المراءة الاهوازية والتقاليد في قرن الحادی والعشرين

إلهام لطيفي

2008 / 2 / 8

حينما نتسلط علي المراءة وهي نصف المجتمع يتسلط بعضنا علي بعض ولا يمكن ان نكون احراراونصفنا مستعبدا .
تمهيد

بين الحين والاخر يتكرر الحديث عن التغييرات العاصفة التي هبت علي المجتمعات العربية محدثة عن عوامل اثرت بشكل كبير علي الافراد والاجتماعات.هذا التكرار له معني خاصه في المجتمعات العربية المحافظه علي عاداتها وتقاليدها وقيمها الراسخه التي تربي عليها اعضاؤها.حيث مع بداية قرن الحادي والعشرين تندرج علي عاتق الافراد مسؤوليات جسام نحو التحديات التي يفرضها نظام العولمة مما يحتم علي الجميع امتلاك الادوات الحضارية المبنية علي اسس منهجية صحيحة بعيدا عن التجارب المتواضعه والمحددة باطار متخلف.



وفي هذا المجال يلقي الضوء علي المراءة الاهوازية بصفة انها نصف من المجتمع البشري المتاثر من التيار الفكري الحاكم في القرن الحادي و العشرين وهو العولمة.جدير بالذكر انما العولمة لا تؤثر بشكل محايد. لكنها تسحب النساء في قوة امتصاصها بصورة مختلفة عن الرجال. فقد اسندت اليهما في توسع السوق العالمية الذي يحيط بكوكبنا وانتصار التجارة الحرة مهمات وادوار مرتبطة بجنسيهما. انه الوقت المناسب لوصف قوة تاثير التطور العالمي علي عوالم الحياة والعمل للنساء بشكل منظم وتحليل الملامح المستقبلية التي ترتسم من خلال ديناميكية العولمة الحالية بالنسبة لهن. ولامراءبان الواقع العربي يحمل مزيجا مؤلما من اشكال قهر الانسان العربي علي مختلف الصعد ويشترك في تحمل هذه الاعباء وفي محاولة الخروج منها الرجل والمراءة.

والكل يعرف بان المراءة الاهوازية قدواجهت في المجتمع العربي كما في سائر اقطار العالم نوعا من التمييز الجنسي وسيطرة التقاليد علي مدي قرون عدة وهذا ما ميز المراءة وجعل البحث في وضعها امرا مهما اضافة الي ذلك فان المجتمع العربي يشهد اليوم جدلا محتدما حول دور المراءة في المجتمع لكن مكان المراءة العربية الاهوازية ليست فريدة من نوعها.فان النساء حول العالم يعتبرن فريقا مغبونا كما ان المعوقات التي تعترض سبيلهن هي ذاتها: تقاليد عميقة الجذ ور , فقدان التمويل لتحسين الاوضاع وفقدان الارادة السياسية لتغيير الوضع.

فظروفنا المعاصرة تستدعي منا اعادة النظر في تقييم العديد من المواضيع التي تمس جوهر حياتناووجودنا. ولاشك ان المراءة هي من ضمن الاولويات التي ينبغي التركيز عليها.

فنحن جيل الانتقال الي قرن الحادي والعشرين ونحمل علي ظهورنا المعاناة اكثر من سائر الاجيال نحن الذين نقف حائرين لا ندري اي القيم واي المبادئ نعطيها لابنائنا وابناؤنا اكثر حيرة منا.فهم يرون متغيرات لاقبل لهم بها ولم يهئ لهم اباؤهم الاجواء النفسية المناسبة او الماديةللتعامل مع هذه التغييرات لان اباؤهم لم يستوعبوهابعد.هذه المتغييرات جميعها مرت علي مجتمعات كثيرة لم تؤثر فيها بشكل سلبي، ابدا الا عندنا. وهذا يدل علي الخلل في داخلنا في داخل هذه المجتمعات التي اهتز ثباتها وهذا دليل علي هشاشة تكوينها من الاصل لا علي فعالية هذه المتغيرات . فعلينا مسؤولية جسيمة لابد ان نعيها بصدق تجاه ما يعصف بكياننا الاجتماعي.... علينا البدء بالمصارحة والمكاشفة لتعرية الواقع المكتنف بالغموض.

فلابد ان نتخذ التدابير اللازمه لتزويد المراءة الاهوازيةكنصف المجتمع بما تحتاج اليه من ارشاد حول حقوقها والاتجاه نحوتصحيح الصور التقليديه الثابتة للمراءة والعادات الضارة والانحرافات الشاذة التي تتنافي مع الاداب، ويجب ان ينفض عنها غبار التبعية والتخلف، ولابد منها ان تتمرد، وليكن تمردها المشروع في تهجير وتحطيم الاسوار الضيقة الي افاق اكثر رحابة.و ان تثبت للراي العام انها جديرة بمواكبة روح العصر الجديد الذي تعيش فيه.
2005 / 6 / 30

الهوامش:

منصور محمد الزواد المراءة الخليجية

كريشتيا فيشتريش المراءة والعولمة



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة