حقوق المرأة في الكويت تحجبها النساء قبل الرجال..؟ ..

مصطفى حقي

2008 / 5 / 20

من غرائب المجتمع الكويتي ان نسبة الناخبات فيها يزيد على الرجال ومع ذلك لاينتخبون حتى امرأة واحدة لتمثلهم في مجلس الأمة وتدافع عن حقوقهم وأصوات النساء كلها تصب لمصلحة الذكورة لاستمرارية سطوتهم التاريخية .. هل لأن المرأة لا تثق بالمرأة .. أم أنها مسيّرة وليست مخيّرة وان الرجل الكويتي قد أدخل خروجاً رابعاً للمرأة فخروجها الأول من رحم أمها إلى دار أهلها والخروج الثاني من دار ذويها إلى منزل الزوجية والخروج الأخير من منزل زوجها إلى اللحد .. ولما كانت الضرورات تبيح المحظورات وتبدل الأحكام بتبدل الأزمان سمح المتشددون خروجاً رابعاً وكلما دعت الحاجة للمرأة من دار أهلها أو زوجها إلى الدائرة الانتخابية ولتصوت للرجل فقط قبل خروجها الأخير والنهائي..
لقد قلنا في مقال سابق من أن العلمانية للعلمانيين والحرية لمن يقدر الحرية ويعرف قيمتها ودفع ثمنها مسبقاً زمناً ودماً ونعود لنؤكد أن الديمقراطية للديمقراطيين وليس لممثليه ومقلديه . الديمقراطية كما الحرية لا يعطى ولا يوهب ولكنه يؤخذ نتيجة نضال مرير وطويل وشاق وعبر مراحل طويلة من صراع جسدي وفكري ومخاض ثقافي لتولد الحرية وتطبق على معتنقيه بجدارة ..
ان ما يجري على أرض الواقع هو لعبة مستوردة اسمها الديمقراطية لتلعبها شعوب لم تعرف في تاريخها الايديولوجي وعلى أرض الواقع شيء اسمه الحرية وانهم ترّبوا على الذل والعبودية للخالق والمخلوق الممثل للإله كولي أمر .. أطيعوا الله .. وأولي الأمر .. ولو كان مستبداً ويفخر لقبه بالسفاح وبرؤوس أينعت وحان قطافها .. قرون طويلة رسخت في تشكيلة هذه الشعوب إدماناً سلوكياً في الطاعة العمياء ونبذ التفكير وتعطيل العقل والاجتهاد والاكتفاء بالنقل والتقليد الأعمى ..؟
في الانتخابات السابقة أجريت على النمط الديمقراطي وكانت النتيجة بعيد ة عنها بعد السماء عن الأرض ليسود السلفيون ويشكلون سداً أمام أي تطور للفكر المعاصر ونجحوا في إبعاد المرأة عن المجلس وجابهوا الوزيرة المتنورة نورية الصبيح للحدّ من توجهاتها الحضارية وحاولوا حجب الثقة عنها وباءت تلك المحاولات بالفشل
وكنا قد اقترحنا آنذاك .. أن يشرع أمير البلاد دخول المرأة مجلس الأمة لعدد من النساء لِلَجمِ العداء السلفي للمرأة برغم أنف الغطرسة الرجولية ولا بد من قواعد استثنائية تساعد المرأة للوصول إلى حقها في التمثيل الشعبي عندما لم يحقق لها الطرح الديمقراطي ما تصبو إليه .. ان الوصفة الديمقراطية يجب أن تطعم بمرسوم أميري من أجل ترسيخ حقوق المرأة .. وإلا ما معنى أن لا تنجح امرأة واحدة من بين جموع النساء المتعلمات المثقفات لعضوية مجلس الأمة . سوى مرشحي القبائل من الرجال وكثيراً منهم لم يمح أميته بعد .. وأما النساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع فلا صوت لهن لإنصافهن من سطوة الذكور ذوي العقل القبلي أو السلفي .. ولكن الشيء المهم والمشجع والذي يبشر ’ هو الاستمرار للنضال النسائي وعدم الرضوخ لأنانية الرجل ولعقول بنات جنسهن اللواتي قد حوصرن بحجاب عقائدي وآخر رسّخ عندهن مفهوم تخلفهن وانهن ناقصات عقل ودين ، وما فلح قوم ولّو أمرهم امرأة , وان أكثر أهل جهنم من النساء وذلك على الرغم من الحديث الثابت الذي يدعو المسلمين جميعاً رجالاً ونساءً : خذو نصف دينكم من هذه الحميراء .. ويقصد به عائشة زوجة الرسول .. وفي كل الأحوال دينياً واجتماعياً وإنسانياً يجب أن تمثل المرأة في مجلس الأمة الكويتي وبكل السبل ...؟!




https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة