المرأة الشرقية بين خدمة البيت وتسلط الرجل



سلام الامير
2007 / 4 / 29

تختلف المجتمعات الشرقية في عاداتها وتقاليدها عن المجتمعات الغربية ولعل احد اقوى اسباب تخلف المجتمعات الشرقية هو التمسك باغلب هذه العادات التي لا تمت لا إلى الدين ولا إلى الاخلاق بصلة ومن هذه العادات السارية إلى هذه الوقت هو ذلك المفهوم الخاطئ تجاه المرأة وانها ينبغي إن تكون خادمة البيت بدءاً من طهي وتحضير الطعام إلى تنظيف البيت وغسل الصحون والملابس وكيها
وهذا هو الواقع في اغلب دول الشرق الاوسط والادنى فالرجل لا يعرف عملية الطبخ ولا تنظيف البيت ولا غسل الملابس إلى غير ذلك من اعمال البيت وإنما يعتبر هذه وظيفة المرأة سواء كانت أم أو اخت أو زوجة أو بنت فالمراة مهما كانت وظيفتها خارج البيت إي إذا كانت موظفة أو عاملة أو من ذوي الشهادات العالية ينبغي إن تكون ست بيت جيدة فنجد الموظفة تقوم باعمال البيت عندما تعود من عملها وغالبا ما تجهز وجبات طعام اليوم التالي في الليل اما أيام العطل فهي فرصة المرأة الموظفة لقضاء ما تراكم من اعمال خلال اسبوع عمل
ولو قمنا بعملية حسابية وحسبنا ساعات عمل المرأة خارج البيت واضفنا ساعات عمل البيت اليها لوجدنا إن المسكينة لم تنعم بيوم واحد اجازة ولو في السنة مرة هذا بالنسبة للمراة العاملة خارج البيت اما ربت البيت إي التي بدون عمل فهي الأخرى مبتلات بعدم التمتع باجازة مطلقا وتعمل من النهوض من النوم إلى وقت النوم اما السيد الذكر فينعم بالاعفاء من اعمال البيت وما عليه إلا العمل خارج البيت وإذا حل في البيت حل آمرا ناهيا وجميع طلباته مجابة وليته يقنع أو يقتنع بل تجده دائما متذمرا فالطبخ لا يعجبه وغسل الملابس غير جيد إلى اخره من تحججاته الواهية وكانه يتعامل مع عامل خدمه لديه
فما هو السبب لهذا الظاهرة السائدة في اغلب الشعوب الشرقية هل هي موروث ديني أم هي تقليد اجتماعي عرفي وهل إن الرجل هو الذي ارغم المرأة على هذا الشيء أم إن المرأة هي التي مكنت نفسها من الرجل وجعلته السيد
بالنسبة للدين وبحسب ما هو مشرع وثابت لدى العامة والخاصة من إن مسؤولية إدارة البيت تقع على الرجل اما إن يقوم بذلك بنفسه أو يستأجر له عاملا للخدمة ولم يفرض الدين على المرأة اعمال البيت بل إن الزوجة إذا ولدت مولود فعلى الاب إن يهيئ له مرضعة وان ارضعته امه فعليه إن يستحصل موافقتها أو تشترط على الرضاع اجراً وكذا الحال للمربية
فالمسالة لا تعدوا عن كونها من صنع العادات والتقاليد ولعل من ساعد على انتشارها وتعميمها هو الفقر في اغلب العصور التي مر بتا الانسان وحتى في هذا العصر ولسبب إن الزوج لن يستطيع إن يوفر اجرة العامل بالبيت فهو بالكاد يستطيع إن يؤمن الطعام وبما إن المرأة كانت في اغلب الأحيان غير عاملة فتكافلت للرجل بالتعاون معه هو يعمل ليؤمن المعيشة وهي تعمل في البيت وكانت تلك خطوة جيدة من المرأة للمساعدة مع الرجل لكن هذه المساعدة قد استغلها الرجل ومع تعاقب الاجيال وصيرها قانونا اجتماعيا ولم يقتصر الأمر على المحوجين فقط بل تعدى إلى الميسورين ايضا وأصبح الرجل يشعر إن من حقه على المرأة ان تخدمه وتؤمن له طلباته البيتيه
فهل تستطيع المرأة بعد سلمت بذلك للرجل وقبلت به إن تتخلص الان من هذه المعضلة وهل يدرك الرجل انه قد ظلم المرأة . هذا يتوقف على المرأة نفسها فهي عليها إن تطالب بحقها اولا بالمساواة مع عدلها الرجل وثانيا على الرجل إن يعي هذه المسالة ويشعر بحق إن المراة تساويه تماما
وبما اننا ندعوا إلى مساواة المرأة مع الرجل مساواة تامة فاننا كذلك ندعو إن يتشارك الرجل مع المرأة في المسؤولية الحياتيه في البيت وخارج البيت وكما هو الحال في اغلب دول الغرب وبذلك لن يكون الرجل هو السيد في البيت ولا المرأة هي السيدة بل كلاهما شركاء في كل شيء

سلام الامير