مجتمع وقناعات مفخخة !!

حسام السراي

2007 / 8 / 12

في احيان كثيرة يصبح التأكيد على الالتزام بالبنود والمواثيق الدولية الخاصة بالمرأة ،غير ذي جدوى ، اذا ما إقترن بخطوات عملية تستهدف تغيير نظرة المجتمع وتطوير وعيه بأتجاه الأعتراف الحقيقي بأهمية دور المرأة في كل العصور والأزمات التي تمر بها المجتمعات ،فالفقرات والبنود التي تضمنها قرار 1325 (2000) المتخذ من قبل مجلس الأمن ،لا تحتاج إلى مزيد من الوضوح ليتم استيعابها ، من مساواة بين الجنسين ، وأهمية دور المرأة في منع الصراعات وحلها وبناء السلام ، إضافة الى تعميم المنظور الجنساني وبنود أخرى تحث على ضمان زيادة تمثيلها في المؤسسات الوطنية والاقليمية وفي الأمم المتحدة ايضا .
ان ما نحتاجه ،بغية تحقق هذه البنود مجتمعيا ، هو جرأة وفاعلية منظمات المجتمع المدني( النسوية) ، لترجمة تلك المضامين على ارض الواقع والبدء بحملة لا تنتهي إلا بإفهام أخر رجعي لا يتجاوز وجود المرأة عنده حدود مطبخها ،ولا تتمثل حريتها لديه سوى إنتقاء عباءة اكثر سوادا مما سبق او من قماش اخر يحمل اللون ذاته * ، مستعملا مفاتنها كعتلات ساذجة في مصنع شهواته الذي لم يعرف التوقف ابدا ، ولا أتحدث هنا عن شخصية افترضتها ، لكننا نجد الكثير من امثاله ، في وقت تأتينا فيه رياح الاصولية والتشدد من كل صوب.
نقول وبصراحة ، حتى بعدما حصلت عليه من حقوق تختصرها لفظة" الكوتا" عراقيا ، ما زالت المرأة الأضعف في المجتمع ، ليس جسديا وانما أقصد إعتباريا ، فدورها اخذ بالتراجع ، مقابل هجمة شرسة لا انسانية ،تتوعد من تتصرف وتلبس وفق ماتقرره وترتضيه نفسها ، ونسأل هنا اين هي القوى السياسية الفائزة بالأنتخابات من كل الشعارات التي رفعتها سابقا إعلانا منها انها مع المرأة وقضيتها ، غير ان إشارات ودلائل على ارتباط بعض هذه القوى الأنفة الذكر بالجماعات التي تهدد وتحذر النساء ، كافية لايقاف استفهاماتنا عن سر السكوت ازاء هكذا إنتهاكات وكأنها جاءت في عصر مظلم جديد .
ولأننا لانملك سوى الكلمة والقلم الذي لا اعتقد انه صافح البندقية في يوم من الأيام ، يجب ان نعي جيدا ، بأن الطريق لن يكون معبدا امام منظمات المجتمع المدني النسوية في نضالها من اجل المساواة والتحرر،خاصة بوجود نساء في مجتمعنا يفرطن بحقوقهن لصالح ترسيخ فكرة المجتمع الذكوري ، ويستجبن لدعوات تصادر حرياتهن ، مما يوجب ذلك تغيير قناعاتهن ، قبل القيام بأية فعالية مدنية تستهدف الوعي المشوه .

*امرأة استغلت كل الحرية الممنوحة إليها ، فغطاها السواد دون استثناء كفيها وحاجبيها حتى ،حسبتها انتحارية ، رفضت الجلوس بجوار احدهم من الرجال في حافلة صغيرة لنقل الركاب،لم اخطأ كثيرا ..... تفكيرها كان انتحاريا هذه المرة .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة