1311مسامير جاسم المطير



جاسم المطير
2007 / 5 / 3

مسامير جاسم المطير 1311
رسالة إلى الشاعرة وئام ملا سلمان .. رقم (6)
أول الأشياء التي أريد أن أقولها لك ِ في هذه الرسالة أن العصر الحديث مثل العصر القديم يبرهن أن ما يجمع بين الرجل والمرأة ليس الحب دائما إنما القهر .. !
أنت مقهورة حقا لوجود بعض " الرجال " لا يثقون بقدرة المرأة على الإبداع ولا يؤمنون بمواهبها ولا يعترفون بوجود روائية ماهرة مثل أحلام مستغانمي أو لطفية الدليمي أو شاعرة قديرة مثل نازك الملائكة أو رائدة فضاء إيرانية مثل أنوشة الأنصاري أو أديبة عاشقة مثل مي زيادة ..! هذا النوع من الرجال كثر وهم لا يملكون أية موهبة غير أن يقلبوا في أدمغتهم كل يوم أو في كل ساعة أمراضهم البدنية والعقلية والجنسية ..! مأساة حياتهم أنهم لا يصدقون حتى أنفسهم ، لذلك فهم لا يفكرون بغير اغتصاب المرأة ، جسدا وحقوقا ، وبأشكال وأساليب متعددة ..!
النقد أو الشتم أو السب أو الاتهام وغيرها مما يوجه لكن أنتن النساء الأديبات والشاعرات والفنانات هو أقل بكثير مما يوجه إلى آلاف النساء يوميا في شوارع المدن الإسلامية التي يعلو فيها من آلاف الجوامع والمساجد والحسينيات صوت الله أكبر يدعو فيها مؤذنون إلى الصلاة ويدعو فيها الوعاظ إلى القيم والمبادئ والأخلاق في ذات الوقت التي تتعرض فيه النساء المسلمات علنا وفي الشوارع إلى أبشع عدوان " رجولي " على النساء ..!
اضطررتُ اليوم إلى الابتعاد عن معاناة ومصاعب المثقفات والمثقفين لمعرفة ما تواجهه المرأة البسيطة داخل مجتمع تتحكم به " الرجولة " تحكم السلاطين العتاة فاستنادا إلى رسالة من صديقة مصرية تتابع مساميري ورسائلي الموجهة إلى الشاعرة وئام ملا سلمان فقد شاركت بالتعقيب مشيرة إلى بعض ما تناولته الصحف المصرية خلال شهر ابريل 2007 فقط إلى حوادث اغتصاب وقعت كلها بالقاهرة عاصمة الجامع الأزهر الشريف ..!! قالت الرسالة وفقا لما كتبته الصحفية المصرية التقدمية ( وفية خيري ) تصف اعتداءات " رجال مصريين مسلمين " على " نساء مسلمات " كما يلي من الحوادث :
- الحادث الأول: كان المتهمان فيه اثنين من سائقي الميكروباص حاولا الاعتداء على راكبة شابة فاستغاثت بكمين للشرطة كان يقف غير بعيد من مكان الحادث وحدثت مقاومة من جانب المتهمين أسفرت عن مقتل ضابط الشرطة الشهم الذي أراد إنقاذ الفتاة من براثن هؤلاء السفلة فلقي حتفه.. ولم يكن أي من المتهمين مسجلا خطر، كما قالت الصحف وهما عندما شاهدا كمين الشرطة لاذا بالفرار، ولكن رجال الشرطة تمكنوا منهما وكانت مقاومتهما في غاية الشراسة حتى سفكا دم الضابط الشهيد الذي تحرك بدافع الرجولة والشهامة لإنقاذ الفتاة.
- الحادث الثاني والذي وقع بعد 12 يوما من الواقعة الأولى عندما أجبر 6 من الحرفيين طالبة جامعية على ركوب التوك توك خلال سيرها في منطقة فيصل - والطالبة تستغيث دونما مجيب- وفى قطعة أرض زراعية تناوب الستة اغتصابها واحدا تلو الآخر والفتاة لم تكف عن الصراخ- ولاحقتهم سيارة دورية حتى عثرت عليهم.

