من هنا مر الصلابون



وليد حنا بيداويد
2007 / 5 / 11

مرة اخرى آصبحت الرائحة الكريهة تنبعث من القييم البالية العفنة و المتخلفة فى العراق و تحديدا كوردستان العراق بعد ان كانت دفنت تلك القييم المتخلفة لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن بفضل من قوة القانون و صرامة التطبيق بالعصى الغليظة التى عفى عليها الزمن الماضى تلك القييم اللانسانية النابعة من روح المجتمعات العشائرية ذات الطابع اللاحضارى.
نعم و بكل الاسف بدآت تبعث تلك القييم العفنة و اللاحضارية مرة اخرى الان و بشكل اكثرعنفا فى وطننا بعد ان حل بالعراق الفوضى فى كل نواحى الحياة ابتداء من القييم الاجتماعية و التربوية و الانسانية و هلم جرا.
فقد اصبح للانسان العراقى اليوم لا قيمة له، فيوميا تذبح و تقتل العشرات من البشر من قبل التكفيريين و ذوى الافكار السلفية و القييم المتخلفة . فلم يعد العراق اليوم بلدا امنا ومتقدما كما كان و الى وقت قريب جدا بعد ان حلت به اكبر كارثة انسانية على الاطلاق.
فالعشرات من ابناء شعبنا العراقى تقتل و تذبح يوميا و تسجل كل تلك الجرائم باسم مجهول و ذلك لفشل السلطات العراقية الفاشلة فى كشف هوية القتلة و المجرمين و ما اكثرهم الان فى العراق عصابات و رجال الحكومة المتورطين فى تلك الاعمال القذرة وكذلك من خارج العراق كمصرو السعودية بالدرجة الاولى وكذلك سوريا و افغانستان و المغرب العربى و اليمن.
فكان الاحد وحده حزينا ، بكى من ظلم الناس و جرمهم، مرت ساعاته السوداء ثقيلة تبكى دما و ظلما ، فبكى الاحد و ابكى الملايين معه ظلما و قهرا دموع تذرف و نحيب و بكاء عليك يا دعاء. فقد مر من هناك الصلابون ، مر من هناك المتوحشون، مر من هناك اكلو اللحم البشرى مر من هناك الصلابون فتنتظرهم ، لصلب و لرجم دعاء، لتقطيع دعاء، كان الصلابون يتوجهون الى جلجلة بحزانى ذات الاغلبية الازيدية ، و قد استيقضت البشرية مرة اخرى لتصطدم باخبار الصلب بعد ان كان اخرالمصلوبين قبل اكثر من الفى عام شكى من ظلم البشرو وحشيتهم ، ها فجريمة الصلب تتكرر اليوم مرة اخرى ، مر الصلابون من هنا لقتل دعاء بابشع طريقة وحشية لم يسبق للبشرية ان عرفتها على مر التاريخ ان سمع و شاهد كتلك الصور عن الوحشية .
فالذى آلمنى انا و بدآت اكتب و ساكتب الى اعلى السلطات فى العراق و المجتمع الدولى و كل المنظمات الانسانية ، فالذى احرق قلبى و هز اعماقى اكثر و بكيت كالطفل الصغير و كذلك من معى و من شاهد المنظر المروع للشابة الايزيدية دعاء وهى ملطخة بدمائها و كلما تذكرناها رحمها الله و تذكرنا جريمة رجمها من قبل عشيرتها المتوحشون حقا وفانهم اكلو اللحوم البشرى، انهم متوحشون يعيشون فى هذا العصر..
فرجم الشابه الايزيدية جريمة كبرى فى هذا العصر التى هزت المشاعر الانسانية من الاعماق فاى جريمة هذه التى ارتكبت بحق تلك المسكينة دعاء، اية وحشية هذه. فقلوبنا تصدعت و عيوننا بكت و ظمائرنا هزت من اعماقها. افواهنا تلعثمت و اقلامنا عجزت عن الكتابة لنصرتها.
