ترجمة القرآن وضرب النسوان1



أيمن رمزي نخلة
2007 / 6 / 1

التوصية بضرب النساء في القرآن، الواردة في سورة النساءآية34، من الآيات التي أثارت مشكلة كبيرة في العالم الإسلامي. هذه الآية وأمثالها، والتفسيرات المُضللة أهاجت العالم المتفتح والمستنير والراقي والمفكرين في كل مكان على الفكر الذكري في تفسيرات علماء المسلمين القدامى والمحدثين.
حسب ما ذكرت جريدة الأهرام بتاريخ 24/3/2007 في صفحة4: أن هناك مجموعة من النساء تبذل جهودا جادة لترجمة القرآن.
1ـ ما هي هذه المجموعة من النساء؟
ذكرت وكالات الأنباء الفترة الماضية أن هناك مجموعة من النساء المؤيدات للمساواة بين الرجال والنساء قررت وضع تفسير جديد للقرآن بزعم أن هناك آيات تستخدم لتبرير الانتهاكات بحق المرأة. كانت على رأس هذه المجموعة الدكتورة "لالا" وهي إيرانية الأصل أمريكية الجنسية.
2ـ تحاول الدكتورة " لالا " ومجموعتها ترجمة القرآن ونقله من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية.
بدأت بأصعب آية واجهتها كأنثى وهي وصية القرآن للرجال بضرب النساء العاصيات الناشزات.
كانت صدمة لها كيف يكون الحق للرجال فقط في ضرب النساء الناشزات دون وجود هذا الحق للنساء؟
لماذا يكون الضرب فريضة والإهانة عبادة؟
وكيف يصبح الحوار حقاً من حقوق الإنسان في العصر الحديث في عالمنا العربي والإسلامي؟
3ـ أنثى تريد ترجمة القرآن وتعدل في آية " اضربوا النساء "!!!
يا لها من وقاحة في عصر تسيد الرجال الذين يدعون أن الأنبياء المسلمين كانوا جميعاً رجال لأن النساء لا يحق لهن حمل رسالة النبوة.
في تفسير القرآن لابن كثير القرشي يقول:الرجل قيم على المرأة أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت. ويضيف في تفسير (بما فضل الله بعضهم على بعض) قائلاً: أي لأن الرجال أفضل من النساء والرجل خير من المرأة ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك الملك الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم: " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك.
يا له من تطاول على تعاليم " الذات " العليا، ذات المفسرين الذكور الذين لا يرون في النساء أي عقل أو دين للتفسير، لكن يرون فيها فرجاً للفرج الجنسي، وطبخاً وسريرا فنكاحاً، وثدياً لإرضاع الصغير والكبير.
4ـ وقف العلماء ـ الذكور ـ أمام الأنثى وراجعوها بشدة لأنها لا تجيد اللغة العربية ـ كما يقولون!!!!
هنا كان لابد من السؤال:
هذه الدكتورة " لالا " باحثة للقرآن، وملمة ببعض مبادئ القرآن، ولا تعرف جيداً اللغة العربية ـ كما يزعمون.
• حتى متى يكون الإيمان بالقرآن قائم على معرفة اللغة العربية، وهي من اللغات الصعبة؟
• كيف يفهم ويستوعب عقل الإنسان الغير عربي ألفاظ القرآن التي لها معاني واستخدامات وتأويلاً لا يفهمه من لا يعرف اللغة العربية؟
• إن ألفاظ القرآن مكتوبة في بيئة وثقافة بادية وصحراء الجزيرة المختلفة عن بيئة وحضارة وثقافة حضارات أخرى موجودة الآن.
5ـ هل الإعجاز القرآني هو عدم التفسير والترجمة للغات الشعوب الأخرى، لكي يظل الإعجاز القرآني هو إعجاز الموسيقى واللحن الجميل؟
سؤال حائر يسأله كل مَن يُفكر، ولا يفكر فيه من يقرأ كلمات القرآن بدون تدبر، حتى لو كان من المسلمين الذين يرضعوا أن القرآن بلسان عربي مبين، رغم ما به من ألفاظ غير عربية.
6ـ بعض التفسيرات على شبكة الانترنت ـ فيما يتعلق بضرب النساء الوارد ذكره في سورة النساء ـ تقول: إن ضرب النساء يعني الإضراب وهو التوقف عن فعل شيء، أي نتوقف عن التعامل معهن.
هذا نموذج للتفسيرات العشوائية، والمبررات الواهية التي تتلاعب بألفاظ اللغة العربية ومشتقات الكلمات، بدون وعى ولا دراسة جادة هادفة.
مطلوب دراسة توضح أسباب النزول الحقيقية ومقتضيات البيئة المحيطة، ومدى جدوى استخدام هذه الآية في أيامنا الحاضرة.
7ـ سبب نزول الآية والأمر الإلهي بضرورة الضرب!!!!!!
وعن الأمر الإلهي فيما يختص بضرب النساء يذكر بن كثير سبب نزول الجزء الأول من الآية كالتالي:
قال مقاتل والسدى والضحاك وقال الحسن البصري: جاءت امرأة على النبي تشكو أن زوجها لطمها فقال رسول الله: " القصاص " فأنزل الله عز وجل: " الرجال قوامون على النساء " فرجعت ـ المرأة الشاكية ـ بغير قصاص.
وحديث آخر عن علي قال: أتى رسول الله رجل من الأنصار بامرأة فقالت: يا رسول الله إن زوجها فلان بن فلان الأنصاري وإنه ضربها فأثر في وجهها فقال رسول الله: " ليس له ذلك " فأنزل الله تعالى " الرجال قوامون على النساء " أي في الأدب فقال رسول الله: " أردت أمراً وأراد الله غيره ".
هل فهمت يا عزيزي القارئ؟
الرسول يريد أن تأخذ المرأة قصاص ما ضُربت على وجهها وليس بالمسواك على كفها ـ كما يقول المحدثين الذين يريدون أن يبرروا الضرب ـ لكن الله ـ إله محمد ـ يأمره بأن يقول يجب أن تضرب على الوجه لأن الرجال قوامون على النساء، وفي التأكيد مرة أخرى: أن الضرب والعقاب على الوجه وترك أثر هو أمر إلهي رغم معارضة محمد له.
فأطيعوا إلهكم يا مسلمين وهيا إلى ضرب النساء على وجههن. يجب أن يطاع الله أهم من الرسول.
بعد ذلك، ألا يجب أن نفكر في تنقيح وترجمة القرآن بما يتفق مع حقوق الإنسان كإنسان وحق النساء في المساواة مع الرجال.
وللحديث بقية.