الرفيق لينين مقال يصدد تحرير المراءة



عماد عادل
2007 / 3 / 30


ان الراسماليـة تجمـع المساواة الشكلية الى اللامساوات الاقتصادية

وبالتالي الاجتماعية . وفي هـذا تقوم خاصة من الخصائص الاساسية

للراسمالية ، يسترها أنصار البرجوازية ، الليبراليون ، من باب التضليل

ولا يفهمها الديمقرطيون البرجوازيون الصغار ، ومن خاصة الراسمالية

هذه تنبع ، فيها ينبع ، ضرورة الاعتراف على المكشوف باللامساوات

الراسماليــة في غمرة النضال الحازم من اجل المساوات الاقتصادية

وحتى فيما اذا توفرت ظروف معينة ، وضع هذا الاعتراف المكشوف

باللامساواة في اساس نظام الدولة البروليتاري ( الدستور السوفيتي )

ولكن حتى فيما يتعلق بالمساواة الشكلية ( المساواة بموجب القانون

((المساوات )) بين المتخم والجائع ، بين المالك والمعدم ، لاتستطيــع

الراسماليـة ان تكون منسجمة الى النهاية . ومن المظاهر الصارخة

لانعدام الانسجام هذا عدم مساواة المرءة بالرجل في الحقوق فالمساواة

التامة في الحقوق لم تؤمنها أي من الدول البرجوازية ، الجمهورية

الديمقراطية , بما فيهـا حتى اكثرها تقدمية . ولكن جمهورية روسيا

السوفيتية كنست دفعة الاثار التشريعية لعدم مساوات المراءة كنستها

جميعا بلا استثاء وامنت للمراءة على الفور المساوت التامة بموجب

القانون .



يقـال ان مستوى الثقافة يتصف ، اكثر ما يتصف ، بوضع المراءة

الحقوقي ، وفي هـذا القول ذرة حقيقـة عميقة ومن وجهة النظر

هذه ، لم يكن من الممكن ان يحقق ولم يحقق اعلى مستوى ثقافي

غير ديكتاتورية البروليتارية ، غير الدولة الاشتراكية .



ولهذا كانت الدفعة الجديدة التي لاسابق لقوتها ، والتي تلقتها الحركة

العماليـة النسائيـة مرتبطة حتما بتاسيس ( وتوطيد ) الجمهوريـة

السوفيتية الاولى - والى جانب ذلك وبالارتباط مع ذالك ، بالاممية

الشيوعية ,



وما دام الكلام يتناول اولئك الذين كانت الراسماليـة تضطهـدهم

مباشرة او بصورة اخرى غير مباشرة ، كليا او جزئيا ، فان النظام

السوفيتي على وجه الضبط والنظام السوفيتي وحـده هـو الذي

يؤمن الديمقراطية . وهذا واضح من وضع الطبقة العاملة والفلاحين

الفقراء . وهذا ما يتبين بجلاء من وضع المراءة .



ولكـن النظام السوفيتي هو المعركة الحاسمة الاخيـرة من اجـل

المساوات الاقتصادية والاجتماعية فان الديمقراطية ، وحتى الديمقراطية

من اجل الذين تضطهدهم الراسمالية ، بمن فيهم الجنس المضطهد

قلما تكفيمنا .



ان الحركة العماليـة النسائيـة تعتبر النضال من اجـل مساوات

النساء الاقتصادية والاجتماعية ، وليس من اجـل المساوات الشكلية

فقط مهمتها الرئيسية . ان اجتذاب المراءة الى العمــل الانتاجي

الاجتماعي ، انتزاعها من (( العبودية البيتية )) تحريرها من الخضوع

المخبل والمذل ـ لاوضاع المطبخ وغرفة الاولاد الازليــة بوجه

الحصر ، ـ تلك هي المهمة الرئيسية .



وهذا نضال مديد يتطلب تحويل التكنيك الاجتماعي والاخـلاق على

السواء تحويـلا جـذريا . ولكـن هـذا النضال سينتهي بانتصار

الشيوعية التام .



4 اذار ( مارس ) 1920

المجلد 40 ص 192 ـ 193.



******************

يـوم العاملات العالمي



ان الامر الجوهري ، الرئيسي في البلشفية وثورة اكتوبر الروسية انهما

اجتذبتــا الى السياسة اولئـك الذين عانوا اشد الاضطهـاد في ظل

الراسمالية. كان هؤلاء يسحقهم الراسماليون ويخدعونهم وينهبونهـــم

سواء في ظل الملكيـة ام في الجمهـورية البرجوازية الديمقراطيـة

وطالما كانت الملكية الخاصة للارض والبضائع والمعامل قائمة ، فقد ظل

هذا النير ، هذا الخداع هذا النهب لعمل الشعب من جانب الراسماليين

امرا لامناص منه .