تساءلت الصحف ووسائل الإعلام ما الذي تغير في الشخصية المصرية- الحافظة للقيم حتى يخرج هؤلاء السفلة من ردائها- ومن المسئول عن ذلك التغير في المجتمع المصري، وأين الشهامة التي عرف بها الرجل المصري؟
- الحادث الثالث الذي تناولته الصحف عن قيام أربعة من الحرفيين باختطاف عاملة في مصنع للملابس بشبرا الخيمة من موقف ميكروباص وعندما أبلغ والدها عن اختفائها جابت الشرطة الشوارع والطرق بحثا عنها حتى لفت انتباههم حركة مريبة في غرفة مهجورة ملاصقة للطريق الدائري ووجدوا أحد الأربعة يغتصب الفتاة داخل الغرفة والقوا القبض عليهم.
هل نبحث كثيرا عن الأسباب هل هو الإدمان؟؟ هل هم عاطلون؟
هل المشكلة مشكلة دافع جنسي .. ؟؟

تقول الصحفية وفية خيري : رأيي الشخصي أن الدافع إلى هذه الحوادث ليس هو الغياب الأمني .. ففي كل حادثة من هذه الحوادث كان رجال الشرطة موجودين ولكنهم دائما يأتون متأخرين، ولكن الدافع في رأيي بجانب نقص التربية والوازع الديني هو القهر الاجتماعي الواقع على هؤلاء الصبية . أكاد أجزم أنهم يعيشون في مناطق عشوائية غير آدمية محرومة من أبسط مقومات الحياة حتى فقدوا آدميتهم- وهم لا يرون ولا يسمعون حولهم سوى أحاديث الفساد الذي استشرى في بعض قطاعات المجتمع والسلب والنهب الذي يمارسه رجال الأعمال وهروبهم للخارج بملايين الجنيهات المنهوبة من البنوك، وهم يقارنون بينهم وبين هؤلاء فيجدون أنهم مهمشون ومطحونون ولا قدرة لديهم لدفع الظلم الواقع عليهم وليس أمامهم أن ينفثوا عن غضبهم إلا باستخدام الاعتداء الجنسي على من هم أضعف منهم وهى المرأة.. أي أن قهر الرجل هو الذي يدفع إلى قهر المرأة.. وأي امرأة !! أنها مثلهم مظلومة ومهمشة وتضطرها ظروفها الاجتماعية للخروج إلى الشارع سعيا وراء الرزق . فتعود أحيانا إلى منزلها في ساعة متأخرة من الليل. وهى تسير غالبا وحدها لأنها أما فتاة أو طالبة لم تتزوج بعد أو أرملة تعول أبناءها أو زوجة لرجل مريض أو مدمن أقعده المرض والإدمان عن الإنفاق عليها هي وأبنائها.

هل المقصود من هذه الاعتداءات هو النظرة الدونية للمرأة التي تروج لها الأفكار الرجعية من كونها عورة وعليها أن تلزم بيتها فإذا خرجت للشارع سعيا وراء الرزق أو العلم أصبحت مباحة ومستباحة للرجل.
إن للمرأة المصرية وضعا خاصا فنحن نساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ونحن لا نملك الإمكانات المادية التي تسمح للمرأة بأن تلزم دارها وينفق عليها الرجل ولا يصح أن يطبق عليها ما يطبق على دول أخرى ثرية لدى رجالها القدرة المالية للإنفاق على المرأة.. ولذلك ستظل المرأة المصرية تخرج سعيا وراء رزقها وعلى رجالنا المقهورين أن يجدوا وسيلة أخرى لكي ينفثوا عن سخطهم وليتركوا المرأة وشأنها ويحاولوا حمايتها لا الاعتداء عليها في وحشة ومهانة واستخفاف.
سيدتي وئام ملا سلمان : هذا هو نموذجٌ لواقع ٍ تواجهه المرأة في مصر وبالطبع له مثيل أعنف في العراق وفي جميع البلدان العربية والإسلامية . حتى الدول الرأسمالية الكبرى لا تخلو من ممارسات قهر المرأة غير المثقفة . فقد قدر للمرأة في كل العصور أن تتعلم شيئا رئيسيا واحدا : الصبر على الألم .
*********************
• مسمار الكلام :
• لكي تكون المرأة سعيدة حقا عليها أن تواصل النضال من اجل حقوقها المغتصبة .. الحق أقول أن الشعوب تظل تعيسة إذا لم تنجب بطلات في كل الساحات وأولها ساحة الإبداع .
*****************
بصرة لاهاي في 2 – 5 - 2007