رفعت لك يا دعاء لافتة سوداء كتبت عليها اسمك لاحيا بها ذكرك طويلا لجريمة لا تغتفر ابدا من قبل صلابوك المتوحشون.
ففى العراق الجريح الان و كوردستان ايضا و اكثر من اى وقت مضى ترتكب افضع الجرائم منها الجرائم ذات الطابع العشائرى و تحت السيطرة العشائرية والقتلة المجرمون من افراد العشيرة معروفون و لا تلاحقهم السلطات الامنية والقانونية ، فهؤلاء يعتبرون انفسهم بانهم خارج سلطة القانون. انهم يمارسون سلطانهم فى دولتهم العشائرية من دون ان يخضعوا لسلطات الدولة و القانون الرسمى.
تذكيرا، لو تريد السلطات الكوردستانية فى كوردستان العراق ان تدخل و معها شعبنا الكوردستانى الى العالم الانسانى المتحضر فما عليها الا الاسراع لتقديم اهل الشابه الايزيدية دعاء وكذلك المجرمون قتله الشابة الى القضاء لينالوا جزائهم العادل تحقيقا لعادلة القانون الذى هو فوق الجميع.
ذلك كخطوة اولى و لابد للبرلمان الكوردستانى الؤقر الاسراع فى تشريع قانون و بنود خاصة لحماية الضعفاء و النسوة فى كوردستان من ظلم العشائر و السيطرة الذكورية الذى يتميز بها الشعب الكوردستانى..
نحن هنا فى الدانمارك ليس فقط اننا نشجب هذا الفعل الاجرامى الوحشى البغيظ فحسب و انما ننشاد الحكومة الكوردستانية الاسراع الى تقديم الجناة الى المحاكم المختصة و هكذا ستبرهن حكومة اقليم كوردستان للعالم كله اننا شعب متحضر و ان القانون هو السارى وهو فوق الجميع و بلا استثناء..
نحن كشعب كوردستانى لا نقبل ان نعيش فى غابه يحكمها المتوحشون القتلة ، انما نحن نعيش تحت رحمة القانون و الدساتير، هكذا سنبنى بلدا و شعبا متميزيين و قويين بارادة القانون و تنفيذه على جميع المواطنين دون المحسوبيات الحزبية او العشائرية .
ان جريمة رجم الشابه الازيدية دعاء هو نموذج كبير للطغيان و الوحشية ، جريمة بشعة اقشعرت لها الابدان تحت مرآى و مسؤؤلى الاحزاب الكوردية فى تلك المناطق لكونهم هم المسؤلون الامنيون و كذلك على مرآى و مسمع الشرطة و الامن الكوردى و لم تتحرك ساكنا لوقف تلك الجريمة البشعة بحق تلك الانسانة ، ان رجم الشابة دعاء هو استهتار بكل قييم الانسانية وكذلك هو استهتار بالقانون .
انصافا لعدالة القانون اولا الذى هو فوق الجميع و لروح الشابة دعاء كانسانة ثانيا يجب التعامل مع هذه الحالة بيد من حديد و محاسبة اهلها و عشيرتها و تقديم كل من شارك فى تلك الجريمة للمحاكم وكذلك كل من سولت له نفسه و شارك بقتل الشابه دعاء ، هكذا و بهذه الطريقة سيناصر المجتمع الدولى برمته هذه الخطوة الكبيرة و سيقف معنا تحقيقا للعادلة و تطبيقا للقانون.
و تقع المسؤؤلية على عاتق حكومة اقليم كوردستان اولا بالاتفاق مع الحكومة العراقية اخراج هؤلاء الوحوش و جحوش القبائل و اسرى العقليات البالية من قوقعهم بقوة القانون اولا و العصى ثانيا و ارضاخهم للقانون بقوته ان ركوبوا رؤسهم و فعلوا ما لا تقبل به البشرية و القانون.
مع التحية