بتقدير أكثر من الفلسفة لأنها هي مصدر كل الفضائل؛ وهي تعلمنا أنه لا يمكن أن يكون المرء سعيدا دون أن يكون حكيما ونزيها وعادلا؛ ولا يمكن أن يكون حكيما ونزيها وعادلا دون أن يكون سعيدا"وهذا ما قاله أبيقور إلى مليسي,

قد يسخر كثير من الناس من هذا القول، ومن هذا التلازم، إلا أن الأحداث، ماضيا وحاضرا، تذكرنا بأن مآسي الإنسان والطبيعة تنحدر مباشرة من جبة هاته السخرية.

كتب إبيكتت في إحدى مقابلاته:"هذا هو منطلق الفلسفة: إدراك للنزاع الذي يجعل الناس يصطدمون فيما بينهم؛ البحث عن أصل النزاع؛ شجب الرأي الجاهز؛ والتحفظ اتجاه نوع من نقد الرأي الجاهز لتحديد إذا ما كنا على صواب في التشبث به؛ اختراع خيط القياس لتميز ما هو مستقيم عما هو معوج، تماما، كما اخترعنا الميزان لتحديد الوزن. هل هذه هي نقطة انطلاق الفلسفة، هل كل ما يبدو لنا من الآراء صحيحا ؟ وكيف تكون الآراء المتناقضة صائبة؟ ليست كل الآراء، بل تلك التي تبدو لنا نحن، ولماذا تبدو لنا صائبة،
لا شك أن مسألة اللاّمساواة هذه ، ومسألة اغتراب المرأة واستلابها ، قد خفّتْ حدّتها اليوم بعض الشيء في بعض المجتمعات بفعل الثقافة والتقدم الحضاري والديمقراطية ، إلاّ أنها بقيت مسألة قائمة وضاغطة تغيّب كلاً من المرأة والرجل عن إنسانيته المدعو إليها .
كثيرا ما تكون الأحاديث حول العنف عنيفة، لأن العنف مثير، و ينشر الهلع والترقب والارتياب والاتهام. والعنف مثير و مفزع، وتحيط به الألغاز والأسرار، و يلف أسبابه الجهل، وتنتشر حوله المعارف المغلوطة أو المغالطة. إن موضوع العنف يقتضي كثيرا من الحيطة حتى لا يكون الحديث عنه مشاركة في العنف بشكل إرادي أو غير إرادي.

يقول روسو: "لكل إنسان الحق في المجازفة بحياته للحفاظ عليها. هل قال أحدهم يوما ما إن الشخص الذي يلقي نفسه من النفاذة هربا من النار، متهم بالانتحار؟"
ولكن ليس لك كل الحق وجزء من الحق في المجازفة بحياة غيرك . فهو حرا في حياته . وهو المسؤؤل عنها شخصيا, فالرجولة والأنوثة خاصتان أساسيتان فاصلتان نابعتان أصلا وبالدرجة الأولى من الاختلافات الجسمية والهرمونية بين الرجل والمرأة . فلقد زوّد الله الرجل » بالخصيتين « اللتين تصنعان بذور الحياة ( الحيوانات المنوية ) وهي المسؤولـة عن ظهـور علامـات الرجولة ، كما زوّد المرأة » بالمبيضين « اللذين يصنعـان بذور الحيـاة الأنثويـة ( البويضات ) وهي المسؤولة عن ظهور علامات الأنوثة .
إن الرجولة والأنوثة ليستا مجرد صفات جسمية فقط بل هما أيضاً صفات نفسية وعاطفية وعقلية أيضاً .

يسود المجتمع البشري عامة ، ومجتمعنا الشرقي خاصة » فكر عدم المساواة « بين الرجل والمرأة . إن كثيراً من الانحرافات الفكرية والسلوكية تعود إلى فكر عدم المساواة هذا ؛ فالاتجاهات الاجتماعية التي لا تساوي بين الرجل والمرأة تجعل الفتى ينمو وفي داخله شعور بأنه أعلى من الفتاة ومتفوّق عليها وإن سبب تفوقه هو أنه خلق ذكراً ! إن اعتزازه بذكورته اليوم وبرجولته غداً مبني على التقليل من قيمة الأنوثة . نجد هذا واضحاً جداً في موقف الأسرة (الأب خاصة ) حينما يكون المولود بنتاً بالمقارنة بموقفها حين يكون صبياً.

فالبيئة والمدرسة والمجتمع كانتا ذي الاثر البالغ في عملية التكوين وهيكلة هذا الفارق الشاذ .وعندما يسود المجتمع والبيت فكر عدم المساواة هذا يؤثر سلبياً على نظرة كل جنس إلى نفسه وإلى الجنس الآخر. فقد ينظر الفتى إلى الفتاة نظرة دونية ، فهي أدنى منه ، وهو أعلى منها . إنها مجرّد جسد مخلوق لأجل خدمته ، إنه سيدها ، يستمتع بها دون اعتبار لشخصها وحضورها الإنساني فتصبح متغرّبة عن ذاتها ومستلبة في مجتمعها وحياتها . هكذا تتكون مع الأيام اتجاهات سلبية عن الأنوثة وسلوكيات خاطئة عن الرجولة الحقة .
كذلك بالنسبة إلى الفتاة ، فهي بحكم تقاليد وقيم المجتمع الذكورية تتربى على أنها إنسان من الدرجة الثانية، ويُدخَل في روعها أنها مخلوق ناقص ، بالمقارنة مع الفتى ، فهي دونه قوة وذكاء ، يحتل هو مكانة القوي في حين تحتل هي مكانة الضعيف . له أن يأمر وعليها أن تطيع وتخضع ، وهذا ما يجعلها غير راضية عن أنوثتها التي يقلل المجتمع من قيمتها ، وربما رافضة لها .
هكذا ينشأ صراع غامض في لا وعي كل من الرجل والمرأة قبل الزواج وبعده ، يصبح مصدراً لمشاكل وخلافات قد تهدد حياة الأسرة واستقرارها .
وان الجهل و انعدام الحوار الجنسي المبني على أسس علمية داخل الأسرة المسلمة والشرقية بشكل عام بين الأهل و الأولاد(سواء الولد أو البنت), حيث في فترة المراهقة يصل الاضطراب والارتباك النفسي والجنسي لدى الفتيات المراهقات وكذلك الاولاد الى ذروته ومعهم يصل أضطراب و أرتباك الاباء و الامهات الى ذروته أيضا حيث ينهمكون في محاولات يائسة لاشغال الاولاد بامور اخرى تبعدهم عن الافكار (العاطفية و الجنسية التافهة) بنظرهم
ومن مظاهر العنف الاكثر شيوعا داخل الجاليات العربية والمسلمة حيث ، ومن مظاهر العنف الاكثر شيوعا داخل الجاليات الاجنبية هو الزواج القسري أي اختيار شريك الحياة من قبل الاسرة و دون رغبة الفتاة ,و كثير من العوائل تقوم باختيار العريس من البلد الام وذلك اما بطلب الاقامة للعريس الموجود في بلد عربي و اسلامي و بعيد عن الثقافة الغربية ,
وتتعرض الفتيات لظاهرة الختان النفسي و الجسدي ,حيث تقوم كثير من العوائل بختان الفتاة أي ممارسة التعذيب الجنسي بحقها ،كما تصفه الجمعية الفرنسية ( نساء من اجل القضاء على التعذيب الجنسي للنساء) وبحسب هذه الجمعية يتعرض مليون امراة او طفلة للختان كل سنة عبر العالم .

