ظلم المرأة وعصرنته التكفيرية واللبرالية

ناجي نهر
najynahar@yahoo.ie

2007 / 11 / 13

المرأة تمثل الأنسان والمجتمع والحياة على كوكبنا وظلمها يعني ظلم الأرض وما عليها
وإن الأنسان العامل بيده وبعقله إمرأة ورجل هو الذي صنع ومازال يصنع الحياة ويطورها بتطوير وسائل إنتاجه وبالأستفادة من قانون التأثير المتبادل بين تطور وسائل الأنتاج وتطور وعيه ,ولا يستطيع أحد نكران هذا القانون وهذا الجهد عليه , والعدو والصيق يعترف له بذلك .
فالأنسان حينما يطور وسائل إنتاجه إنما يهدف من وراء ذلك سد نقصه و إحتياجاته الضرورية المادية والروحية .
كما ونجد اليوم إن كل ما على الأرض من عقلاء منبهرون ومنذهلون ومتعجبون من مستوى التطور المعاصر الخيالي الذي يطرق عقولهم وحواسهم مثلما تدق الأبواب والشبابيك المغلقة بعنف فلا تترك لأحد أن ينجاهل هذا الخليط العجيب من المنتوج المتطور ومن الأرقام والحروف والصور التي تملأ الفضاء وتقتحم مدارك الأنسان وترفعها الى أعلى بسرعة فائقة ولحظة بعد إخرى ,وتفرض أنماطآ من التحديات والسلوكيات التي يتعين فهمها ثم الأستفادة منها ومن معطياتها فى التطوير القادم للتقنيات والعقول ,لكي يظل العقل الأنساني متحكمآ فى إرادته وفاعلآ في مصيرها ومشاركآ فى مستقبلها .
فمن أين يأتي الظلم Oppression يا ترى ؟
إنه يأتي من مصدر واحد فقط ولا غير [ الملكية الخاصة الأستغلالية ] التي تعتبر إم المشاكل وأبوها ومصدرها فهي التي قسمت المجتمعات وخلقت الطبقات وكونت طبيعة ثقافية أنانية فى عقول مالكيها ورسختها عبر التاريخ .
إن ظلم الناس يتجسد فى إحتكار حفنة من القراصنة لوسائل الأنتاج العملاقة من أجل حصولهم على أعلى الأرباح مخالفين فى ذلك قوانين الحياة ومسيرة الأنسانية الصحيحة ,فبالوقت الذي يهم الرأسمآلية السعي لتطوير تكنلوجيا وسائل الأنتاج من أجل إختزال أعداد العمال فى مصانعهم ورميهم فى الشوارع جياع متسكعين وجني الأرباح الضخمة من وراء تسريحهم ,تراهم من الجانب الاخر يعارضون قانون التوازن بين تطور وسائل الأنتاج وسعادة الناس الذين طوروا تلك الوسائل ,فالرأسماليون لا يبالون من مخاطر البطالة والبلبلة ومن زيادة الفقراء فقرآ والأغنياء غنآ ومن جورأحكامهم بالموت على كل من تسول له نفسه المطالبة بحقوقه وبالتصحيح العادل وردة الفعل من أفعالهم المتوحشة في وجدان الناس المظلومين المؤدية فى نهاية المطاف الى سحقهم .
ولقد ظلت المرأة هي المضطهد الأول بسنن هذه القوانين الرأسمالية اللبرالية الجائرة التي تزداد جورآ وظلمآ بفتاوى التكفيريين السلفيين الأنتهازيين حفدة الملكية الأستغلالية المستعدون فى كل زمان ومكان الى خدمة الأحتكار والأستبداد .
إن العدل الحقيقي يستند على الألتزام بقانون تناسب تطور وسائل الأنتاج مع سد حاجة الناس المادية والروحية وإختزال وقت العمل الى أقل من نصف الوقت الحالي لتوفير وقت السعادة الروحية لهم وتمكينهم من إستقطاب تطور حضارة عصرهم وملاحقة علومه وإستيعاب تطور تقنياته .
إن الأنسان العلماني المناضل المؤومن بالمساواة والأشتراكية إمرأة ورجل هو المؤهل لأحقاق العدل الأجتماعي المتناسب مع تطور العصر ,من أجل الوصول بالمجتمع الأنساني الى الإلتزام بقانون مفاده ان [ تحسن وتطور وسيلة الأنتاج تعني تقلص ساعات العمل ] بمعنى آخر [ ساعات عمل الأنسان تتناسب مع تطور وسائل الأنتاج ] وحينما ينجح فى تحقبق هذا الهدف ,حينذاك ستحل أكبر العقد وستتيسر مسيرة التطور عليه حينئذن سوف لا تجد إنسان بلا عمل وستجد المرأة والرجل المزيد من الوقت لدبير سعادتهما وتربية أطفالهما وترتيب وطنهما الصغير والكبير وإزالة البدع والشعوذات المدنسة له . إن الأنسان المعاصر لا يرغب بأجترار المفاهيم والآيديولوجيا كما صيغت فى الأزمان الغابرة وفرضها عليه بالترغيب والترهيب ,كمالا يسمح بأن يستهان جهده ووعيه الذى خلق الحياة وطورها , وهواليوم يحث الخطى نحو تغيير نسبة الوعي بهذه الثقافة ,وحينذاك سيكتشف الجهلة مكانة المرأة ودورها فى صناعة التاريخ .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة