المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف



فواز فرحان
2007 / 5 / 7

جرت العاده في مجتمعاتنا عندما ترزق الاسره بالمولوده الانثى ان يعبر الرجل عن انزعاجه العميق حتى وان كانت الاسره تخلو من الاناث والحقيقه ان هذا الشئ لا ينطبق على جميع الرجال فهناك من يمتلك وعيا اجتماعيا يبعد هذا الشعور عنه.لكن الاغلبيه تميل للتعبير عن امتعاضه من قدوم الانثى وكأن الانثى لا تنتمي الى المجتمع البشري..وعند دراسة الحاله من اوجه متعدده والوقوف عند تلك الاسباب التي ساهمت في نشر هذه المفاهيم نجد ان توارث المجتمع لجمله من العاداة واالتقاليد والالتزام بها دون دراسه صحتها ومطابقتها للعصر الذي نعيش فيه هو الذي يقف خلف انتشارها واستمرارها وجعل المجتمع اسير لمنهاج جامد دفع البعض للاعتقاد انه جزءا من عقيده العصر ولا يمكن الاقتراب منه..ولازالت ظاهره ان يقوم الاب بحمل طفلته في مجتمعاتنا ظاهره غير محبذه عند الرجال خوفا من تتعرض رجولتهم للتشكيك او يتهم بالخضوع لزوجته.ودور الرجل في في هذا المجال يشكل عاملا مؤثرا في ان تكون لزوجته مكانه في المحيط الذي تعيش فيه من خلال روح العداله التي يجب عليه ان يتمتع بها ويشارك زوجته في كل تفاصيل الحياة ومناقشتها فيها وتنميه اراءها في المجالات الحياتيه الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه وجعلها فاعله في محيطها..فقد شهدت النظره الى المرأه تطورا ملموسا في السنوات الاخيره واصبح بالامكان تقبل ادوارا مؤثره لها حتى في المجتمعات العربيه بعد ان اثبتت كفاءتها في اداء المهمات الملقات على عاتقها في اكثر من مجال..لكن الحاله العامه لدورها مكثت في مكان لا يمكن اعتباره يتناسب مع ثقلها العددي في المجتمع او حتى مع مكانتها في تربيه الاجيال وتاثيرها فيها,واصبح من الضروري النهوض بهذا الدور كي يتحقق التوازن المرجو في المجتمع والذي لا يمكن لاي مجتمع ان يخطو بثبات الى الامام دون تحقيقه..لقد تشكلت في العقود الاخيره الكثير من المنظمات النسائيه التي حملت على عاتقها ايصال دور المرأه الى الحاله الطبيعيه في المجتمع والذي يتناسب مع ثقلها في المجتمع لكن هذه المنظمات واجهتها تحديات كبيره نابعه من التشكيك في قدراتها وعدم الثقه في الجهود التي تبذلها فقد تعود الرجل ان يكون هو صاحب المبادره حتى في اعطاء الدور للمرأه وتقييم اداءها دون ان يضع في الحسبان ان دور الرجال نفسه في العصر الحالي بحاجه الى تقييم في ظل الاوضاع المترديه التي تعيشها بلداننا والمرحله التي وصلت اليها.ان طبيعة هذه التحديات تجعل من الصعب الخوض في الدور الذي تؤديه المرأه وحجمه طالما ان هناك الاف العوائق التي يضعها المجتمع نفسه في طريق تحقيقها لمطالبها وبالتالي القيام بدورها الانساني بشكل صحيح..ان الحديث عن المكانه الاجتماعيه والسياسيه التي يمكنها القيام بها يكون في بعض الاحيان خاليا من الجديه والاصرار لاسيما في ظل الحاله المضطربه التي يمر بها العالم العربي وفي احدى المرات توجهت بالسؤال لمسؤول عربي عن السبب الذي يقف عائقا امام تبوء المرأه لمكانها في المؤسسات الحكوميه فكانت اجابته معبره عن الواقع الذي تعيشه البلدان العربيه فقال..اذا كان الرجال عاجزون عن مواجهة هذه التحديات تريدنا ان نتركها للنساء؟؟؟ما الذي يمكن للمرأه ان تفعله امام سياسه الولايات المتحده واسرائيل في المنطقه؟انتهى تعليق المسؤول ..نعم ان النظر الى الامور بهذه الطريقه هو الذي يجعل موضوع المرأه يراوح في مكانه وفي الحقيقه كان سؤالي يذهب باتجاه معين وهو ان كان الرجال عاجزون عن تصحيح الحاله او مواجهتها لماذا لا تدعوا النساء تتصرف؟وفي الكثير من التجارب العالميه اثبتت النساء ان دورها لا يقل عن دور الرجل في احداث التغيير الاجتماعي وقد خطت هناك المرأه خطوات واسعه باتجاه القيام بواجبها تجاه المجتمع على اكمل وجه الا البلدان العربيه التي لازالت اسيره فكره الرجال قوامون على النساء وان النساء ناقصات عقل ودين وهذه العبارات هي التي تجعل من دور المرأه مكبلا بالقيود وان مجرد مناقشتها لصحه هذه المقولات يجعلها تعرض لتهمه الكفر والرده...ان اكثر ما يعيق الدور الذي يمكن ان تقوم به المرأه هو حاجز الدين والمجتمع العشائري الذي يدفع دائما بموقعها الى الوراء ويتوجس من اي دور يمكن ان تؤديه نظرا لسيطره الافكار المتخلفه في عقول معظم الرجال من الذين يعارضون اي دور لها في المجتمع..نعم ان الادوار التي تؤديها المرأه في مجتمعاتنا لا تزال ضعيفه وتتحمل هي جزءا من المسؤوليه بسبب استسلامها للواقع الذي يفرضه المجتمع عليها دون ان تتحرك لتغيير هذا الواقع والمطالبه بحقوقها..وفي المجتمعات القديمه كانت المرأه تحظى باهميه في قياده المجتمع بدءا من الدوله السومريه والحضاره الفرعونيه في مصر وحتى في المجتمعات الهنديه والصينيه التي كانت فيها سيدة وتمتلك القرار الاساسي في الحياة لكن تغير الحال واصبحت تعود تدريجيا تتخلى عن هذه الحقوق للرجل حتى وصل اليه الحال الى ما هو عليه الان والعوده الى نقطة الصفر والمطالبه من جديد بتلك الحقوق..وتتعرض اليوم لانتهاك واضح في حقوقها وتتم سنويا عمليات قتل وتصفية الكثير منهن بحجه غسل العار والانتقام للشرف وفي الاردن ومصر وتونس وسوريا تجري العديد من الجرائم دون ان تكون هناك عقوبات رادعه وتسهل لهذه العقليات العشائريه بالبقاء والديمومه على حساب قيم التمدن والحضاره..وفي كردستان جرت في العام الماضي 2006 اكثر من 610 حالات من ذبح النساء والانتقام للشرف كما يسمونها دون ان تتحرك المنظمات العالميه وحتى العراقيه لادانه هذا الجرم لا سيما وان المجتمع يشهد اكبر موجه محمومه لنشر مفاهيم مغرقه في الظلاميه وهي المفاهيم العشائريه والتي تؤدي بالمجتمع الى العوده الى الوراء بدلا من التقدم الى امام..ان السكوت على جرائم من هذا النوع يجعل الحكومات تستسيغ تشريعات تمعن في اضطهاد المرأه وتقليص حقوقها في محاوله منها لكسب اصوات رؤساء العشائر والذين يتبعونهم والذي يكون في النهايه على حساب قيم العلمانيه والتمدن في المجتمعات ويؤدي في النهايه الى بقاء المرأه اسيره قيود لن تتمكن من تحطيمها دون ان تبذل جهودا جباره في هذا المجال وكذلك دون ان تحظى بتأييد الفئات المثقفه من الرجال الذين يتوجب عليهم انطلاقا من الاحساس العالي بالمسؤوليه اعادة التوازن الى المجتمع كي لايسير على قدم واحده تجعله عاقا غير قادر على القيام بمهامه بشكل صحيح.....ان صيغة التعليم والتوجيه داخل المجتمعات هي الاخرى تساعد على تقبل دور المرأه بشكل واسع يخلو في بعض الاحيان من التشكيك في قدراتها او الانتقاص منها..وفي معظم المجتمعات المتقدمه هناك تجارب عمليه تشير الى ان التعليم لعب الدور الابرز في ان تكون المرأه في مكانها الصحيح داخل المجتمع وهذا التعليم يساهم في خلق وعي اجتماعي عميق يجعلها تتفهم المطالب التي ينبغي لها العمل على تحقيقها,وتلعب القوانين التي تسيطر على المجتمعات هي الاخرى دورا في اعطاء المرأه حقوقها والقوانين التي فرضت في اقليم كردستان او في العراق الجديد تهظم في الكثير من نقاطها حقوق المرأه ولم تراع التطور الذي تشهده المجتمعات بل كما اسلفت راعت تلك الفئات التي تمتلك نفوذا مثل العشائر ورجال الدين وباقي التشريعات التي اعادت العراق الى ما قبل التاريخ..طبعا بأستثناء تلك السيده التي حصلت على حقوق تفوق حقوق الرجال في العراق الجديد وتلك السيده هي باسمه حسون التي تتمكن من تصفيه (كبار)رجال الجيش التابع لحكومة الاحتلال وطردهم من وظائفهم لاسباب طائفيه..وهذه الحاله كما قلنا استثنائيه ومن مبادئ السياسه الامريكيه التي تعين مستشار لكل وزاره كما تشاء وتعطيه صلاحيات لا يستطيع المالكي نفسه التدخل فيها ..