ليس من حق احد فردا أو مجموعة امة، أو قبيلة أن تدعي بحريتها ما دامت تعيش في كل ينتقص من حرية الآخرين , وانت وانا لسنا بمستعمر ولنا كل الحق في اطلأق العنان بسلب حرية الجزء الاخر وتعلن انها حرة,والإعلان عن أنها حرة وهي تصادر حرية الآخرين فان ذلك ينسحب على الرجال فلا يجز الادعاء بأنهم أحرار في حين يقومون بمصادرة حريات نصف مجتمعهم، وأي نصف انه ألام والابنة والزوجة، فهل يجوز القبول بقول الرجل الذي يضطهد أمه أو ابنته أو زوجته انه حر وان بامكانه أن يصنع الحرية لمجتمعه فالحرية كل لا يتجزأ ومن يمارس انتهاك الحرية والحقوق لأقرب الناس عليه لا يمكن أن يكون قادرا على منحها للآخرين أو المشاركة في صناعتها، وبالتالي فان استمرار انتهاك حقوق النساء في أي مجتمع هو إيغال في التخلف وسد منيع في وجه هذا المجتمع من الوصول إلى تحقيق حريته على الصعيد الوطني بكل إشكالها.ونحن حين نتحدث عن حقوق الإنسان الرجل والإنسان المرأة لا نقصد أبدا الحريات الجسدية لكليهما بل حرياتهم كبشر وما يحدد آدميتهم هو انتمائهم للمجتمع البشري، بمعنى أن الآدمية والإنسانية صفة جماعية وليست صفة فردية وان حقوق الإنسان لا مبرر للحديث عنها لبني آدم أيا كان ذكرا أو أنثى إن كان يعيش منعزلا.

وقدأصبحت حقوق المرأة محورا أساسيا من محاور عمل المنظمات والجمعيات الحكومية وغير الحكومية في العالم. فالجهود الدولية تهدف منذ سنوات طويلة للنهوض بالشئون النسائية من خلال تعميم المساواة وتحقيق التنمية. كما تتناول وسائل الأعلام بمختلف أشكالها برامج تحث على احترام حقوق المرأة وتحسين أوضاعها. وبالرغم من مرور عشر سنوات على انعقاد المؤتمر العالمي لشئون المرأة في بكين، ترى العديد من المنظمات النسائية أن فعاليات ونتائج المؤتمر لم تسفرعن تغير كبير في وضع المرأة في أنحاء متفرقة في العالم، بل أزداد هذا الوضع سوءا في عدد من المجالات أتت الوثيقة النهائية لمؤتمر بكين على ذكرها. ويرجع ذلك حسب ما تقول الجمعيات المعنية إلى تقاعس بعض الحكومات عن الوفاء بالتعهدات المتفق عليها في وثيقة المؤتمر. فاين هي مكامن الخطاء الخلل والغبن برايكم؟

ويعد جان جاك روسو أحد أهم فلاسفة التنور الفرنسي، حيث بدأت الفلسفة الطبيعية بالانتشار على يديه في فرنسا ومن خلال هذه الفلسفة وجه روسو سهام النقد نحو شرور الحياة السياسية والاجتماعية ونحو أساليب التربية آنذاك، ولم يكتف روسو بالنقد بل وضع تصوراته العقلية لمجتمع تتحقق فيه الحرية ويربى أفراده تربية طبيعية تتحقق من خلالها الحرية.

ويقول الطالب: (إن مبادئ الحق السياسي تجد أصولها في كتابات روسو السياسية وكذلك فإن الحرية في التربية تجد منطلقها ومبادئها في كتاباته وخاصة كتاب(إميل أو التربية) وكثيرا ما ردد روسو انه يعتبر كتابه(العقد الاجتماعي) مع كتاب اميل (أحسن ما أهداه لبني البشر) ولقد سمي روسو (فيلسوف الحرية)

ويقول الطالب إن مفهوم الحرية من المفاهيم الأساسية في الفكر الإنساني، وهام جدا في الاتجاهات الفكرية و السياسية والتربوية الحديثة، وهو تحتل المكانة الأهم في فكر روسو وفلسفته وانعكست هذه الأهمية في فكره التربوي الذي وضعه في كتاب (أميل أو التربية).