العولمة واستغلالها لكينونة المرأه



رامي الغف
2007 / 3 / 28


مما لا شك فيه أن العولمة استخدمت المرأة كوسيلة للدعــايـة وأهمـلتها كـعـقل وكيان إنساني محترم, وحولتها إلى سلعةٍ استهلاكية , بحيث شوهت كثيراً من المعالم النيرة لهذا الكائن الأنيق والجميل الذي يكتنز الحب والحنان والأمومة والعاطفة . الأمــر الذي ينتقص مــن مكانة المــرأة وتحويلها إلى كائن سطحي يلبـي اللذائذ والرغبات , ومع كل ذلك كان لابد من إبراز الفوائد الكبيرة التي تجنيها المرأة من العولمة خاصةً إذا ما تم الاستغلال الأمثل للجوانب المضيئة والمفيدة في العولمة والتي تعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ البشرية .
العــولمة ببعدها الســياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافـي , هــي ضــم العــالم تحــت مظلــة واحــدة تطـال كل فــروع الحيــاة ومنها المرأة . فالمرأة تقــف في قلــب المجتمــع وهـــي المكــون الرئيسي للأسرة فبــدونها يتعــذر الحــديث عن الأسرة على اعتبار أن الأسرة اللبنـــــة الرئيسية للمجتمـــع ويتعــذر وجود أسرة سليــمة دون زواج شــرعي ورابطــة دم وتربية الأبناء وســكن يعيشون فيــه في ظــل تســاكن اجتماعي وثقافي ومعيشــي وعـلاقات عـاطفية وإنسانـية حميـــمة. ومــن أجــل تغيير المجتمــع في عصــر العولمة على الطـراز الغربي , لابـد مــن تغيير الأسـرة أو المــرأة على وجــه الخصــوص.
والعولمة بخيرها وشرها قدر لا مفر منه , ولن يستطيع أحد تغيبها دون توقف الـمعلومـات التي سوف تؤدي إلى إحداث تغييرات في آفاق الوعي لدى الأفـراد. فـهـؤلاء يشاهـدون العالـم وهـم في غرفة الجلوس , ويستطيعون مشاهدة جوانب مختلفة من العالم والحضور ذهنياً في أنحاء مختلفة منه في آن واحد , وما عاد باستطاعة الإنسان أن يبقى معزولاً ، فلا نستطيع عزل المرأة عن العولمة ووضعها في قفص حديدي يحجبها عن العالم , فالعولمة حاضــرة في كل الأرجــاء وليس باستطاعتنا أن نغلق أبوابنا , فهي تتسلل إلينا عبر الأثير على شاشات التلفاز والفضائيات , نشاهدها ونلمسها في كل مكان , في الموسيقى وعلب السجائر والملابس والــمواصلات وحـركة السوق والمتاجر ومحال الإكسسوارات والزينة والتكنيك.
فإذا كان لابــد أن تنشــأ الأســرة لــدينـا على زواج شــرعي معترف بــه مــن ناحــية شــرعيــة واجتماعيه فإنه ليس بالضــرورة لديهــم أن يكــون زواجــاً شــرعياً ويمكــن تكـوين الأســرة على أسـاس مجمــوعـه مكــونه مـن الأشخاص يعيشــــون تحــت سقــف واحــد حتـى في ظـــل انعدام المرأة والأولاد ورابطــة الــدم , ويرتكزون على مصالح اقتصادية واجتماعية وثقافيـة معينــة , وليس بالضــرورة أن تكــون الأســرة شــرعية تشــتمل على رجــل أو امرأة , وقــــد تـتكــون مــن رجــال دون نســاء أو نســـاء دون رجـــال.
فتعــميم هــذه القــيم الأســرية والاجتماعية تحـت مظلــة العـولمـة يضـر كثيـراً بالقيـم الإنسانـية الحميدة , وتوجـه ضـربات مؤلمـة للتجمعات البشــرية. فتعطيـل الأسـرة وسـحب وظائفهـا مثل وظيــفة التنـاسـل والتزاوج الشــرعي ما بين الرجـل والمــرأة , وتحويل هـذه الوظيفة التنــاسليـة إلـى مـجاميــع شـــاذة مــن الرجــال والنســاء لا ينجــبون أطفــالاً وتعميــم ما أصطلــح تســميته بالزواج المثــلـي يعتبـر خطـراً على المجتــمع البشـــري , إذا ما استفحلت هـذه الظاهـرة والتي بــدأت تتفشــى في المجتمعـات الغـربيــة .
وفــي نظــر القانون فإن الزواج هــو أكثــر الروابـط الأسرية بعـد رابــطة الــدم . فالتفكــك العائلي والشــذوذ الجنســـي وتعاطي المخـدرات والعنصــرية والفـــردية والاغتراب والأمراض النفسيــة وانتشار مســاحة الجريــمة المنظمــة والفســاد الأخلاقــي , كلهـا تعابيـــر على أن هـذه المجتمعات المتقـدمة التي تصــدر إلينا قيــم العولمــة والتحـرر واللبراليـة بحاجـة إلى إعـادة النظــر فيمـا تصــدره إلينـا , ويتوجـب أن نتعامل باتزان مع كل ما يصــل إلينــا.
فنحن شــركاء في هــذا العالـم لابـد أن نفـرق ما بين التبعية المطلقــة والتفاعل الحضاري والاستفادة مــن الإيجابيات. فلقــد جســمت الحــداثة الغربيــة مســعى لتأكيــد دور الإنسـان في نحت مصــيره وحــقه في استخدام عقلــه من أجل تحقيق سعــادته وقــد اقترنت بأيديولوجيــا العقــلانية والتقــدم وتجاهـل العامـل الروحــي ومحاربـة التقاليــد . ولئن كان للحـداثة منجزاتهــا على صعيــد تحـرير العقـل والتقــدم العلمــي والتقنــي وإرســاء حقــوق المواطـن وترســيخ فكــر حقــوق الإنسـان فقـــــد رافقتهــا سلبيات عـديدة مـن بينهـا تفكــك الروابــط العائليــة والأزمــة الروحيــة والأخلاقيـــــة وهــي سلبيــات بصــدد إنتاج ردود فعــل معاكســة تنـزع إلى تأكيــد القيــمة المحورية للعائلة وأهميــة البعـد غير العقلـي في الإنســان.
لقد أكــد عالم الاجتماع الألماني (ماكس فيبر) أن الأخلاق والعقيدة البروتستانتية المسيحية هي التي خلقـت المجتمع الـــــرأسمالي المتطور ، فهذا المجتمع الرأسمـــــالي المتطور يرتكز على العقلانية ويتقـاطع مــع الســلطة الكـاريزمية والسلطة التقــليدية والتي تعـــتمد عــلى الانفعالات والعـادات والتقـاليد والولاءات الشخـصية والعشائرية والأســرية والقبلية ، فالسلطة العقـلانية هي رمز للتقدم والتحضر والكفاءة والعلم والعدالة والمساواة .
وهناك ملاحظة لابد من الجهر بها ، هو أن عدد من المفــكرين والباحثين بعلم الاجتماع أكــدوا ، أنــه مع كل تطــور حضاري ، يتواكب انهيار أخلاقي ، والمرأة المتعلمة والمتحضرة تدفع ثمناً لتطورها وتحضرها وتحررهـا بألوان مختلفة منها ما هي مادية ، ومنها ماهي روحية وصحية ونفـسية.
والملفـت للنظـر أنه مــع سـرعة إيقاع العولمــة تحدث هــزات مؤلمــة في حيــاة الأســرة وتبـرز إلى الســطح ظاهــرة شــيوع الطلاق والتفكــك الأســري , ممـا يزيــد من الانكسارات في حياة المــرأة والأطفـال , والأزواج . والمظهــر المثير لهـذا التفكــك هـو فقـدان الأسـرة المتزايدة لقـدرتها على الاستمرار كمرجعيــة قيميـــه وأخلاقيــة للناشــــئة , بســبب نشــــوء مصــادر جـديــدة لإنــتاج القيــم وتوزيعهـا وفي مقدمتهـــا الإعـــلام المـرئي .
إذا فالعولمـة تضــرب العائلة التقليدية في الصــميم وذلك بإشاعة الفردية والأنانية والحرية المطلقــة والنفعيـــة وانخفاض درجــة الترابــط الأســري وضعــف العلاقات الأسرية الحميمة بين أفـراد الأسـرة.
ومــن أهــم المظاهــر السلبية التي لحقت بالأسرة في زمــن العولمة هي التراجــع التدريجي للعلاقات الأسرية والعاطفيــة الجياشــة وتلاشــي ما يســمى ب((الأمن العاطفــي)) , عند المرأة والرجــل وبطبيعة علاقاتهم مع الأطفال وبقية أفراد الأسرة والآخرين . وزيادة معـدلات حالات الطلاق وخصــوصاً في المواقــع الحضـرية (المدن). بالاضاقة إلى تراجــع أدوار الأســرة والمرأة خصــوصـاً في تربية الناشئـة ( خاصــة المرأة العاملة ) حيث ينخفــض اهتمام الأطفال , وتعلقــهم بأمهاتهـم , والعكـس صحيــح وهــذا يؤثر على مسألة العاطفة الأســرية والترابـط الـعائلي , حيث يتم الارتكاز على الـمربيات أو وضــع الأطفال في مؤسســات التــنشـــئة الاجتماعيــة ( الحضانة ، الروضة , المدرسـة .. ) والتي لا يمكن أن تحل محـل الأسـرة أو محـل الأم في تنشئــة الأطفال. كذلك أدت العولمة إلى ضعــف درجة التماسك الأسري والذي يؤدي لا محالة إلى تسـلل السلوكيات المنحرفة في الأســــرة ومن ثم تهـدد هذه السلوكيات الأمــن الاجتماعي . بالإضافة إلى تزايد معـدلات الطلاق وخاصــة في إطار الأسر المتعلمــة أو في صفــوف المرأة المتعلمــة, وسهــولة الزواج التلقائي بعيــداً عن المســئولية العائليـة والأخـلاقــية والقيميـــــــة وزيادة حــدة الاستهلاك غير العقـلاني في إطار الأســر المقـــتدرة , حيث يتم التبذير بالنقــود واللهـــث وراء المشتريات واقتناء الجــديد في عالــم الموضــة والأدوات المنزليــة والترفيهيــــة وأدوات التجميــل , وخلق وعــي استهلاكي زائف يلقـي بضـلاله على الأسرة والمجتمــع لمزيــد من التميع والفوضــى والتبذير وبعيــداً عن الحصــافة والتدبيــر المنزلي الســليم . بالإضافة إلى إنها خــلقت وعــي اجتماعي وثقافــي زائف لــدى الــمرأة عن الحــرية والتــقــدم والتحضــر إلى درجة من الإســفاف , فحرية المرأة لا تعني وضعهـا في موقــع غــير محتشــــم ولا تعنـي دوس كـل القيـم الاجتماعية التقليدية على اعتبار أنهـا رجعيــة . فليـس كل مــا هـو قـديم رجعــي وليس كل ما هـو جديد تقـدمي ومفيـــد ... فحــرية المرأة ومشاركتــها في التنميــة , وجعلها عنصــراً تنموياً حقيقيــاً , هـو أبعــد بكثير من اللهث وراء فسـاتين الموضـــة , واستخدام أدوات التجميــل, والتفنــن في طهــي الأطعمــــــة , وتحضيـر ألوان الأشـربة , هـي أبعــد من مسألة الخــروج من المنزل والذهاب إلى الجامعـة أو الأسواق أو إلى مؤسســــات الأشغـال والحـدائق وأنديــة التـــسلية والترفيــة ومجـالــس الارجيله النســــائيــة.
ففــي عصــر العولـمـة (المــــرأة) زبــون أي مستــهلك للتــي تنتجهــا الــشركات العابرات القوميات ومن بينها شركات إنتاج مــواد التجميل وزبائنها من النســـاء بالمـلاييـن , ولا بـد من تقــديم كـل الإغراءات للنسـاء كمـستهلكات فيجـري رســم صــورة للأنثــى المغريـة , الأنثــى الأبدية ذات الفتنـــة الخــالدة الــتي لا تصيبهـا الشيخوخة أبداً ويظل سحـرها الجنســي فعــالاً طالمـا استخدمت أدوات الماكياج التــي تتنافــــــس الشركات فيما بينهــا لإنتاجهـا وتسـويقها ... يصــبح جســــد المرأة إذن سلعـة مــن السلـع ويفقــد مواصفاته الإنســــانية ويدخـل في النمــط التجــاري الاستهلاكي ما دام عنصــر جــذب لترويج البضــائع . بل أن الاحتكارات الإعـلامية الكبـرى تخصــص قنوات تلفزيونية للمتاجرة في أجســاد النســاء بالإعلان عن أسعــار بائعات الهــوى والجنــس وتليفوناتهــن وتقديم صــورهن عاريات فــــــي أوضـاع جنســية صريحــة.
وفي ظل العولمة انتشرت الــمفاسد الأخـلاقية وخصوصاً سياحة المـتعة وتجـارة الجنس اللطيف، الأمـر الذي يؤثر سلـــباً على المرأة أخــلاقياً و أسـريا وحياتيــاً . حيث تركز وسائل الإعلام إلى نشــر الفكــر الإباحي والانحلال الأخلاقي لدى المرأة والفئــــــات والكتل الاجتماعية في المجتمع عبر الإنترنت والقنوات الفضائية والهواتف السيارة ، والصحف والمجلات ، والكتب وأدوار النشر وشركات الإعلام والموسيقى ... ولعل أكبر خطــر يداهــم المرأة والمجتمــع ، هــو محو الهوية الوطنية والقوميــة والإسلاميـــة ، واستبدالها بهويات غربية مشوهة،أو هويات ممسوخة لاهي باليمنية ولا بالعربية ولا بالإسلامية ، وإنما هويات مشوهة وهلامية ترقص على أنغام الهويات الأوربية و الأمريكية من ناحية شكــلية وغير جوهرية .
إن تغيير الوجدان والأذواق والأحاسيس والعالم الداخلي للمرأة والرجل هي غاية العولمة الثقافية والأخلاقية والتذوقية ، فتغيير الوجدان والأذواق والأحاسيس والمثل هي من أعسر المهام للعولمة وإن نجحت العولمة في ذلك تكون قد استطاعت اختراق الجدار السميك الذي كان غايتها منذ فترة زمنية مديدة . فلقـد استطاعت العولمة أن تغـزو المنازل والعائلات ، وأثرت في حياة المرأة والأسرة ، وتؤثر الموسيقى والأغاني الغربية في البعض من النساء ، لخلق ذوق وأحاسيس مغايرة لما هو موجود في الواقع أو محاولة الاستماع للموسيقى العربية المقلدة للموسيقى والأغاني الغربية.
ممـا لا شـك فيه أن للعـولمة أخطــار على المــرأة كشحــن المـرأة بروح الاستهلاك , حيث تفاقمت حـدة الاستهلاك والميل المريع لهـا . وشيـوع ثقافة الجســد والجنــس والشــذوذ الجنسـي والأخلاقـي عبر القنوات المشفرة والقنوات الفضائية الأخرى والإنترنت والهاتف النقال ووسائل الإيصال الأخـــرى. واللهــث وراء الموضــة في الملبــس والمأكــل والمشــرب وضــعف الوازع الدينــي والأخلاق وانهيار القيــم والضبــط القيـمي والاجتماعي بوجه عام . وانحسار الروابط الإنسانيـة التقليدية وشيوع الفردية والنرجسيــة والذاتية الجامحــة. وانتشار المفاســد في أواســط النســاء , مع زيادة خطـورة الممارسات الجنسيــة غير الشــرعية في ظل تراجع قيم الزواج وغــلاء المهــور والإعلام الماجن والتسويق الجنســي الفاضـح في وسائل الاتصالات وشيـوع السـياحة الجنســية في الفنادق والمطاعـم والمـلاهـي والنوادي الليليـة الترفيهيـة , مع خطـورة انتقال الأمـراض الجنسيــة الفتاكــة مثـل الإيدز والزهايمر.
ولست بحاجة للقـول , أن العولمة نشــرت وعيـاً زائفـاً لـدى بعض النســاء عن الحياة والحـب والحقيـقــة والجمال والكمـال والمتعــة غير النزيهــة , حيث صـورت العولمة الإعلامية المـرأة كـكائن للراحــة والمتعة وإنجاب الأطفال , وخلعـت عن المـرأة العقـل والذكاء والمثابرة وروح الإبداع المادي والرمزي , وأهملت المرأة المجاهدة التي تعيــش من خيـر أناملها وتساهــم مع أخيها الرجل في صياغــة المجتــمع الأمثــل . ولقـد شوهت العولمة مفهـوم الحرية لـدى المـرأة مما جعـل نـزراً منهـن لا يفــرقن ما بين الجـرأة والوقاحـة وما بين الخـل والمـاء .. فلا تعني حـرية المـرأة الدوس على كل قيـم وعادات المجتـمع أو التطاول بطريقة فاحشــة على ما هـو نقـي وسليم ومفيـد في عاداتنا وتقاليـــدنا . ومــن سلبيــات العولمة على المـرأة هـو فتـح شهيــة المـرأة للتســوق وبالتالي ازدادت وتيــــــرة الاستهلاك عنــد النســاء وخاصـة نســاء المستويات العليـا والمتوســطــة وأربك كــثيراً النســـاء والفتيات الفقيرات ذوي الدخل المحـدود , الأمـر الذي يدفع ببعضـهن إلى مسالك غير راشـدة.
إننــا مع حرية المرأة ومساواتها بالرجل , الحـرية التي تجعـل من المرأة كائناً اجتماعيا محترمـاً لـه وزنـه الاجتماعــي ومكانته الاجتماعية , الحـرية التي تبجــل المرأة كعقــل وفاعل اجتماعي مشـارك في صيــاغة نسيــج الحياة اليومية والحضارية للمجتـــمــع .
يـؤكــد علمــاء الاجتماع في دراساتهـــم للمجتمعات التقلـيــدية , أن من مــسببات عــدم تفكــك المجتمعات التقليدية , التي ظلـت متماســكة وقوية برغم مــحاولات تفكــيك بنـيـتها التـــقلـيديـة بكـافة السبـــل والوسائل هـو تمسكــها بالدين والعادات والتقاليــد الضاربة أطنابهــا في عمــــق ووجدان هــذه الشعــوب , وقـد حالت دون تلاشيهـا وتفككهــا على عكــس المجتمعات الهشــــــة التي كان من الســـــهولة بمكـان تفكيكــها .
فالعادات والتقاليد الحميــدة التي تحـــافظ على بقــاء وتماسـك الأســرة والمجتمــع من الانحلال والتفكــك تعــد قيمـة أخلاقيــة وحضـارية مفيـدة في حين أن التفكــك الأسـري , وازدياد معدلات الطلاق وإهمـال تنشــئة الأطفال , وضــعف أواصــر المحبــة والتعــاضـد الأســري تعـد قيمـا غير مفيـدة .
ولـــــست بحاجـة للقـول , أن الـدين الإســلامي والبنيــة التقليــدية والثقــافـة والعادات والتقاليــد والقيم, تعــد الخــط الدفاعي الأول للمجتمــع من الاندثار والتهلهــل في زمــن العولمــة التــــــــي نجحــــت فــي فرض قيمهـاً واتجاهاتها في الصعــــد الاقتصادية والثقافيــة والسياسية وتتجه الآن صـوب التأثير على المجتمع من الناحية القيمية والوجــدانية والتذويقية والأخلاقيــة والتي تتصادم بعض قيمهــا مع عادات وتقاليد وأعراف المجتمـــع.