ان جوهر البلشفية ، جوهر السلطة السوفيتية انما يقوم في حصر كل

سلطة الدولة في ايدي الجماهير الكادحة والمستثمرة ، الى جانب فضح

كذب الديمقراطية البرجوازية وثقافتها والغاء الملكية للارض والمعامل

والمصانع . أي مهمة بناء مجتمع جديد . ان المهمة لصعبة والجماهير

اخبلتها الراسمالية وسحقهـا . ولكنه ليس ثمة ، ولايمكن ان يكـون

ثمة اية وسيلة اخـرى للتحرير من عبـودية العمـل الماجور ، من

العبودية الراسمالية .



ويستحيل اجتـذاب الجماهير الى السياسة دون اجتذاب النساء اليها

وبالفعل يعاني نصف الجنس البشري ، أي النساء اضطهـادا مزدوجا

في ظل الراسمالية . فالعاملـة والفلاحين يضطهادا الراسمالية : وفضلا

عن ذلك لاتتمتعان بكل الحقوق حتى في اواخر الجمهوريات البرجوازية

ديمقراطية ، اذ ان القانون لا يؤمن لهما نفس الحقوق التي يؤمنها

للرجل : ثم ـ وهذا هو الامر الاساسي ـ انهمــا تظلان تحت وطاة

"العبودية البيتية " لامر الاساسي ـ فهمنا (( عبدتان بيتيان )) يرهفهـا

العمل الاكثر حقارة وكرها وثقلا وتخبيلا ، عمل المطبـخ ، ويوجه

اقصاد البيت والاسرة المنفرد .





وما من حزب ، ما من ثورة في العالــم تجاسرا على قطع جـذور

اضطهـاد النساء ولامساواتهن بنفس العمـق الذي تقطع به الثورة

البلشفية ، السوفيتية هذه الجذور . فعنـدنا في روسيا السوفيتية لم

يبـق أي اثر اللامساواة الحقوقية بين النساء والرجال ، فقـد الغت

السلطة السوفييتية تماما اللامساواة الكريهة الحقيرة المرائية جدا فيها

يتعلق بحقوق الزواج والعائلة ، اللامساوة فيما يتعلق بالاولاد .



وليست تلك سوى الخطوة الاولي نحو تحرير المراءة ، مع ذلك لم

انها لم تجرؤ اية من الجمهوريات البرجوازية حتى اوفرها ديمقراطية

على ان تخطـو هـذه الخطـوة الاولى . انهـا لم تجرؤ خوفا من

( الملكية الخاصة الكلية القداسة )



اما الخطوة الثانية ـ الخطوة الاساسية ـ فهي الغاء الملكية الخاصة

للارض والمعامل والمصانع ، ان هذه الخطوة وحدها تفتح السبيل

امام تحرر المراءة الكامل والحقيقي , امام تحررها من ( العبودية

البيتية ) وذلك بالانتقال من الاقتصـاد البيتي الفردي الصغير من

الاقتصاد البيتي الفردي الصغير الى الاقتصاد المعمم الكبير .



ان هذا الانتقــال صعب اذا ان المقصود هنـا تحويل ( نظام )

عميق الجذور ، مالوف ، متاصل ، متمكن الى اقصى الحد ( والصحيح

انه ليس نظاما بل قباحة بربرية ) ومع ذلك فقد بدا هذا الانتقال

بدا العمل ويرنا في السبيل الجديد .



ان العاملات من جميع بلدان العالم ، المجتمعـات في احتشادات لا

عد لها ، سيوجهن تحياتهن لمناسبة يوم العمـلات العالمــي الى

روسيا السوفيتية التي باشرة عملا صعبا ومضنيا الى اقصى حد

ولكنه عمل جليل ذو شاءن عالمي وعمل تحريري حقا ، وسترفع

الندائات الباسلة داعية الى عدم التخاذل امام الرجعية البرجـوازية

القاسية بل الوحشية في كثير الاحيان . وكلما كان البلد البرجوازي

اكثر ( حرية ) او اكثر ( ديمقراطيـة ) كلما اشتد الطغيان عصابة

الراسماليين وكلما اقترنت مزيدا من الفضائع والموبقات ضد الثورة

العماليـة ، ومثل ذلك الجمهورية الديمقراطيـة المسماة بالولايات

المتحدة الامريكية الشمالية ؛ ولكن العامل من حيث هو جمهـور

قد استيقظ ، ان الحرب الإمبرياليـة قد ايقضت نهائيـا الجماهير

الجامدة النائمـة او نصف النائمة في امريكا واوروبا وفي اسيا

المتاخرة .



لقد تفسخ الجليد في جميع انحاء العالم .



ان تحرير الشعوب من نير الإمبرياليـة ، ان تحرير العمــال

والعاملات من نير الراسمالية يسير الى الامام بصورة لامرد لها

وهذه القضية يدفعهـا الى الامام عشرات ومئـات الملايين من

العمال والعاملات والفلاحين والفلاحات , ولهدا فان هذه القضيمة

تحرير العمل من نير الراسمال ستنصر في العالم اجمع .

4/ 3 / المجلد 42 ص 368 ـ 370