عطلة ختان ....في كردستان

ليلي عادل
lsarsam@yahoo.com

2007 / 11 / 12

كل ما مر الوقت و انا آمل ان يتشافى العراق مما حل به ..لكن الصورة تبدو دوما اكثر قتامة مما قبلها ..و بينما يغرق العراق بدم ابناءه و بندب من اختفى منهم على حين غفلة ..و يودع آلاف هاربة الى مجهول قد يحفظ لهم استمرارية الحياة ..وحكومتنا التي بيدها تلابيب البلد منشغلة بموروث من المناسبات التافهه و ارساء تقاليد بالية تتناقض و ما يمر به العراق اليوم من خراب , و تتعارض مع كل مستويات التطور الحضاري و الثقافي و التقني التي وصلت اليها اقل دول العالم تقدما ...حكومة و قيادات تستمتع و تعتاش على الموت و الخوف و التخلف و الجهل الذي تقوم بنشره و تأصيله لدى الفرد العراقي و تعود به الى سنين الظلمة ..حيث تحيي مناسبات و تجعل منها شغلا شاغلا للمواطن المسكين كالوفيات و الولادات و الزيارات و غيرها من المهام التي تلهي الناس عن همهم الأساسي و هو فقدانهم لملامح الوطن شيئا فشييء ...و بدلا من ان تحفز الشعب على زيادة اوقات العمل و تكثيف الجهد من اجل اصلاح ما قد خرب فأنها تزيد من العطل الرسمية وغير الرسمية و الأعياد تمتد لتغطي كل الأختلافات ووجهات النظر التي تهتم بتوافه الأمور في مثل هذا الوقت الصعب..آخر ما قرأت و قد اذهلني و فاجأني الخبر وهو ان حكومة كردستان قد ابتكرت عطلة الختان ..وهكذا تسمى ...وهي مخصصة لأعطاء فرصة للعوائل ليختنوا بناتهم..قرأت كثيرا و سمعت عبر الأذاعات عن المشاكل التي اثيرت بسبب ختان النساء و آراء معارضين و اوهام المؤيدن لكني لم احس يوما ان هذا الموضوع يخصني او يخص بلدي ..رغم تعاطفي مع كل المبتليات بهذه العملية التي تشكل في نظري ابشع ممارسة لا انسانية مسلطة ضد المرأة و اكبر برهان على ضعف ثقة الرجل بنفسه ان كان ابا او اخ او زوج ..و اليوم اكتشف ان هذه الممارسة كانت موجودة في العراق سابقا لكن على نطاق ضيق جدا و اختفت لفترة غير قصيرة و لكنها عادت بعد 91 في كردستان العراق ..وربما هي موجودة في مناطق اخرى لكن ليس هناك من تجرؤ على الكشف عن الحقائق...كأن الزمن يدور عكسيا و التاريخ يأبى ان يعبر صفحاته السوداء التي تعود بالأنسان الى قرون ما قبل الحضارة ..
هذه هي الحرية الموعودة و الديمقراطية التي كنا نأمل, تظهر لنا وجهها القبيح فهي حرية القمع و حرية استعادة موروث بشع يسلب الحقوق و يقيد الأنسان بتقاليد مدمرة للفرد و للمجتمع تحت تسميات رنانة من مثل احياء الموروث و ترسيخ الهوية و غيرها من الخدع اللغوية ..اما المرأة فقد اثبتت الأيام انها تحت حكم الدكتاتوريات تقتسم الظلم الذي يقع عليها مع الرجل ..اما في ظل الديمقراطية اليوم فهي تتحمل الظلم لوحدها بأسم الحرية و حقوق الأنسان ..و رأي الأغلبية...




https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة